فشل وعدم إنصاف
د. يوسف رزقة
قد نختلف في مفهوم النصر الذي تحقق في معركة العصف المأكول، ولكننا لا نختلف حول فشل رئيس السلطة في استثمار ما أنجزته المقاومة لخدمة القضية الفلسطينية، بل وحتى لخدمة مشروعه التفاوضي. كان بإمكان رئيس السلطة أن يوظف جيدا أعمال المقاومة في غزة لتحقيق مكاسب سياسية ، وكان يمكنه توظيف الغضب الدولي من تدمير المنازل والبيوت، وقتل الأطفال والمدنيين، لصالح القضية الفلسطينية ومحاصرة إسرائيل دوليا، بعد أن هيأت الحرب الأخيرة ومخرجاتها الرأي العام للعمل ضد العدوان،وضد الاحتلال الإسرائيلي.
إن من علامات هذه التهيئة الإيجابية التي تمخضت عن الحرب وكشفت عن جرائم اسرائيل، ولا مبالاة المجتمع الدولي ، قرار دولة السويد الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، وقرار البرلمان البريطاني الذي يدعو حكومة بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية. فضلا عن العلامات التي جاءت من مؤسسات حقوق الإنسان ، ومن رجال القانون والقضاء، ناهيك عن المواقف الجيدة لدول أميركا اللاتينية، التي تجاوزت سقف الدول العربية نفسها، بل تجاوزت سقف منظمة التحرير نفسها.
لم ينجح عباس في قراءة هذه العلامات، وفشل في استثمارها حتى لصالح مشروعه التفاوضي، وعاد الى الأزقة الضيقة داخل العواصم العربية، وداخل ملف علاقته بحماس والمقاومة، وعاد يعزف على الوتر نفسه الذي تعزف عليه اسرائيل، وأميركا، ودول عربية تعادي المقاومة. فتارة يصف المقاومة ورجالات التحرير بالمليشيات ذما لها وتعنيفا، وتحريضها عليها. وتارة يتهمها بالمسئولية عن التدمير، ويتغافل عن مسئولية اسرائيل. وتارة يتحدث عن التجارة بالدم الفلسطيني. ولم نسمع منه كلمة واحدة ينصف فيها المقاومة، حتى وإن أيد المقاومة الشعب واثني على أدائها بنسبة شبه كاملة.
قادة اسرائيل من سياسيين وعسكريين تحدثوا عن شجاعة القسام، وبسالة المقاومة في غزة، وتحدثوا عن الخبرة القتالية والتدريب العالي الذي فاجأهم، بل إن يعالون وزير الدفاع دافع عن رفضه المطلق لإعادة احتلال غزة لأنه لا يريد أن يرى نعوش الجنود المتجددة لسنوات قادمة من غزة ، دون أن يجد لغزة حلا. العدو ينصف المقاومة، والمقاتل الفلسطيني، وعباس يذم المقاومة، ويحرض على المقاتلين في غزة مجانا، دون أن يقبض الثمن، وينكر الحقيقة التاريخية التي تحررت بموجبها البلاد المحتلة في العالم.
بينما المسجد الأقصى يدافع عنه الشباب والشابات، والرجال والنساء، بصدورهم العارية، وبينما يكون الأقصى هو عنوان العدوان المتجدد على حقوق الشعب ومقدساته، تباغتنا تصريحات عباس بذم المقاومة، والتحريض عليها، بلا مناسبة أو مبرر، وينسى المشهد المؤلم للأقصى، حيث انتهاك الحرمات، والتدنيس، وإقامة الصلوات اليهودية في ساحاته.
عباس في الآونة الأخيرة فقد البوصلة، وصار متخصصا في مخاصمة حماس، ومعاداتها، والتحريض عليها وعلى غزة صباحا ومساء. وأنا لا أجد لهذا تفسيرا في هذه المرحلة؟!
د. يوسف رزقة
قد نختلف في مفهوم النصر الذي تحقق في معركة العصف المأكول، ولكننا لا نختلف حول فشل رئيس السلطة في استثمار ما أنجزته المقاومة لخدمة القضية الفلسطينية، بل وحتى لخدمة مشروعه التفاوضي. كان بإمكان رئيس السلطة أن يوظف جيدا أعمال المقاومة في غزة لتحقيق مكاسب سياسية ، وكان يمكنه توظيف الغضب الدولي من تدمير المنازل والبيوت، وقتل الأطفال والمدنيين، لصالح القضية الفلسطينية ومحاصرة إسرائيل دوليا، بعد أن هيأت الحرب الأخيرة ومخرجاتها الرأي العام للعمل ضد العدوان،وضد الاحتلال الإسرائيلي.
إن من علامات هذه التهيئة الإيجابية التي تمخضت عن الحرب وكشفت عن جرائم اسرائيل، ولا مبالاة المجتمع الدولي ، قرار دولة السويد الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، وقرار البرلمان البريطاني الذي يدعو حكومة بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية. فضلا عن العلامات التي جاءت من مؤسسات حقوق الإنسان ، ومن رجال القانون والقضاء، ناهيك عن المواقف الجيدة لدول أميركا اللاتينية، التي تجاوزت سقف الدول العربية نفسها، بل تجاوزت سقف منظمة التحرير نفسها.
لم ينجح عباس في قراءة هذه العلامات، وفشل في استثمارها حتى لصالح مشروعه التفاوضي، وعاد الى الأزقة الضيقة داخل العواصم العربية، وداخل ملف علاقته بحماس والمقاومة، وعاد يعزف على الوتر نفسه الذي تعزف عليه اسرائيل، وأميركا، ودول عربية تعادي المقاومة. فتارة يصف المقاومة ورجالات التحرير بالمليشيات ذما لها وتعنيفا، وتحريضها عليها. وتارة يتهمها بالمسئولية عن التدمير، ويتغافل عن مسئولية اسرائيل. وتارة يتحدث عن التجارة بالدم الفلسطيني. ولم نسمع منه كلمة واحدة ينصف فيها المقاومة، حتى وإن أيد المقاومة الشعب واثني على أدائها بنسبة شبه كاملة.
قادة اسرائيل من سياسيين وعسكريين تحدثوا عن شجاعة القسام، وبسالة المقاومة في غزة، وتحدثوا عن الخبرة القتالية والتدريب العالي الذي فاجأهم، بل إن يعالون وزير الدفاع دافع عن رفضه المطلق لإعادة احتلال غزة لأنه لا يريد أن يرى نعوش الجنود المتجددة لسنوات قادمة من غزة ، دون أن يجد لغزة حلا. العدو ينصف المقاومة، والمقاتل الفلسطيني، وعباس يذم المقاومة، ويحرض على المقاتلين في غزة مجانا، دون أن يقبض الثمن، وينكر الحقيقة التاريخية التي تحررت بموجبها البلاد المحتلة في العالم.
بينما المسجد الأقصى يدافع عنه الشباب والشابات، والرجال والنساء، بصدورهم العارية، وبينما يكون الأقصى هو عنوان العدوان المتجدد على حقوق الشعب ومقدساته، تباغتنا تصريحات عباس بذم المقاومة، والتحريض عليها، بلا مناسبة أو مبرر، وينسى المشهد المؤلم للأقصى، حيث انتهاك الحرمات، والتدنيس، وإقامة الصلوات اليهودية في ساحاته.
عباس في الآونة الأخيرة فقد البوصلة، وصار متخصصا في مخاصمة حماس، ومعاداتها، والتحريض عليها وعلى غزة صباحا ومساء. وأنا لا أجد لهذا تفسيرا في هذه المرحلة؟!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية