غزة في رحلة البحث عن نصرٍ جديد ...بقلم : حبيب أبو محفوظ

الثلاثاء 13 مارس 2012

غزة في رحلة البحث عن نصرٍ جديد

حبيب أبو محفوظ

لا يحتاج الأمر إلى كثير تدقيق، حتى نكتشف أنه ومع نهاية كل زيارة يقوم بها بنيامين نتنياهو لأمريكا، يعود بضوءٍ أخضر جديد لشن هجومٍ واسعٍ على قطاع غزة، يرسل من خلاله عدة رسائل دموية، تفيد بأن "إسرائيل العظمى" لا زالت موجودة على الأرض، في الوقت الذي يعيش فيه سكان قطاع غزة مأساةً إنسانية هي الأشد قسوةً منذ سنوات الحصار الخمس الفائتة، وإلى الآن لم نسمع من الإدارة الأمريكية دعوتها القديمة الدائمة "إلى التعقل، وضبط النفس"!.

يمثل نفاذ الوقود، والكهرباء، ونقص الأدوية، أزمة ثلاثية حقيقة لسكان القطاع، تراكم من معاناتهم، وتشدد من حصارهم الخانق، ومن خلال جولةٍ ميدانيةٍ قصيرةٍ لك في قطاع غزة، تستطيع القول بأن السكان لا زالوا يعيشون إلى الآن في حصارٍ خانقٍ، يشوه شكل الحياة الطبيعية للإنسان، بالمنع الغذائي، والصحي، والتعليمي، وما لذلك من مخالفةٍ صريحةٍ للمواثيق والأعراف الدولية والحقوقية، إلا أن تسليط الضوء إعلامياً على المعاناة أقل درجةٍ من ذي قبل، بسبب التطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة!.

قد يتساءل البعض، عن السر وراء الهجوم الصهيوني الأخير على قطاع غزة، ومن الضرورة بمكان التذكير بأن الجيش الصهيوني، وبموافقة حكومته، ومنذ العام 2006، قرر استخدام إستراتيجية الضاحية على قطاع غزة، والمقصود هنا الضاحية الجنوبية في بيروت، وتقوم الإستراتيجية على ضرب البنى التحتية لكيانٍ تحكمه حماس في قطاع غزة، كما أن الضاحية الجنوبية يحكمها حزب الله، والضرب بقوة ودون إظهار الرحمة، وهذا الوصف تحديداً استخدمه غادي إيسنكوت، قائد المنطقة الشمالية للجيش الصهيوني، حين قال: "كل الفلسطينيين في قطاع غزة هم خالد مشعل"، نحن لا نفرق بين مدنيين و"مخربين"!.

يسعى الجيش الصهيوني إلى أن يبقي قطاع غزة بصورةٍ دائمة التوتر، من خلال استهداف قادة المقاومة فيه، إلا أنه وعلى المستوى العسكري لا يُعد اغتيال الموساد الصهيوني للأمين العام للجان المقاومة الشعبية الشهيد زهير القيسي، إنجازاً عسكرياً، فالصهاينة لديهم أهداف واضحة، لمنطقة صغيرة ومكشوفة، ومعلومات كاملة حول المطلوب تصفيتهم، ويستخدم هذه الأسماء في الوقت الذي يشاء من خلال طائراته الاستطلاعية الكثيفة المحلقة في سماء القطاع.

فشلت منظومة القبة الحديدية في ردع صواريخ المقاومة القادمة من قطاع غزة نحو أسدود وبئر السبع، كذلك قريباً من تل أبيب، وقد بلغت كلفة المنظومة الجديدة 250 مليون دولار على أقل تقدير، فيما تقدر كلفة الصاروخ الواحد بمئة ألف دولار، مقابل بضعة مئات من الدولارات ثمن صاروخ محلي الصنع تطلقه المقاومة، والغريق لا يخشى البلل، فالمقاومة مستعدة للصمود ودفع المزيد من التضحيات في معركتها الطويلة مع المحتل.

بينما لا يقوى سكان المدن والمستوطنات المجاورة للقطاع من الصمود لفترات طويلة أو قصيرة في الملاجئ تحت الأرض، فضلاً عن عدم احتمالهم سماع دوي الصواريخ وهي تدك منازلهم أو تصيبهم في مقتل، وبالتالي صبر ساعة سيكلف الجانب الصهيوني الشيء الكثير عسكرياً وسياسياً واجتماعياً، بينما سيكلف الفلسطينيين المزيد من الأذى فقط.

دعونا لا ننسى بأن "كتائب القسام" لم تستخدم قوتها بعد، وهذا ما يجعل العدو الصهيوني في حيرة شديدة من أمره، وتخبط في مواقفه حول نهاية جولته الدموية على قطاع غزة، فأحد أهداف الصهاينة الرئيسية للهجوم على القطاع، معرفة ما يمتلكه المقاومون من سلاح لاستخدامه في مواجهة العدو، لا سيما محاولته بشكل أشد معرفة القوة الجديدة للجناح العسكري لحركة حماس بعد معركة الفرقان.

عبثاً يحاول الجيش الصهيوني البحث عن هيبته المفقودة في غزة بعد الحرب على القطاع قبل عامين، فالعدو من طلب وقف الحرب، وإطلاق النار، وآثر الانسحاب من الوحل الغزاوي على خسارة المزيد من جنوده قتلى وجرحى ومعاقين، في مقابل صمودٍ أسطوري للشعب الفلسطيني، فالنصر هو انتصار الدم على السيف!.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية