عملية الخليل وعودة العافية للمقاومة
مصطفى الصواف
عملية الخليل التي أدت إلى مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين والتي تبنتها كتائب القسام اليوم الثلاثاء (31-8-2010) ، تؤكد أن المقاومة مستمرة وأن التعاون الأمني والملاحقة من قبل أجهزة رام الله وقوات الاحتلال لا يمكن لها أن تمنع المقاومة وإن كانت تعيقها أو تحد من قدرتها، ولكنها لا تنجح في منعها طول الوقت، وهذه العملية والتي سبقتها خير دليل على ما نقول.
عملية الخليل سوف توضع في غير مكانها وسيتم ربطها بما يسمى المفاوضات المباشرة، وأن الهدف منها هو التشويش على عملية التفاوض، وكأن عملية التفاوض ستأتي للفلسطينيين بحقوقهم على طبق من ذهب، فكيف لو كانت هذه المفاوضات مرفوضة من قبل غالبية الشعب الفلسطيني وقواه والتي يرون فيها بأنها مضيعة للحقوق الفلسطينية.
العملية العسكرية وقعت في منطقة خاضعة بالكلية للسيطرة الإسرائيلية، وهذه السيطرة محاطة بحماية فلسطينية من أجهزة حكومة رام الله، ورغم ذلك تنفذ هذه العملية وبنجاح بدد حالة الهدوء والطمأنينة نتيجة نجاح أجهزة أمن رام الله بملاحقة المقاومة، ما أدى إلى إرباك في الأجهزة الأمنية في الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ورغم أن العملية في منطقة أمنية إسرائيلية سيحمّل الجانب الفلسطيني المسؤولية عن العملية ونجاحها.
عملية الخليل ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة التخطيط والإعداد في ظروف غاية في التعقيد، وهذا دليل على أن العملية غير مرتبطة بشكل مباشر بالمفاوضات المباشرة، بدليل العملية التي سبقتها في الخليل أيضا، والفترة الزمنية لتنفيذ العملية يدلل على عدم ارتباطها بالمفاوضات.
العملية العسكرية في الخليل هي في السياق الطبيعي الناتج عن الاحتلال وعملياته الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان، وما يقوم به في مدينة القدس من هدم للمنازل وترحيل أهلها وتهويد مقدساتها، كل ذلك يستدعي أن تتفاعل المقاومة للرد على كل جرائم الاحتلال.
هذا هو الدافع الحقيقي للمقاومة, سواء تزامن ذلك من انطلاق مفاوضات أو دون ذلك، والمسألة متعلقة بالإمكانيات والظروف والأحوال وانتهاز الفرص السانحة.
المرحلة القادمة مرحلة لن تكون سهلة على الشعب الفلسطيني، ولن تكون سهلة على المقاومة وقواها سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وعلى الجميع توطين نفسه على مزيد من الاعتداءات الإسرائيلية، وفي نفس الوقت أن يعد نفسه لمرحلة جديدة في التعامل مع الاحتلال وأعوان هذا الاحتلال، والذي وصف العملية العسكرية بالخليل بأنها ضد مصالح الشعب الفلسطيني, وكأن التفريط بالحقوق والتنازل عن الأرض والاعتراف بالاحتلال والتعاون معه هو الذي يحقق المصالح الوطنية.
المرحلة القادمة هي مرحلة عودة الحياة للمقاومة في الضفة الغربية، المكان الطبيعي والحقيقي للمقاومة، وأن كان هناك ضرورة لجبهات أخرى يمكن للمقاومة الفلسطينية ان تشتعل فيها, فلا بأس أن تكون بعد أن تعلن قوى المقاومة عن استراتيجياتها بنقل المقاومة إلى خارج حدود فلسطين, وهذا مرتبط بتصرفات الاحتلال الإسرائيلي الذي سيكثف من عملياته خارج الساحة الفلسطينية في المرحلة القادمة، وهذا يحتاج إلى مزيد من الحذر والاحتياط الواجب اتباعه، ودراسة كل الخيارات، حيث إننا نعيش في اللحظات الحرجة والتي بحاجة إلى قرارات تتلاءم وخطورتها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية