غياب المسئولية
د. يوسف رزقة
(المسئولون الإيطاليون استغربوا من دفاع عباس الشرس عن الانقلاب في مصر وضرورة دعمه في هذه الفترة، في مقابل عدم تعرضه ولو بمجرد الذكر لكارثة غرق اللاجئين الفلسطينيين الفارين من جحيم الحرب في سوريا، والتي وقعت على السواحل الإيطالية ومات وفقد فيها المئات). هذا بعض ما نقلته الجزيرة نت عن مصادر موثوقة، وصفتها بواسعة الاطلاع. وكان هذا تعقيبًا على زيارة عباس إلى أوروبا في الفترة من ١٧-٢٤ أكتوبر ٢٠١٣ م، حيث زار كلاً من إيطاليا وألمانيا وليتوانيا وبلجيكا والاتحاد الأوروبي في بروكسل).
وقال فان رامبوي، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي لعباس: ( إنكم الرئيس العربي الأوضح في دفاعه عن القيادة المصرية الحالية وعن ضرورة دعم مصر؟!). والكلام هنا للجزيرة نت أيضاً.
إنك حين تقرأ هذه الكلمات تجبهك معانٍ صادمة لا تستطيع تجاوزها وأنت ابن فلسطين الجريحة، أو ابن فلسطين الغريقة، أو ابن فلسطين المحاصرة، والتي تحيا وتنام بلا كهرباء، أو قل تحيا وتنام بلا أمل، بعد أن أهدر قادتها الأمل الذي كانت تحيا به لعقود خلت، على أمل الوصول إلى الوطن بعد الصبر والكفاح.
لقد بات الوطن أبعد مما كنا نتصور، رئيس سلطتنا، ورئيس منظمتنا، يزور خمسة دول أوروبية من ضمنها الاتحاد الأوروبي ممثلًا عن الانقلاب في مصر، وليس ممثلا عن الشعب الفلسطيني. تمثيل رئيس السلطة للانقلاب في مصر أثار حفيظة المسئولين في إيطاليا، ولم يخف مشاعره رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي بقوله لعباس إنك أوضح رئيس عربي يدافع عن الانقلاب؟!
من غرقوا في البحر من الفلسطينيين الفارين من سوريا، لم يتعرض عباس لذكرهم ولا لحقوقهم بكلمة واحدة، فعباس ليس ممثلا لهم لكي يحمل همهم ويتحدث عنهم، هو الآن ممثل للانقلاب في مصر. لا تعتبوا على عباس لأنه لم يذكر الغرقى من شعبه، واذكروا أنه لم يذكر المحاصرين من شعبه، وتذكروا ما قاله عرفات عنه في باب المسئولية، وفي هذا التذكر ما يكفي للإجابة عن عتبكم أو قلقكم. لكن المحزن أن غسيل اللامسئولية نشر في إيطاليا وفي غيرها من دول أوروبا، بحسب الجزيرة نت.
نحن تعودنا على أخطاء السلطة، لذا تجدنا محتملين لها وصابرين على فشلها، لكن بشرط ألا تفضحنا السلطة بين الأجانب، فيتمادوا بالنيل منا، والسخرية من اهتماماتنا، وعندها لابدَّ لنا من الحديث، على الأقل لنقول: ( والله عيب، وبلاش فضائح؟!).
الله أمر بالستر، وعباس يصر على الفضيحة، بالأمس القريب اتهم حماس بالتدخل بالشأن المصري اتهاما كاذبًا، وطلب منها عدم التدخل من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى قومية القضية الفلسطينية، واليوم تفضحه إيطاليا، والاتحاد الأوروبي، بأنه جاء مدافعًا عن الانقلاب، وأنه كان الرئيس الأوضح، وأن فلسطين لم تكن حاضرة في زيارته الأخيرة.
ما قالته أو نقلته الجزيرة نت خطير في باب المسئوليات الوطنية المناطة بالقادة، فنحن الآن ( وأعني الغرقى والمحاصرين في سوريا أو المضطهدين في مصر) أمام غياب شبه كامل للمسئولية الوطنية القيادية عن الشعب، سواء الغرقى، أو المحاصرين، ونروج لواقع مصري مختلف عليه وفيه في مصر نفسها، وما هو متوافر من مسئوليات عند السلطة، هي مسئولية شكلية مرتبطة بالوظيفة وبالإعلام فقط.
د. يوسف رزقة
(المسئولون الإيطاليون استغربوا من دفاع عباس الشرس عن الانقلاب في مصر وضرورة دعمه في هذه الفترة، في مقابل عدم تعرضه ولو بمجرد الذكر لكارثة غرق اللاجئين الفلسطينيين الفارين من جحيم الحرب في سوريا، والتي وقعت على السواحل الإيطالية ومات وفقد فيها المئات). هذا بعض ما نقلته الجزيرة نت عن مصادر موثوقة، وصفتها بواسعة الاطلاع. وكان هذا تعقيبًا على زيارة عباس إلى أوروبا في الفترة من ١٧-٢٤ أكتوبر ٢٠١٣ م، حيث زار كلاً من إيطاليا وألمانيا وليتوانيا وبلجيكا والاتحاد الأوروبي في بروكسل).
وقال فان رامبوي، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي لعباس: ( إنكم الرئيس العربي الأوضح في دفاعه عن القيادة المصرية الحالية وعن ضرورة دعم مصر؟!). والكلام هنا للجزيرة نت أيضاً.
إنك حين تقرأ هذه الكلمات تجبهك معانٍ صادمة لا تستطيع تجاوزها وأنت ابن فلسطين الجريحة، أو ابن فلسطين الغريقة، أو ابن فلسطين المحاصرة، والتي تحيا وتنام بلا كهرباء، أو قل تحيا وتنام بلا أمل، بعد أن أهدر قادتها الأمل الذي كانت تحيا به لعقود خلت، على أمل الوصول إلى الوطن بعد الصبر والكفاح.
لقد بات الوطن أبعد مما كنا نتصور، رئيس سلطتنا، ورئيس منظمتنا، يزور خمسة دول أوروبية من ضمنها الاتحاد الأوروبي ممثلًا عن الانقلاب في مصر، وليس ممثلا عن الشعب الفلسطيني. تمثيل رئيس السلطة للانقلاب في مصر أثار حفيظة المسئولين في إيطاليا، ولم يخف مشاعره رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي بقوله لعباس إنك أوضح رئيس عربي يدافع عن الانقلاب؟!
من غرقوا في البحر من الفلسطينيين الفارين من سوريا، لم يتعرض عباس لذكرهم ولا لحقوقهم بكلمة واحدة، فعباس ليس ممثلا لهم لكي يحمل همهم ويتحدث عنهم، هو الآن ممثل للانقلاب في مصر. لا تعتبوا على عباس لأنه لم يذكر الغرقى من شعبه، واذكروا أنه لم يذكر المحاصرين من شعبه، وتذكروا ما قاله عرفات عنه في باب المسئولية، وفي هذا التذكر ما يكفي للإجابة عن عتبكم أو قلقكم. لكن المحزن أن غسيل اللامسئولية نشر في إيطاليا وفي غيرها من دول أوروبا، بحسب الجزيرة نت.
نحن تعودنا على أخطاء السلطة، لذا تجدنا محتملين لها وصابرين على فشلها، لكن بشرط ألا تفضحنا السلطة بين الأجانب، فيتمادوا بالنيل منا، والسخرية من اهتماماتنا، وعندها لابدَّ لنا من الحديث، على الأقل لنقول: ( والله عيب، وبلاش فضائح؟!).
الله أمر بالستر، وعباس يصر على الفضيحة، بالأمس القريب اتهم حماس بالتدخل بالشأن المصري اتهاما كاذبًا، وطلب منها عدم التدخل من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى قومية القضية الفلسطينية، واليوم تفضحه إيطاليا، والاتحاد الأوروبي، بأنه جاء مدافعًا عن الانقلاب، وأنه كان الرئيس الأوضح، وأن فلسطين لم تكن حاضرة في زيارته الأخيرة.
ما قالته أو نقلته الجزيرة نت خطير في باب المسئوليات الوطنية المناطة بالقادة، فنحن الآن ( وأعني الغرقى والمحاصرين في سوريا أو المضطهدين في مصر) أمام غياب شبه كامل للمسئولية الوطنية القيادية عن الشعب، سواء الغرقى، أو المحاصرين، ونروج لواقع مصري مختلف عليه وفيه في مصر نفسها، وما هو متوافر من مسئوليات عند السلطة، هي مسئولية شكلية مرتبطة بالوظيفة وبالإعلام فقط.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية