قاسم: السلطة التي تنسق مع العدو غير مؤتمنة
أكد البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس أنه ليس مستبعدا على السلطة وأجهزتها التي تتعاون مع الاحتلال أمنياً وإدارياً أن تقوم بالتحريض في الساحة العربية ضد حركات المقاومة.
وعلق قاسم في مقابلة صحفية مع "المركز الفلسطيني " على الوثائق التي كشفتها حركة "حماس" أمس، وقال: "لا أستبعد هذا عن السلطة التي تتعاون أمنياً وإدارياً مع الكيان الصهيوني"، وأضاف: "مع أن السلطة نفت هذه الوثائق، فأنا لا أصدق السلطة بأي شيء لأن المتعاون مع "إسرائيل" لا يمكن أن يكون مؤتمنا على شعبه ووطنه".
ونفى الدكتور قاسم أن يكون لما تم كشفه من وثائق أي تأثير على صعيد المصالحة، معللاً ذلك بقوله: "بالأساس لا يوجد مصالحة حقيقية، فالمقاومة والتنسيق الأمني خطان متناقضان لا يلتقيان".
وتاليـًا نص المقابلة:
كيف تابعت الوثائق التي نشرتها "حماس" عن دور قادة فتح والأجهزة الأمنية في تحريض مصر على المقاومة بغزة؟
إذا كانت الأجهزة والسلطة تتعاون مع "إسرائيل" أمنياً وإدارياً هل نستبعد عنها القيام بتحريض في الساحة العربية ضد حركات المقاومة فهذا غير بعيد عنها، لكني سمعت أن السلطة تنفي وهي غير صادقة، و"حماس" قالت جاهزون لعرض هذه الوثائق على خبراء، ولا يوجد كلام بعد ذلك، والذي يريد أن ينفي عليه أن يقبل آراء الخبراء للبحث في صحة الوثائق.
بالنسبة لي ومن هذه التجارب التي أراها، الأساس هو أن السلطة لا تقول الصدق وهي غير مؤتمنة، ولا أصدق السلطة بأي شيء إلا بعد التحقق، لأن الافتراض الأساسي أن الذي يعترف بـ"إسرائيل" ويتعاون معها لا يمكن أن يكون صادقا مع شعبه بشيء.
ما قيمة إنكار فتح لهذه الوثائق بالنظر لتجارب سابقة تم فيها إنكار وثائق ثم ثبت صحتها كوثائق الجزيرة مثلاً؟
نحن مجتمع قبلي متعصب يعني أن الآخرون خطأ ونحن على صحيح هذا ما تريده فتح، فباعتقادي أنهم لن يفكروا بالأمر أو حتى الفصائل التي تتحالف مع السلطة فهي أيضاً لن تعيد التفكير بمواقفها، هناك تعصب وهناك مصالح ورواتبهم من السلطة ومواقفهم تتحدث عنها رواتبهم.
ما هي انعكاسات ما تم نشره على المصالحة والعلاقات الفلسطينية الداخلية؟
الأساس أنه لا يوجد مصالحة، لأن المقاومة والتنسيق الأمني مع "إسرائيل" خطان متناقضان لا يمكن الجمع بينهما وكل حديثنا عن المصالحة هو استهلاك للوقت ولإيهام شعبنا أن هناك مصالحة، ولا يوجد أي انعكاس لهذه الوثائق بالمطلق.
لماذا لا نسمع موقفاً عن هذه الوثائق من فصائل المنظمة؟
من أراد منهم أن يأخذ موقفاً ستغضب عليه "إسرائيل" ولن يكون قادراً على التحرك براحته وسيخسر الشيء الكثير، بالإضافة إلى أنه إذا أخذ موقفا وهو متورط بفضائح متنوعة وأموال غداً سيفضحونه.
باعتقادي أن الذي يمشي على حق يجب ألا ينظر إلى مساندة أهل الباطل، هؤلاء انتهى أمرهم ويجب أن يتم حذفهم من المعادلة، أتمنى على "حماس" وفصائل المقاومة ألا ينظروا للخلف هؤلاء انتهوا وما فيهم خير.
كيف ترى مسارعة عباس للذهاب إلى القاهرة ومباركة الانقلاب في ظل استمرار معزوفة إدانة تدخل حماس في الشئون الداخلية لمصر؟
هذا هو التناقض، فالسلطة وفتح كانوا ينتقدون حماس لأنها أخذت موقفاً مسانداً للإخوان، وكانوا يقولون أننا يجب أن نتعلم من التجارب، لكنهم هم لم يصبروا لحظة وذهبوا لمصر ليباركوا هذا الانقلاب وهذه مشكلة.
للأسف .. نحن نتعامل مع قادة مراهقين وليسوا ناضجين، مراهقين سياسياً ولا يميزون بين الغث والسمين ويلهثون وراء مصالحهم الشخصية.
كيف يمكن أن تؤثر مواقف فتح وعباس وما تم نشره على العلاقات المصرية الفلسطينية ؟
هذا هو المطلوب العمل عليه، يجب أن نعمل داخل الإعلام والمجتمع المصري ونعطيهم الحقائق كاملة، وأن نقوم بحملة كبيرة داخل المجتمع، فلا شك أن هذه الوثائق ساهمت في صناعة هذا الوضع، فبالتالي يجب أن يكون هناك عمل متواصل داخل مصر.
من الذي يمكن أن يحاكم بعض الفصائل الفلسطينية أو أفرادها على جرائم بحق القضية الفلسطينية؟
هذا يتم بعدما أن يكون للمقاومة اليد العليا، سيكون هناك كلام مع كل الذين خانوا القضية الفلسطينية، والآن هم ليسوا ضمن طول اليد فهم محميون من "إسرائيل" ولهم قاعدة شعبية, ومدعومون مادياً، على الأقل يمكن رفع قضايا في غزة ونحن بحاجة لقضاء مستقل هناك.
كيف قرأت اتهام مرسي بالتخابر مع حماس، وأثر ذلك على قطاع غزة والعلاقة مع حماس؟
هذا عمل إجرامي بحق الشعب الفلسطيني بأن يتم تأليب المصريين بهذه الطريقة، المصري يقول الفلسطينيين يتآمرون وليس حماس وتردد الأمور ضد الشعب كله وليس حماس.
الإعلام المصري كان يزعم أن مرسي أرسل سفيراً لـ"إسرائيل" وأنه كان يخاطب الرئيس "الإسرائيلي" لماذا إذن لم يوجهوا له تهمة التخابر مع "إسرائيل"، لأنهم لا يجرؤون على معادة إسرائيل وهم ينسقون أمنياً معها حالياً من أجل مواجهة الفئات المسلحة في سيناء.
أما أن تصبح حماس هي العدو و"إسرائيل" ليست عدواً، فهذا جزء من الخيانة العربية والمراهقة السياسية، مصالحهم الشخصية تطغى على المصالح العامة.
ما هو رأيك في استئناف المفاوضات، وجولتها الأولى والصور الحميمية بين ليفني وعريقات؟
ليفني قالت أنها تحمل تصريح وفتوى بالزنا وهي فتوى دينية يهودية، وقد تحدثت عن هذا الموضوع من أجل خدمة "إسرائيل"، وقالت إنها مارست الغراميات مع عرب.
المنسق الأمريكي في المفاوضات هو متصهين وليفني التقت مع متصهين أمريكي ومتصهينين فلسطينيين، مطبعين وينسقون أمنياً ويقيمون علاقات اجتماعية معهم, ويحضرون مؤتمراتهم لتدعيم وجود "إسرائيل"، هل هناك صهينة أكثر من ذلك.
بعض مناصري السلطة مسرورون أن هذه المفاوضات ستفرج عن أسرى؟
المفاوضات بالنسبة لـ"إسرائيل" استنفذت هدفها منذ عام 1996، وهي أن إسرائيل كانت تريد إنشاء سلطة تعمل وكيلاً أمنياً مقابل الرواتب وبعض الامتيازات، ولهذا منذ ذاك العام وهي تدور في حلقة مفرغة وستبقى كذلك، ولأنهم لا يريدون أي حق من حقوقنا الوطنية.
وهي تهدف إلى تعزيز الفردية على حساب الجماعية من أجل أن يفكر كل شخص بهمومه الخاصة وليس بالهم الوطني، وأن يتحدث الجميع في القضايا الاستهلاكية فقط، فما دام الطرف الفلسطيني ضعيف فلن يحصل على شيء.
ومن الغريب، أن عباس لم يطرح على الشعب الفلسطيني أي فكرة أو رأي أو استشارة، وفقط ما يصدره هو تصريحات الإدانة ضد الاستيطان وعلى أرض الواقع هو مع الاستيطان، فأن يضرب طفل حجرا على مستوطن تستنفر الأجهزة الأمنية لعباس من أجل القبض على الطفل، فالمستوطنون محميون من "إسرائيل" والسلطة والفلسطيني إرهابي يجب أن يحارب.
كيف تنظر إلى الإعلان عن سرية هذه المفاوضات ؟
المفاوضات في فن المفاوضات، الضعيف يجب ألا يقبل بسرية المفاوضات لأن السرية تخدم القوي لأنه يستطيع أن يضغط ويهدد ويتوعد بحرية بعيداً عن الوسائل الإعلام وهي تشكل له مصدر قوة. أما موافقة الجانب الفلسطيني على ذلك فيعني أنه متآمر مع الطرف القوي وجاهز لأن يعطيه ما يريد.
في "إسرائيل" ينشرون ويعلمون شعبهم، ونحن شعبنا في متاهة منذ عام 91، مما يدلل أن المفاوض ليس أميناً ولا يريد أن يعرف الناس ماذا يجري، وقد يقدم معلومات غير صحيحة للناس لتضليلهم، فبالتالي يجب أن تكون المفاوضات علنية ويطرح كل شيء أمام وسائل حتى يظهر أمام العالم والشعب.
الجبهة الشعبية أبدت موقفاً رافضاً وسيرت مظاهرات جرى قمعها في الضفة كيف تقرأ هذا المشهد؟
لا أقرأ فيه شيئا، هم يجتمعون مع السلطة وينسقون معها، وكل الذين يتعاملون مع "إسرائيل" يجب أن نقاطعهم، فهم يفعلون ذلك في النهار بيان وفي الليل كواليس مع السلطة، فماذا أقول عن قيادي في الجبهة يقود سيارة بلوحة حمراء، هذه الفصائل ليس فيها خير، ويجب على المقاومة ألا تنظر إلى الوراء.
هل يوجد علاقة بين استئناف المفاوضات وبين محاولة فتح القطع في العلاقة مع حماس من خلال إثارة تاريخ 14 أغسطس؟
أبداً لا يوجد علاقة، فالمسألة متعلقة بالوضع العربي، وهناك تحولات في الساحة العربية قد تؤثر على العرب وتؤجج مشاعرهم ضد "إسرائيل" فما تفعله أمريكا كأنها تقول للعرب إذا كان الفلسطينيون عند "إسرائيل" فلماذا أنتم تكرهونها.
أكد البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس أنه ليس مستبعدا على السلطة وأجهزتها التي تتعاون مع الاحتلال أمنياً وإدارياً أن تقوم بالتحريض في الساحة العربية ضد حركات المقاومة.
وعلق قاسم في مقابلة صحفية مع "المركز الفلسطيني " على الوثائق التي كشفتها حركة "حماس" أمس، وقال: "لا أستبعد هذا عن السلطة التي تتعاون أمنياً وإدارياً مع الكيان الصهيوني"، وأضاف: "مع أن السلطة نفت هذه الوثائق، فأنا لا أصدق السلطة بأي شيء لأن المتعاون مع "إسرائيل" لا يمكن أن يكون مؤتمنا على شعبه ووطنه".
ونفى الدكتور قاسم أن يكون لما تم كشفه من وثائق أي تأثير على صعيد المصالحة، معللاً ذلك بقوله: "بالأساس لا يوجد مصالحة حقيقية، فالمقاومة والتنسيق الأمني خطان متناقضان لا يلتقيان".
وتاليـًا نص المقابلة:
كيف تابعت الوثائق التي نشرتها "حماس" عن دور قادة فتح والأجهزة الأمنية في تحريض مصر على المقاومة بغزة؟
إذا كانت الأجهزة والسلطة تتعاون مع "إسرائيل" أمنياً وإدارياً هل نستبعد عنها القيام بتحريض في الساحة العربية ضد حركات المقاومة فهذا غير بعيد عنها، لكني سمعت أن السلطة تنفي وهي غير صادقة، و"حماس" قالت جاهزون لعرض هذه الوثائق على خبراء، ولا يوجد كلام بعد ذلك، والذي يريد أن ينفي عليه أن يقبل آراء الخبراء للبحث في صحة الوثائق.
بالنسبة لي ومن هذه التجارب التي أراها، الأساس هو أن السلطة لا تقول الصدق وهي غير مؤتمنة، ولا أصدق السلطة بأي شيء إلا بعد التحقق، لأن الافتراض الأساسي أن الذي يعترف بـ"إسرائيل" ويتعاون معها لا يمكن أن يكون صادقا مع شعبه بشيء.
ما قيمة إنكار فتح لهذه الوثائق بالنظر لتجارب سابقة تم فيها إنكار وثائق ثم ثبت صحتها كوثائق الجزيرة مثلاً؟
نحن مجتمع قبلي متعصب يعني أن الآخرون خطأ ونحن على صحيح هذا ما تريده فتح، فباعتقادي أنهم لن يفكروا بالأمر أو حتى الفصائل التي تتحالف مع السلطة فهي أيضاً لن تعيد التفكير بمواقفها، هناك تعصب وهناك مصالح ورواتبهم من السلطة ومواقفهم تتحدث عنها رواتبهم.
ما هي انعكاسات ما تم نشره على المصالحة والعلاقات الفلسطينية الداخلية؟
الأساس أنه لا يوجد مصالحة، لأن المقاومة والتنسيق الأمني مع "إسرائيل" خطان متناقضان لا يمكن الجمع بينهما وكل حديثنا عن المصالحة هو استهلاك للوقت ولإيهام شعبنا أن هناك مصالحة، ولا يوجد أي انعكاس لهذه الوثائق بالمطلق.
لماذا لا نسمع موقفاً عن هذه الوثائق من فصائل المنظمة؟
من أراد منهم أن يأخذ موقفاً ستغضب عليه "إسرائيل" ولن يكون قادراً على التحرك براحته وسيخسر الشيء الكثير، بالإضافة إلى أنه إذا أخذ موقفا وهو متورط بفضائح متنوعة وأموال غداً سيفضحونه.
باعتقادي أن الذي يمشي على حق يجب ألا ينظر إلى مساندة أهل الباطل، هؤلاء انتهى أمرهم ويجب أن يتم حذفهم من المعادلة، أتمنى على "حماس" وفصائل المقاومة ألا ينظروا للخلف هؤلاء انتهوا وما فيهم خير.
كيف ترى مسارعة عباس للذهاب إلى القاهرة ومباركة الانقلاب في ظل استمرار معزوفة إدانة تدخل حماس في الشئون الداخلية لمصر؟
هذا هو التناقض، فالسلطة وفتح كانوا ينتقدون حماس لأنها أخذت موقفاً مسانداً للإخوان، وكانوا يقولون أننا يجب أن نتعلم من التجارب، لكنهم هم لم يصبروا لحظة وذهبوا لمصر ليباركوا هذا الانقلاب وهذه مشكلة.
للأسف .. نحن نتعامل مع قادة مراهقين وليسوا ناضجين، مراهقين سياسياً ولا يميزون بين الغث والسمين ويلهثون وراء مصالحهم الشخصية.
كيف يمكن أن تؤثر مواقف فتح وعباس وما تم نشره على العلاقات المصرية الفلسطينية ؟
هذا هو المطلوب العمل عليه، يجب أن نعمل داخل الإعلام والمجتمع المصري ونعطيهم الحقائق كاملة، وأن نقوم بحملة كبيرة داخل المجتمع، فلا شك أن هذه الوثائق ساهمت في صناعة هذا الوضع، فبالتالي يجب أن يكون هناك عمل متواصل داخل مصر.
من الذي يمكن أن يحاكم بعض الفصائل الفلسطينية أو أفرادها على جرائم بحق القضية الفلسطينية؟
هذا يتم بعدما أن يكون للمقاومة اليد العليا، سيكون هناك كلام مع كل الذين خانوا القضية الفلسطينية، والآن هم ليسوا ضمن طول اليد فهم محميون من "إسرائيل" ولهم قاعدة شعبية, ومدعومون مادياً، على الأقل يمكن رفع قضايا في غزة ونحن بحاجة لقضاء مستقل هناك.
كيف قرأت اتهام مرسي بالتخابر مع حماس، وأثر ذلك على قطاع غزة والعلاقة مع حماس؟
هذا عمل إجرامي بحق الشعب الفلسطيني بأن يتم تأليب المصريين بهذه الطريقة، المصري يقول الفلسطينيين يتآمرون وليس حماس وتردد الأمور ضد الشعب كله وليس حماس.
الإعلام المصري كان يزعم أن مرسي أرسل سفيراً لـ"إسرائيل" وأنه كان يخاطب الرئيس "الإسرائيلي" لماذا إذن لم يوجهوا له تهمة التخابر مع "إسرائيل"، لأنهم لا يجرؤون على معادة إسرائيل وهم ينسقون أمنياً معها حالياً من أجل مواجهة الفئات المسلحة في سيناء.
أما أن تصبح حماس هي العدو و"إسرائيل" ليست عدواً، فهذا جزء من الخيانة العربية والمراهقة السياسية، مصالحهم الشخصية تطغى على المصالح العامة.
ما هو رأيك في استئناف المفاوضات، وجولتها الأولى والصور الحميمية بين ليفني وعريقات؟
ليفني قالت أنها تحمل تصريح وفتوى بالزنا وهي فتوى دينية يهودية، وقد تحدثت عن هذا الموضوع من أجل خدمة "إسرائيل"، وقالت إنها مارست الغراميات مع عرب.
المنسق الأمريكي في المفاوضات هو متصهين وليفني التقت مع متصهين أمريكي ومتصهينين فلسطينيين، مطبعين وينسقون أمنياً ويقيمون علاقات اجتماعية معهم, ويحضرون مؤتمراتهم لتدعيم وجود "إسرائيل"، هل هناك صهينة أكثر من ذلك.
بعض مناصري السلطة مسرورون أن هذه المفاوضات ستفرج عن أسرى؟
المفاوضات بالنسبة لـ"إسرائيل" استنفذت هدفها منذ عام 1996، وهي أن إسرائيل كانت تريد إنشاء سلطة تعمل وكيلاً أمنياً مقابل الرواتب وبعض الامتيازات، ولهذا منذ ذاك العام وهي تدور في حلقة مفرغة وستبقى كذلك، ولأنهم لا يريدون أي حق من حقوقنا الوطنية.
وهي تهدف إلى تعزيز الفردية على حساب الجماعية من أجل أن يفكر كل شخص بهمومه الخاصة وليس بالهم الوطني، وأن يتحدث الجميع في القضايا الاستهلاكية فقط، فما دام الطرف الفلسطيني ضعيف فلن يحصل على شيء.
ومن الغريب، أن عباس لم يطرح على الشعب الفلسطيني أي فكرة أو رأي أو استشارة، وفقط ما يصدره هو تصريحات الإدانة ضد الاستيطان وعلى أرض الواقع هو مع الاستيطان، فأن يضرب طفل حجرا على مستوطن تستنفر الأجهزة الأمنية لعباس من أجل القبض على الطفل، فالمستوطنون محميون من "إسرائيل" والسلطة والفلسطيني إرهابي يجب أن يحارب.
كيف تنظر إلى الإعلان عن سرية هذه المفاوضات ؟
المفاوضات في فن المفاوضات، الضعيف يجب ألا يقبل بسرية المفاوضات لأن السرية تخدم القوي لأنه يستطيع أن يضغط ويهدد ويتوعد بحرية بعيداً عن الوسائل الإعلام وهي تشكل له مصدر قوة. أما موافقة الجانب الفلسطيني على ذلك فيعني أنه متآمر مع الطرف القوي وجاهز لأن يعطيه ما يريد.
في "إسرائيل" ينشرون ويعلمون شعبهم، ونحن شعبنا في متاهة منذ عام 91، مما يدلل أن المفاوض ليس أميناً ولا يريد أن يعرف الناس ماذا يجري، وقد يقدم معلومات غير صحيحة للناس لتضليلهم، فبالتالي يجب أن تكون المفاوضات علنية ويطرح كل شيء أمام وسائل حتى يظهر أمام العالم والشعب.
الجبهة الشعبية أبدت موقفاً رافضاً وسيرت مظاهرات جرى قمعها في الضفة كيف تقرأ هذا المشهد؟
لا أقرأ فيه شيئا، هم يجتمعون مع السلطة وينسقون معها، وكل الذين يتعاملون مع "إسرائيل" يجب أن نقاطعهم، فهم يفعلون ذلك في النهار بيان وفي الليل كواليس مع السلطة، فماذا أقول عن قيادي في الجبهة يقود سيارة بلوحة حمراء، هذه الفصائل ليس فيها خير، ويجب على المقاومة ألا تنظر إلى الوراء.
هل يوجد علاقة بين استئناف المفاوضات وبين محاولة فتح القطع في العلاقة مع حماس من خلال إثارة تاريخ 14 أغسطس؟
أبداً لا يوجد علاقة، فالمسألة متعلقة بالوضع العربي، وهناك تحولات في الساحة العربية قد تؤثر على العرب وتؤجج مشاعرهم ضد "إسرائيل" فما تفعله أمريكا كأنها تقول للعرب إذا كان الفلسطينيون عند "إسرائيل" فلماذا أنتم تكرهونها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية