لا يُعلن الموساد عن عملياته إلاّ قليلاً، ولكنّه غالباً ما يُقدّم إشارات تكفي ليعرف الناس قُدراته للوصول إلى أيّ مكان في العالم، واستطاع الجهاز الإسرائيلي أن يخلق بذلك صورة أسطورية عنه، من قصص وأخبار وأفلام روائية هوليوودية أيضاً.
على أنّ حقيقة مسيرة الموساد لا تعكس نجاحات مطلقة، وأعجبني تقرير نشرته صحيفة الكترونية عدّد فيها إخفاقات شكّلت ما يشبه الفضائح في عالم الاستخبارات، منها اغتيال نادل مغربي على أنّه أبو حسن سلامة، واعتراض طائرة ليبية وإنزالها في مطار اللد ظنّاً منها أنّها تحمل جورج حبش، وغيرها الكثير.
الموساد اغتال قائداً حمساوياً عسكرياً كبيراً في دبي، بعيداً عن أية ساحة مواجهة تقليدية، وفي مكان يُفترض أنّه بعيد عن حسابات تصفيات الحسابات، ولهذا فمحمود المبحوح كان بدون حراسة، وغير مسلّح، ولا يشكّل الأمر نجاحاً باهراً، بل لعلّه يُقدّم إعلان فشل ودليلاً على أنّ "إسرائيل" لا تأبه لقواعد، ولا تنتبه للياقات.
حماس في المقابل خسرت عُنصراً مهمّاً وفاعلاً، ولكنّ الأمر لا يُشكّل مفاجأة، فأغلب قياداتها التاريخية ذهب في عمليات اغتيال، والغالبية الغالبة من القيادات الحالية تعرّضت لمحاولات اغتيال، وأثبتت الحركة قُدرة فائقة على تفريخ القيادات السياسية والميدانية، ويبقى أنّ العملية ينبغي أن تكون تنبيهاً لكلّ العواصم العربية بعدم فعالية الاتّفاقات الضمنية لأنّها كلّها ساحة مفتوحة للعمل الاستخباري الإرهابي الإسرائيلي.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية