د.عصام شاور

قرار الإفراج عن رفات الشهداء والتراجع عنه...بقلم :

الجمعة 08 يوليو 2011

قرار الإفراج عن رفات الشهداء والتراجع عنه
د.عصام شاور

كثيراً ما نردد المثل: "لما يجي الصبي بنصلي على النبي"_صلى الله عليه وسلم_، وذلك لأننا نتحدث عن النتائج قبل الشروع في العمل، ونخطط لأولادنا قبل أن نخطب أو نتزوج لأننا نعيش الأحلام أكثر مما نعيش الواقع، وهكذا هو حالنا مع السياسة، 18 عاماً ونحن نتحدث عن دولة دون أن نراها، وتلزمنا أعوام كثيرة لإنجاز أي صفقة مع (إسرائيل) قد ننجزها بعد "نشاف الريق"، وفجأة يعلن وزير الشؤون المدنية أن (إسرائيل) قررت الإفراج عن رفات 84 شهيداً فلسطينياً، ثم بعد ذلك تعلن عن تراجعها، كيف ومتى ولماذا، قررت أو تراجعت، لا نعلم.

وزراء إسرائيليون في الحكومة وفي الكابنيت المصغر نفوا أي صلة لهم بالقرار أو العلم به، الوزير الفلسطيني قال بأن القرار تم بناء على تفاهمات مع المستوى السياسي في (إسرائيل)، علماً بأن الجانب الإسرائيلي أكد أن القرار جاء نتيجة تشاورات على المستوى العسكري، وقيل بأن رئيس الوزراء نتنياهو أراد تقديم بادرة حسن نية للرئيس الفلسطيني. وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك أعلن عن تراجع (إسرائيل) عن قرارها خشية أن يؤثر ذلك القرار_ غير المفهوم والذي جاء دون مقدمات_ على صفقة التبادل مع حماس، مع ملاحظة أن الجانب الفلسطيني_ما عدا الوزير_التزم جانب الصمت رغم حساسية الموضوع.

ماذا يحدث؟؟، سؤال أطرحه لأن الأمر يتعلق بأسر مكلومة تنتظر الإجابة وتنتظر دفن رفات أبنائها منذ سنين وعشرات السنين، ولا يجوز الاستهتار بمشاعرهم والتلاعب بها بهذا الشكل، ويجب أن يكون لديهم إجابة من السلطة الفلسطينية في رام الله، أما أنا فلا أتوقع وجود مثل ذلك القرار لأن الحكومة الإسرائيلية نفت علمها به على أهميته، القضية هي مراوغة صهيونية تحاول (إسرائيل) من خلالها تذكير الجانب الفلسطيني بأن هناك ما يمكن تقديمه للعودة إلى طاولة المفاوضات، وكذلك للإيحاء بأن صفقة التبادل تسير على قدم وساق مع حماس ولا يريد إيهود باراك ولا بنيامين نتنياهو التشويش عليها...

وذلك رداً على اتهامات إسرائيلية شعبية وخاصة من قبل ذوي الجندي شاليط لكليهما _باراك ونتنياهو_بأنهما غير آبهين ومقصران تجاه الجندي جلعاد شاليط، والحقيقة أن القيادة الإسرائيلية كلها عديمة الإحساس والإنسانية، وإلا لما احتجزت رفات شهدائنا في مقابر الأرقام، ولا استمرت في اعتقال الآلاف من المناضلين الفلسطينيين دون وجه حق وتحت ظروف حياتية قاسية.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية