فلسطينيان وعربي واحد
د. فايز أبو شمالة
لا يفرض العرب على الفلسطينيين خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية، العرب ينصاعون لما يتمسك فيه الفلسطينيون، ولما يعرضونه عليهم، فإن تلمس العرب من الفلسطينيين رغبة في قتال الصهاينة والصمود في وجه العدوان، فلن يتوانى العرب عن تقديم الدعم والإسناد، ولن يجرؤ عربي ـ ولاسيما في هذه المرحلة ـ ليقول: اذهبوا أيها الفلسطينيون إلى المفاوضات رغم أنفكم. ولكن إذا لمس العرب من الفلسطينيين شهوة فاضحة لمواصلة المفاوضات مع إسرائيل، ورغبة تحمحم في اللقاء معهم على هيئة مفاوضات استكشافية، أو جس نبض، أو اجتماعات مع المسئولين، أو لقاءات يدعي البعض أنها ضرورية لتصريف الشئون اليومية، فلن يقف العرب ضد هذه الرغبة.
الأيام الماضية أثبتت أن على طاولة العرب قضيتين فلسطينيتين، قضية ينقلها إليهم السيد عباس من خلال وزراء الخارجية العرب، وهي مغلفة بالشمع الأحمر الأمريكي، محمولة إليهم عبر ملف المفاوضات، وقضية يعرضها السيد إسماعيل هنية في الساحات والميادين والمساجد والمطارات، قضية تلوح بالبندقية، ومفتوحة على كل الاحتمالات.
بعد أيام سيناقش وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الذي سيقعد في 11 من هذا الشهر الخطوات التي سيحملها إليهم السيد عباس، الخطوات التي أقرتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي كالتالي:
1ـ مواصلة المساعي والجهود للحصول على دعم الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة.
2ـ دعم جهود الفلسطينية في الحصول على عضوية المنظمات الدولية.
3ـ دعوة الأطراف السامية الموقعة على ميثاق جنيف للاجتماع، لإدانة الاستيطان الإسرائيلي والاحتلال القائم على الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967.
4ـ متابعة مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن الدولي.
5ـ الذهاب لمحكمة الجنايات الدولية لمتابعة فتوى لاهاي الخاصة بإدانة الاستيطان.
6ـ متابعة تقرير غولدستون، الخاص بالحرب على قطاع غزة.
من يدقق في الخطوات الفلسطينية التي طال انتظارها، والتي جرى التهديد باللجوء إليها في حالة الرفض الصهيوني لاستئناف المفاوضات؛ من يدقق في الخيارات الفلسطينية المفتوحة على كل الاحتمالات، سيجد أنها تندرج تحت بند الشكوى إلى الأمم المتحدة!
من المؤكد أن وزراء الخارجية العرب سيدعمون الخيارات الفلسطينية التي يحملها لهم السيد عباس، ولكن العرب على المستوى الشعبي والجماهيري سيرددون مع أبو العبد هنية: لن نعترف بإسرائيل، لن نتنازل عن حق العودة، نحن جنود في جيش القدس.
تدلل الأحداث أن العرب مع الخيار الفلسطيني في كل الأحوال، فإن يمّمّ الفلسطيني وجهه شطر "حائط المبكي"، وصافح اليهود، صبروا عليه، وإن توضأ الفلسطيني في ساحات الأقصى بماء المقاومة، جعلوه إماماً لهم، واسترشدوا فيه.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية