على وسائل إعلامنا أن تَحْذَر العملاء
بقلم الدكتور عصام شاور
من المعلوم أن بعض صحفنا العربية منابر متحيزة لوجهة النظر الأمريكية مثلها مثل بعض الفضائيات" التي يعرفها الجميع.
من يتصفح بعض هذه الصحف يجد أن غالبية أخبارها ومقالات الرأي فيها تعمل على إحباط وتثبيط الشعوب العربية كما أنها تهاجم كل الأنظمة والأحزاب والشخصيات التي تعارض سياسة الإخضاع والتركيع التي تنتهجها أمريكا وربيبتها (إسرائيل) .
غالبية أبناء شعبنا لا يطالعون تلك الصحف العربية، ولكن هناك من يستجلب لنا البضاعة الأجنبية ليضعها في متناول يد بعض الفلسطينيين دون تنقيح أو تهذيب، وهذا ما فعلته بعض مواقعنا الالكترونية الفلسطينية حينما نقلت مقالا للمدعو طارق الحميد _الفائز بجائزة المؤتمر الصهيوني العالمي لأصدقاء (إسرائيل) _ولا أعلم كيف تسمح لنفسها بنشر مقال يشير فيه هذا الرجل "الذي نشك في عمالته" إلى تعامل أهالي غزة مع المخابرات الصهيونية ويبرر لهم ذلك بحجة ضيق العيش وشدة المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني في القطاع.
من المهم عدم الانخداع لما جاء على لسان المدعو طارق ونقلته وكالة معا التي من المفترض أن تحمي الشعب الفلسطيني من الدخلاء ولا تكون منبرا لهم، فالواقع يكذب تلك الهرطقات ،وان كان هناك بعض العملاء فهذا أمر طبيعي لوجود أصحاب نفوس ضعيفة يمكن معالجتهم بالنصائح أو الإعدام، أما الفقر والفاقة فلم يكونا يوما سببا في الانزلاق في العمالة واكبر دليل انزلاق طارق الحميد بما رمى به أهل غزة ظلما وبهتانا رغم المال والرفاهية التي ينعم بها دون حصار أو معاناة .
سبق وأن حذرت من الأنوف الكثيرة التي تندس في البيت الفلسطيني، وهنا فإنني أكرر تحذيري لجميع وسائل الإعلام الفلسطينية بأن لا تكون مشرعة لكل من هب ودب وخاصة لمن لا خلاف على سقوطه الأمني والأخلاقي، فلا تجرنا المناكفات الداخلية إلى الاستعانة بشياطين العرب والعجم، فهم يريدون فقط تمرير مخططات إسرائيلية أمريكية ولا يلتفتون إلى خلافاتنا التي حاصرونا وقتلونا باسمها، فالمصالحة بوساطتهم كذبة لا يصدقها إلا مختل، ولا يسوقها لا جاهل بشهادة مئات قتلهم الحصار العربي الإسرائيلي في قطاع غزة وعشرات قتلهم الغاز في الأنفاق وليس بشهادة العملاء الذين يغضون البصر عن جرائم الصهاينة ومن والاهم من العرب .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية