قراءة في خطاب هنية والنفسية الفتحاوية
إبراهيم المدهون
أحسن الإعلام الحكومي صنعا بحملته الترويجية الناجحة لخطاب السيد إسماعيل هنية، فهو استطاع بمهارة شد الانتباه ولفت الأنظار وإحداث ترقب ايجابي وتسويق الخطاب حتى قبل ان يبدأ وبذلك حقق العديد من الأهداف مبكرا، فالخطاب هام ومفصلي ويحتاج لدراسة أعمق من بعض الردود الإعلامية من هذا الطرف أو ذاك، فقد حمل الكثير من التوضيحات في المواقف الشائكة التي يحتاجها المتابع السياسي وصانع القرار من حماس وحكومتها، في ظل مرحلة دقيقة ومعقدة بملفات شائكة على مستوى القضية الفلسطينية والإقليم العربي.
الجديد في خطاب هنية الأخير أنه لم يحمل تنازلات في المواقف الوطنية. فما زالت حماس كما هي متمسكة بثوابتها وأسسها وخطها المقاوم العسكري، وهذا يحسب لها لا عليها. فتعودنا من الحركات السياسية الفلسطينية أن لها خطابا مغايرا حين تستلم السلطة، فتنتهج طرقا جديدة تتنافى والفكر الثوري التحرري يميل عادة للمواءمة والتطبيع والرضوخ، أما أن نسمع كلاما كنا نسمعه من هنية وحماس قبل عشر وعشرين سنة فهذا بالفعل جديد ومطمئن ويعزز مبدأ الجمع بين المقاومة والسلطة.
كما قدم الخطاب رؤية واضحة نحو حل معضلة الانقسام الفلسطيني، بخطوات أظنها مقبولة يمكن البناء عليها لمن يبحث عن باب للخروج من الأزمة الداخلية، وهذا ما قرأته الفصائل الفلسطينية الوطنية الاسلامية منها واليسارية، عدا حركة فتح التي ارتبكت في ردود فعلها وتناقضت في الطرح واظنها قد خاب أملها.
خيبة الامل الفتحاوية تعود لأمرين مهمين؛ الأول أن الخطاب لم يحمل تراجعا وضعفا متوقعا خصوصا بعد التغيرات في الساحة المصرية؛ وتصاعد التحريض ولهجة العداء الاعلامي والنظامي على غزة والمقاومة، وتشديد الحصار، وإغلاق معبر رفح، إلا ان الخطاب خلى من لغة التمسكن والتذلل والتذبذب مما أربك حسابات المقاطعة. ويحسب لهنية مهارته الواضحة في السير بين الألغام والحقول الشائكة بمسؤولية وحكمة وصرامة، مما أظهر ثقة حماس وقوتها.
الخيبة الفتحاوية الثانية جاءت من مضمون هذا الخطاب الذي قدم رؤية معقولة ومتوازنة وقابلة للتنفيذ، وتعتبر خريطة طريق لحل الأزمة الفلسطينية وانهاء الانقسام، كما أنها مست منطقة حساسة جدا لدى الرئيس أبو مازن أسمها منظمة التحرير.
فحركة فتح غير جادة بتبنيها المتكرر لخيار الانتخابات. فحقيقة الأمر تريد انتخابات ناقصة تستهدف إخراج حماس من المشهد السياسي. والدليل على ذلك انها ترفض وتمنع وتمانع إجراء أي انتخابات تستهدف ترتيب منظمة التحرير، وتعطل أي صيغة توافقية تمس هذا الباب.
من يظن ان حركة حماس تعيش أضعف مراحلها وأوهن حالتها، وأنها قابلة لتقديم تنازل جوهري في القضايا الوطنية والسياسية فهو واهم، فليس أمام الاطراف الداخلية والإقليمية أن يقبلوا بدور حماس الاساسي في أي ترتيبات قادمة ببرنامجها المعلن وبتنظيمها الفكري والعسكري، وإلا فإنها تملك الأوراق الأقوى، وما زالت الاكثر قدرة على الفعل والتأثير.
إبراهيم المدهون
أحسن الإعلام الحكومي صنعا بحملته الترويجية الناجحة لخطاب السيد إسماعيل هنية، فهو استطاع بمهارة شد الانتباه ولفت الأنظار وإحداث ترقب ايجابي وتسويق الخطاب حتى قبل ان يبدأ وبذلك حقق العديد من الأهداف مبكرا، فالخطاب هام ومفصلي ويحتاج لدراسة أعمق من بعض الردود الإعلامية من هذا الطرف أو ذاك، فقد حمل الكثير من التوضيحات في المواقف الشائكة التي يحتاجها المتابع السياسي وصانع القرار من حماس وحكومتها، في ظل مرحلة دقيقة ومعقدة بملفات شائكة على مستوى القضية الفلسطينية والإقليم العربي.
الجديد في خطاب هنية الأخير أنه لم يحمل تنازلات في المواقف الوطنية. فما زالت حماس كما هي متمسكة بثوابتها وأسسها وخطها المقاوم العسكري، وهذا يحسب لها لا عليها. فتعودنا من الحركات السياسية الفلسطينية أن لها خطابا مغايرا حين تستلم السلطة، فتنتهج طرقا جديدة تتنافى والفكر الثوري التحرري يميل عادة للمواءمة والتطبيع والرضوخ، أما أن نسمع كلاما كنا نسمعه من هنية وحماس قبل عشر وعشرين سنة فهذا بالفعل جديد ومطمئن ويعزز مبدأ الجمع بين المقاومة والسلطة.
كما قدم الخطاب رؤية واضحة نحو حل معضلة الانقسام الفلسطيني، بخطوات أظنها مقبولة يمكن البناء عليها لمن يبحث عن باب للخروج من الأزمة الداخلية، وهذا ما قرأته الفصائل الفلسطينية الوطنية الاسلامية منها واليسارية، عدا حركة فتح التي ارتبكت في ردود فعلها وتناقضت في الطرح واظنها قد خاب أملها.
خيبة الامل الفتحاوية تعود لأمرين مهمين؛ الأول أن الخطاب لم يحمل تراجعا وضعفا متوقعا خصوصا بعد التغيرات في الساحة المصرية؛ وتصاعد التحريض ولهجة العداء الاعلامي والنظامي على غزة والمقاومة، وتشديد الحصار، وإغلاق معبر رفح، إلا ان الخطاب خلى من لغة التمسكن والتذلل والتذبذب مما أربك حسابات المقاطعة. ويحسب لهنية مهارته الواضحة في السير بين الألغام والحقول الشائكة بمسؤولية وحكمة وصرامة، مما أظهر ثقة حماس وقوتها.
الخيبة الفتحاوية الثانية جاءت من مضمون هذا الخطاب الذي قدم رؤية معقولة ومتوازنة وقابلة للتنفيذ، وتعتبر خريطة طريق لحل الأزمة الفلسطينية وانهاء الانقسام، كما أنها مست منطقة حساسة جدا لدى الرئيس أبو مازن أسمها منظمة التحرير.
فحركة فتح غير جادة بتبنيها المتكرر لخيار الانتخابات. فحقيقة الأمر تريد انتخابات ناقصة تستهدف إخراج حماس من المشهد السياسي. والدليل على ذلك انها ترفض وتمنع وتمانع إجراء أي انتخابات تستهدف ترتيب منظمة التحرير، وتعطل أي صيغة توافقية تمس هذا الباب.
من يظن ان حركة حماس تعيش أضعف مراحلها وأوهن حالتها، وأنها قابلة لتقديم تنازل جوهري في القضايا الوطنية والسياسية فهو واهم، فليس أمام الاطراف الداخلية والإقليمية أن يقبلوا بدور حماس الاساسي في أي ترتيبات قادمة ببرنامجها المعلن وبتنظيمها الفكري والعسكري، وإلا فإنها تملك الأوراق الأقوى، وما زالت الاكثر قدرة على الفعل والتأثير.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية