في نابلس جبل النار التهمة تبييض أموال... بقلم : ياسر الزعاترة

في نابلس جبل النار التهمة تبييض أموال... بقلم : ياسر الزعاترة

الإثنين 09 أغسطس 2010

في نابلس جبل النار التهمة تبييض أموال

بقلم: ياسر الزعاترة



لا يكف الناطق باسم الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية عن التأكيد على عدم وجود اعتقالات سياسية، هذا إذا وافق على التحدث في الأمر لوسائل الإعلام، وقد حاولت مراسلة الجزيرة في قطاع غزة الحصول على تصريح بخصوص الاعتقالات التي شهدتها مدينة نابلس (عاصمة جبل النار) خلال الأيام الماضية فلم تفلح.


الاعتقالات المذكورة طالت ثلاثة من أبناء الشيخ حامد البيتاوي، عضو المجلس التشريعي، كما طالت عددا من المدرسين في جامعة النجاح، وهؤلاء جميعا ليسو نكرات في المجتمع النابلسي، بل هم رموز يعرفهم الجميع، ليس القطاع الطلابي فحسب، بل الناس العاديون أيضا.


التهمة التي نسبت للمجموعة الجديدة من المعتقلين هي تبيض الأموال، حيث تحدث الناطق إياه عن العثور على 200 ألف يورو لدى بعضهم. والحق أننا إزاء تهمة مثيرة للسخرية، لأن تبييض الأموال لا يتم بمبالغ هزيلة من هذا النوع، ولأن مصدر تلك المبالغ معروف، ووجهتها أيضا، إن لم يكن بالتحليل، فمن خلال المعلومات التي تنتزع من خلال التعذيب.


إنها جزء من الأموال المخصصة لأسر الشهداء والمعتقلين (صودر الكثير منها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة وأخذت كغنائم حرب)، حيث ينسى أولئك أن لحماس حوالي 3000 آلاف معتقل في سجون الاحتلال، منهم المئات من المحكومين بالمؤبدات، كما تعيل المئات من أسر الشهداء، وهؤلاء جميعا لهم رواتبهم ومخصصاتهم، فيما يريد البعض تجويعهم لكي يضطروا للتسول على أبواب السلطة، الأمر الذي لن يحدث بإذن الله.


الذين يبيضون الأموال معروفون للقاصي والداني، وليس من بينهم أحد من حماس أو الجهاد الإسلامي، ومن يريد مراكمة الأموال لا يشتغل مع حركة يُنذر أبناؤها للقمع والملاحقة ومصادرة الأموال والمنع من السفر، بل يشتغل مع طرف آخر يستمتع ببطاقات الفي آي بي التي تتيح له التجوال والسفر بيسر وسهولة، كما تتيح له عقد الصفقات وشراء الوكالات وتأسيس الشركات.


ثم تعالوا نسأل: إذا كانت هذه الوجبة من المعتقلين في نابلس قد تورطت في تبييض أموال (200 ألف يورو لا أكثر)، فما هي تهمة المئات الآخرين الذين يترددون بين سجون الأجهزة، ومن بينهم نساء وشيوخ كبار؟!


ألا يدخل هؤلاء في خانة المعتقلين السياسيين، أم أنهم مجرمون جنائيون أيضا؟ ويأتي بعد ذلك من يسألك بكل سخف عن المقاومة في الضفة الغربية ومن يمنعها، في وقت تحاصَر فيه من كل الجهات ويفتخر رموز السلطة بالتخلص منها أمام وسائل الإعلام أحيانا وفي لقاءاتهم الحميمة مع المسؤولين الصهاينة أحيانا أخرى. وقد رأينا كيف تمكنوا معا من القبض على خلية حماس التي نفذت عملية الخليل البطولية منتصف حزيران الماضي.


الأسوأ من ذلك يتمثل في مساعي بعض رموز حركة فتح التغطية على المجزرة السياسية والأخلاقية التي تحدث في الضفة الغربية بالحديث عن اعتقالات في قطاع غزة (لفتح جناح مسلح في قطاع غزة)، بخاصة عندما تكون وجبة الاعتقالات كبيرة، لكن القوم إياهم لا يتفضلون بتزويد وسائل الإعلام بأسماء أولئك المعتقلين، بينما يعرف الجميع أسماء من يُعتقلون في الضفة لأنهم رموز في المجتمع يعتقلون على أساس سياسي، وليس من أجل قضايا جنائية كما يقال، مع العلم أن أكثرهم لا صلة لهم البتة بالعمل المسلح، اللهم إلا من كان أسيرا بهذه التهمة وقضّى محكوميته في سجون الاحتلال، أما غالبيتهم، فهم رموز في العمل السياسي والخيري والأكاديمي (غالبيتهم أسرى محررون أيضا). ونذكر مرة أخرى وأخرى بأن الأخبار التي نسمعها يوميا عن اعتقالات الاحتلال في الضفة هي من أجل مطاردة برنامج المقاومة أيضا، وإن في مناطق ب وج بحسب تصنيفات أوسلو.


ما يجري في نابلس وعموم الضفة يستحق الإدانة من قبل أحرار الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ليس لأبعاده السياسية المعروفة (قمع برنامج المقاومة والوفاء لمسار السلام الاقتصادي لصاحبه نتنياهو)، ولكن أيضا لأنه عدوان على أسرى محررين ورموز معروفين لهم مكانتهم في المجتمع الفلسطيني، إلى جانب أبرياء لم يقترفوا ذنبا يستحقون عليه السجن والتعذيب.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية