عندما تتعدى الخيانة وجهات النظر...بقلم : د.أحمد محمد الأشقر

عندما تتعدى الخيانة وجهات النظر...بقلم : د.أحمد محمد الأشقر

السبت 09 أكتوبر 2010

عندما تتعدى الخيانة وجهات النظر

د.أحمد محمد الأشقر

عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية




لقد قلنا : أن أوسلو خطيئة و جريمة و مضيعة للوقت. قلنا : أن طريق التحرير طويلة و صعبة تحتاج إلى الرجال و تحتاج إلى جل العطاء و أسمى آيات التضحية , وحذرنا مرارا و تكرارا أن العدو يستخدم المفاوض و كلب الحراسة الأمني جسرا يسير على وجهه ليصل إلى مغتصباته التي تأكل أرضنا كما النار تلتهم الحطب , وقلنا لهم : أن عودوا لحضننا لوجعنا كونوا لنا ملحا كونوا لنا هواء... لقد خاطبنا الأخوة فى فتح بكل ألوان الأدب و أحرف النصيحة , لكن دون جدوى ! و لم نستغرب البتة لأن اللبيب بالإشارة يفهم , لكن كلاب الحراسة الصهيونية و أيتام دايتون ومن يرضع حليب موولر لا يفهمون إلا لغة الحراب التى نتقنها ولأن صبرنا جميلا و نفسنا طويلا لن يسمعوا إلا وقع أفعالنا... نحن لا ننطلق من ردات الفعل , ولا يحكمنا المزاج أو الهوى , إنما دماء الشهداء لعنة تطارد الخونة و الجبناء.



خاطبناهم و لا زلنا نخاطبهم بلغة الواجب و بكلمات الوطن , صبرنا عندما كان يجلد إخواننا فى غياهب سجون مختلف أشكال الأجهزة فى الحقبة السوداء سنوات 96 و 98 ويتعللوا بالمشروع الوطني و الدولة التى على أعتاب التحرير و التى قاب قوسين أو أدنى من الإعلان , صبرنا صبرا طويلا فعدونا واحد وحيد , ثم اشتعلت جذوة الانتفاضة الثانية و كان قد أخذ منهم العدو كل شئ و أعطاهم "لا شئ" , تورطوا فى الدم و الجوسسة والانحلال , عاملهم المحتل كما يعامل أرخص عملائه – لا بل أكثر – فهم لم يكونوا فى نظر شريك السلام الصهيوني سوى كلاب حراسة تحمى أمن المواطن الصهيوني و التى عجز قادته عن حماية أمنه ! هذا المصطلح الأهم و التركيبة المثلى للعدو , أما المفاوض الأوسلوى فلم يكترث العدو بأحلامه و أمانيه عن العودة و الثوابت و التحرير , فكلها عبارات بالونيه فضفاضة يفجرها العدو فى وجهه متى شاء بدبوس صغير بين شفتي أرخص نسائه !!!



اشتعلت الانتفاضة و دكت صواريخ الصهاينة كل شئ و لم يسلم المفاوض و لا المجاهد , وقلنا : عل مهندسي أوسلو و أبطال التنسيق يفهموا أن العدو لا يحترم إلا أنياب الأقوياء! و ذهلنا عندما تسارع الجمع لاستدراك المواقف و هرولت الدبلوماسية التطبيعية لتستجدى من جديد و لتأسف على التطورات المفاجئة التى عجزوا عن تطويقها , وما من مجيب ... فقضاء الله نافذ و قدره أقوى , فخرج الرجال المدججون بأثقال و هموم الوطن بعد سني الظلم و الملاحقة و التعذيب و اشتغلوا بواجبهم فى قطف رؤوس الصهاينة و تركوا القصاص من الخونة لصاحب الأمر – الذي يمهل و لا يهمل - .



لم يتوان شريك الانبطاح فى استرضاء العالم و استجداء الجلاد و لم يتعلم من آلاف الدروس القديمة الجديدة , و مضى من مضى من هؤلاء الرجال شهيدا و الآلاف خلفهم ينتظرون , ومضى من مضى من الخونة صرعى و موتى غير مأسوف عليهم وحقا أنه بيننا وبينهم الجنائز !




سارت عجلة التاريخ بأسرع مما كنا نتوقع فأدهشتنا و أدهشتهم و انسحب العدو صاغرا تحت ضربات المقاومة وهرع أبطال الخيانة للحفاظ على ماء وجه شريكهم الصهيوني و حاولوا تنميق الهزيمة بعباراتهم المعهودة ورسمت المخططات لإدارة شئون القطاع بما يضمن للعدو الأمن بعد انسحابه عبر الوكيل الأمني فى غزة و انقلب السحر على الساحر.




خاب مشروع المفاوضات وانتصر المشروع الوطني وفاز فوزا عظيما فى الانتخابات , استمرت حلقات المؤامرة من جديد على من انتصر بشرف و نسوا أن الله عز و جل خير الماكرين , ودقت ساعة الصفر ليقال لهؤلاء الوكلاء الأمنيون : أن صبرنا لم يكن عن ضعف وتهاوت المملكة الأمنية الهشة فى غزة تحت أقدام المجاهدين , وتطهرت أخيرا غزة من دنس العملاء بعد أسيادهم...



عاد القوم إلى المفاوضات وقسموا وطرحوا المعادلات و اتفقوا على أن يخرج البطل من حلبة الصراع فلا قبل لهم برجال يحبون الموت فى سبيل الله كما يحب أولئك الوكلاء الرضع الخيانة.




لم يتعلموا شيئا من دروس التاريخ و من عبر الماضي مع أننا خير أساتذة ولن نمل أو نكل عن تعليم الصهاينة ووكلائهم الدروس تلو الدروس.




اجتهدوا في تغيير الوجوه فاستقدموا مبعوثا خاصا للأمن بعد أن فشل البطل الأمني المحلى , واجتهدوا فى تنميق المصطلحات و خداع أصحاب القلوب الضعيفة و السيقان المرتجفة فسموا الخيانة بالتنسيق الأمني , و المفاوضات بالترتيبات النهائية , و العودة بحل مشكلة اللاجئين و تسوية أوضاعهم , و التحرير إلى استبدال أراض , والدولة إلى شئ ما قابل للحياة منزوعة السلاح أو الهواء أو السراويل فلا يهم !!!




ذابت الوجوه في الاستجداء ولم يغفر لهم شريكهم الصهيوني حسن صنيعهم وتركهم كما يترك أرخص عملائه , لم يأخذوا منه ناقة و لا جمل ... و لن يأخذوا ! هرعوا إلى جامعة الدول العربية تارة والى منظمة "التحرير" تارة أخرى و تارة إلى المجلس الوطني وتارة إلى تكتيك مكشوف مفضوح ليتباكوا على المصالحة و ذكرونا بدروس القراءة و المحفوظات الابتدائية عندما خرج الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا !!!




لم تشفع السلطة التشريعية لرائدها الدويك إنهم قوم لا يؤمنون بالتشريع فهم رواد الانتخابات ورواد الانقلاب على نتائجها , ولم يشفع تاريخ عياش وطوالبة لهم , ولم يشفع لعميد الأسرى 31 سنة قضاها فى سجنه و لا يزال كالجبل الأشم , ولم تشفع كلمات البرغوثى ولا عبد القادر أو خضر أو غيرهم آلاف !




لقد كشرت الكلاب عن أنيابها و علا نباحها , فالمعركة لم تكن مع حماس كما يوهموا بعض الشرذمة من أبنائهم , بل هي حرب ضروس يخوضها - الفلسطيني الجديد – المعدل جينيا و المستحدث من مصنع بيت لحم السادس و المتخرج من أكاديمية دايتون- موولر لفنون الخيانة , حرب على مشروع المقاومة بكل ما يحمل هذا المشروع من معنى و ثقافة ! و العجب العجاب أن الكلاب قد نطقت و كفت عن النباح لتقول لأسيادها : أن أمنكم من أمننا و أن المفاوضات لو تعسرت ألف مرة وولدت وطنا مشوها فإن التنسيق لن يتوقف البتة حتى تراق آخر قطرة دم طفل يحمل حجرا فى وجه مغتصبي الأرض.



لقد شرفنا الله عز و جل أن نكون مع المقاومة و أن نحمل لواء الحمد ندافع عن الحق. لقد شرفنا ربنا بأن نقبل أيادي و أقدام المجاهدين و المحاربين الأشاوس أمثال السمان و شلباية و الكرمى و النتشة و ياسين , وما يؤلمنا أكثر أننا لم نسبقهم إلى الجنان.




لقد شرفنا مولانا أن ندوس بأقدامنا أيتام دايتون-موولر و نحطم منظومة العار والخيانة الأمنية , وأدعوه أنا ومن سار على درب الكرمى أن يكرمنا بقرع أبواب جنته بجماجم بني صهيون.



أما ما أعددته لشالوم فياض من كليمات و ما أردت قوله لكلاب الحراسة الدايتونية وزعران المفاوضات فمفاده : إن لم تعتبروا من درس غزة فسيكون درس الضفة حتما أقوى و أمر !!!




أما الصهاينة المجرمون فرسالتنا تصلهم عبر بنادق القسام و الناصر و القدس و الأقصى وكتائب أبو على و المقاومة الوطنية و الأنصار وأشراف هذا الوطن لا عبر كلماتنا.




أما أنتم فى الضفة , أيا أيها القابضون على الصبر إنما الله عز و جل اصطفاكم و أختاركم لدعوته فاصمدوا و اثبتوا فصبرا جميلا والله المستعان وحسبنا الله هو مولانا ولا مولى لهم وهو ناصرنا ولا ناصر لهم.




و قتلانا فى الجنة شهداء فى عليين مع النبيين و الصديقين فلا يموتون إلا رافعي الرؤوس وهم على قمم جبال الوطن فطوبى لكم وألف مبارك عرسكم وسعد من المولى بذلكم لأرواحكم.




أما نحن "المتأخرون" فنعاهد الله عز وجل ثم نعاهد الشهداء أن نمضى على ما مضوا عليه فى سبيل عزة هذا الدين الحنيف و شرف هذا الوطن الحبيب.



نبتهل إلى الحنان المنان أن يعيننا على أن نطلق الدنيا ثلاثا , ونفر إليه ونمضى على ذات الشوكة , شهداء فى سبيله بعد طول عمر وحسن عمل , شهادة يعز فيها أهل طاعته و يذل فيها أهل معصيته.





د / أحمد الأشقر



عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية



غزة / فلسطين



9/10/2010م
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية