غزة.. لا وكالة القاعدة ولاما يحزنون!

غزة.. لا وكالة القاعدة ولاما يحزنون! بقلم: عماد صلاح الدين

الأحد 23 أغسطس 2009

غزة.. لا وكالة القاعدة ولاما يحزنون!

بقلم: عماد صلاح الدين

تقصّدت ألا أكتب سريعاً عن الأحداث الأخيرة في غزة، والمرتبطة بما جرى من اشتباك وصدام مسلح بين عناصر من شرطة الحكومة في غزة ومقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام من جهة، وعناصر ما تم تداول اسمها ب" أنصار جند الله " أو ما اصطلح على معرفتها شعبيا في قطاع غزة ب" جلجلت " .
 
وقد أردت من وراء هذا القصد ، أن اجمع قدر المستطاع من معلومات عن فكرة الحالة القاعدية في غزة وعن مدى صحتها أو عدمها ، وان ادقق مليا بطبيعة وماهية الأحداث التي جرت جنوب مدينة رفح الحدودية ، حتى بالتالي تكون الصورة واضحة لي وللقارئ الكريم .
 
ودون الدخول في التفاصيل والأحداث والشخوص، لان غرضي من هذا المقال هو إيصال فكرة معينة ،وهي أن القراءة المعرفية العلمية لطبيعة تنظيم القاعدة المنتشرة فروعه في أكثر من مكان في المنطقة العربية والإسلامية، سواء في العراق أو أفغانستان أو الصومال، أو في غيرها من دول المشرق والمغرب العربي، نلحظ أن هذا التنظيم وفروعه، لا تُسجل له سوابق ملموسة ومعروفة باستهدافه عقديا وممارسيا لجهات مقاومة للاحتلال ، وهذا باد ومعروف في التجربة العراقية والأفغانية والصومالية بعد الاحتلال .
 
وهو وإن كان يستهدف أطرافا غير الاحتلال، فان هذه الأطراف الأخرى يمكن حصرها على النحو التالي :
 
1-أطراف تتعاون بشكل مباشر مع الاحتلال الأمريكي والغزو الغربي وهم العملاء والمتساوقون مع عملياته الساسية الزائفة
 
2- الحكومات والنظم التي تدور في الفلك الأمريكي والغربي ، والتي في جلها تتآمر وتتواطأ على حركات المقاومة الفلسطينية والعربية ، وما تقوم به هذه النظم من تضييق وتشديد للخناق وفرض الحصار على هذه المقاومات سواء في غزة أو في جنوب لبنان أو غيرهما.
 
3-قد تستهدف القاعدة بعض المواقع السياحية والفنادق والمنتجعات وغيرها ، والغالب في استهدافها كطرف قد يكون لتحقيق غرض انتقامي من نظام بعينه ، أي الغرض هنا سياسي ، وليس مرتبطا بايدولوجيا الاستهداف الديني السياسي ، وهذا ما حدث في تفجير القاعدة لفنادق عمان قبل سنوات .
 
لكن الذي رأيناه في قطاع غزة ، ليس أنموذجا استنساخيا لحالة القاعدة وسلوكياتها المعروفة ، وبهذا افترق عن الأستاذ القدير ياسر الزعاترة الذي كتب للجزيرة نت في فترة وقوع الحدث تقريبا مقالا بعنوان " جهاديو" غزة إذ يطلبون وكالة القاعدة ، والتي حاول فيها أن يفلسف وجود وظهور السلفية الجهادية القاعدية منذ عام 2006 ، بعد دخول حركة حماس التجربة الديمقراطية ، بسبب حدوث فراغ في الحالة الفلسطينية المقاومة التي تقودها حركة حماس ، لكن الأستاذ زعاترة في الآن ذاته في مقاله المذكور ، يؤكد أن حماس وحكومتها لم تغادرا مربع المقاومة بدليل عملية الوهم المتبدد البطولية، ثم المعارك المتعددة التي تلت هذه العملية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في ما أسمته (إسرائيل) وقتها بسيف جلعاد وأمطار الصيف وغيرهما وصولا إلى الحرب الأخيرة على غزة مع بداية مطلع العام الحالي .
 
وإنما الحقيقة (وهي صارت معلومة مدروكة لدى الشعب الفلسطيني) بان كل أحداث يكون افتعالها من جهات أمنية محسوبة رسميا على السلطة الفلسطينية في رام الله (صاحبة مشروع المفاوضات مع (إسرائيل))، أو من جهات غير أمنية بالمعنى الرسمي (الشللية والمرتزقة)، في مواجهة أطراف المقاومة الفلسطينية تحديدا حركة حماس ، يكون الغرض منها تنفيذ أجندة إما مصلحيه لصالح قيادات في السلطة الفلسطينية أو سياسية لخدمة مشروع سياسي في مواجهة مشروع آخر ، كما جرى في كل حالات ما يسمى بالفلتان الأمني قبل تجربة حماس في الانتخابات التشريعية 2006 ، وبعد هذه التجربة التي أصبح فيها ما يسمى الفلتان الأمني السلطوي قضية مشروع مدروس لخدمة مشروع تشويه حماس وتجربتها المقاومة والديمقراطية، وبالتالي تمهيدا لإزاحتها كليا عن المشهد السياسي الفلسطيني المؤثر .
 
جرت محاولات عديدة لإحداث وتكرار تجارب ما يسمى بالفلتان الأمني بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في يونيو/ حزيران 2007 ، وذلك من اجل تحقيق الهدف الكلي باستعادة أوضاع القطاع على ما كانت عليه قبل الحسم العسكري فيه .
 
وعلى هذا فإن المتابع لمجمل الأوضاع في الساحة الفلسطينية ، وتحديدا قضية ما يسمى بأنصار جند الله ، لا يرى أنها تخرج عن سياقات المحاولة ، لتشويه صورة طرف في مواجهة طرف آخر ، وهي على كل حال لا تخرج عن إطار التدافع المبدئي بين مشاريع متناقضة كليا ، بين مشروع يريد فقط المفاوضات الدبلوماسية المجردة مع الاحتلال ، وآخر يريد المقاومة خيارا استراتيجيا للشعب الفلسطيني.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية