كبار المستشارين ... بقلم : د. أحمد محمدالأشقر

كبار المستشارين ... بقلم : د. أحمد محمدالأشقر

الخميس 14 أكتوبر 2010

كبار المستشارين


تعجبهم الأسماء و الألقاب , يتفننون في رسم المناصب و المراكز , يفتتحون الدوائر و المؤسسات , تعج السلطة " الوطنية " الفلسطينية بالمسميات ... أشبهها بكيس بصل عفن كله رؤوس.


لا غرابة في الأمر لو علمنا يقينا أن السلطة تلك لا تملك من أمرها شيئا , وهذا ما يؤكده الواقع التفاوضي و الأمني على الأرض.


حكومة غير شرعية لم تحظ بثقة المجلس التشريعي الفلسطيني , ولماذا التشريعي إذا كانت الشرعية الأمريكية موافقة بالمال و بالدعم السياسي !؟


رئيس سلطة منتهى الولاية يتصدر قائمة الملوحين بالاستقالة عالميا , يحكم سلطة تتقاضى أجرها الشهري ممن أسكن الصهاينة بيتنا واستوطنوا دارنا ! يتلقى " مساعدات " مدفوعة سلفا ممن يضع إستراتيجية للحفاظ على أمن المحتل حتى أن تلك السلطة أعجبتها الإستراتيجية الأطلسية فانخرطت صاغرة انخراط الكلاب لتدافع عن أمن المحتل و سلامة مستوطنيه !


هذا طبعا لم يكن بالشئ الغريب لأننا و بصراحة لم نكن نتوقع منهم غير هذا الدور , فالتحرير و الدفاع عن هذه الأرض شرف كبير بعيد المنال عن أحلامهم و أمانيهم !


لكم أن تتصوروا هذه الحكومة التي تتخذ من المقاطعة سكنا لها , يقودها رئيس وزراء يحظى بمقعد واحد وحيد من أصل 132 مقعدا من مقاعد التشريعي ! شعبيته في البنك الدولي أكثر مما هي في حارة من حارات الوطن ! يتفنن في الحديث عن الأعمال والمؤسسات و إعلان " الدولة " خلال عامين , كما و له شرف رعاية المسابقة العالمية لأطول ثوب و أضخم ساندويتش و أكبر خازووق للقضية الفلسطينية و لحركة فتح نفسها. له الفخر في التكافل الاجتماعي بالمشاركة الفعالة و الخطابية في مؤتمرات الصهاينة التي ترسم أمن الكيان اللقيط , كما و يعتز بذبح المجاهدين ووأد المقاومة و له العزة في الحفاظ على الأمن الشخصي للمغتصبين !


ليس غريبا على الديمقراطية الأمريكية أن تأتى لنا برؤوساء أمثال كرزاى و المالكي و عباس و فياض ليحكموا الشرق الأوسط الجديد , هؤلاء تحكمهم سياسة مهمة وواضحة , بأن يحافظوا على أموال الدول الداعمة مقابل أرواح المجاهدين الطاهرة !!!


مرة أخرى أعود و أذكر لكم أن تتصوروا كم الهم و الغم و الحزن الذي يلفنا و أهلنا في الضفة الصابرة دون استثناء , فلو تطلب الأمر أن يجعل من شعبه حافيا عريانا أمام عدوه مقابل المشروع " الوطني " الفلسطيني فلا ضير , ولو احتاجت المرحلة أن تجلد النساء قبل الرجال فلا مشكلة من أجل مشروع " التحرير " الذي أكلوا رؤوسنا في الحديث عنه , و من أجل قيام " الدولة الموعودة ".


مستشارون كثر للرئيس يحثونه على البذل و العطاء و عدم الاستقالة و " إحراج الصهاينة " بالذهاب لمجلس الأمن ( المجلس الذي لم يطبق و لو نصف قرار على الصهاينة )!!!


يعطونه الاستشارات الإستراتيجية في السبل المتعددة لأنواع وأشكال وأسماء المفاوضات.


أكثرهم يعجبني و بصراحة – ساهر عبد اللاهوت - , فله تصريحات نارية , غاية في الأهمية السياسية و الوطنية ! هو كبير المستشارين و أول المرافقين , أسفل المراهقين وأكثر الغامزين اللامزين بالرئيس.
يعطى الوصفات والمراهم التي عجز عن ابتكارها ابن سينا أو ابن الرازي. أطل علينا من جنيف ليلغى حق العودة مع حفنة من كبار المستشارين " الفدا - ئيين " وعظماء الفاسدين وللعلم هؤلاء المستشارون فاقدو الحضور الشعبي إلا من خلف أكتاف " الرئيس ورئيس وزرائه " , لكن للحق والتاريخ أن لهم مناصب مهمة جدا في منظمة " إعلان الدولة " الفلسطينية , ومراكزهم مؤثرة في صنع القرار لدى سلطة " تنفيذ التفاهمات الأمنية ".


عاد ذاك – عبد الطاغوت – ليطل علينا باستشاراته السياسية المحنكة , حيث يعتبر نفسه من أكابر القوم و معلمي السياسة وفقهاء التنظير وراسمي الخطوط " العبيطة " للسياسة و لمستقبل المفاوضات !
عاد ليصرح و ليتعبنا بالتعليق و الكتابة ,لكن يهون تعبنا من أجل أن نتعلم شيئا من السياسة " الجديدة ".


فأنا أرى أن النكات السياسية لها فاكهة خاصة , و مسلية نوعا ما , خاصة وأنه من كبار المستشارين.
ما أعجبني في قوله " الفصيح " أن الفلسطينيين على استعداد للاعتراف بيهودية الدولة مقابل " دولة " على حدود 67 ! وكأنه المفوض السامي والناطق باسم الشعب الفلسطيني دون استثناء و المبايع من جميع المسلمين على وجه هذه البسيطة !!!


لا أريد التعليق كثيرا على خطابه أو على دولته " منزوعة الثياب " لكن لا بارك الله فيك يا أيها السفيه. بعد أن ألغيت حق العودة تريد أن تسقط الحق الوطني و تهجر من تبقى من فلسطينيي الداخل !؟


أريد أن أذكرك يا ذا " المحنك " بأن أبا بكر الصديق قال : ( أطيعوني ما أطعت الله فيكم فلو عصيت الله فلا طاعة لي عليكم ) , أو لو رأيتم في اعوجاجا فقوموني بالسيف. تصور يا أيها النكرة في الوطن ما قاله أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – وهو الذي إيمانه يعدل إيمان هذه الأمة ! فكيف بك أنت الذي لا تعدل عند الله عز وجل مثقال ذرة من غبار مسحتها أم عن وجه طفلها من بيتها المهدم فوق رؤوس ساكنيه !!!


و لا يفوتني هنا إلا أن أذكر الناطق باسم الأجهزة الأمنية في الضفة بأن لنا الفخر أن نكون مع المقاومة و أن نهتف باسم فلسطين و باسم حماس و أتمنى ذلك أن يسرى ليس على " الاثنى عشر تنظيم حماس " فقط , ولكن على جميع الشرفاء والمناضلين من أبناء هذا الشعب البطل , الذي لا يشرفه لا الأجهزة الأمنية و لا من ينعق باسمها , كما و أذكرك أيها الناطق بأنه من الشرف لنا و لكل مسلم حر أن نكون من حزب الله لا مع حزب الشيطان , نذود عن حياض هذه الأمة مع حماس و غير حماس.


وكما نحمد الله على نعمة الإسلام فإننا نحمده على نعمة المقاومة و لا أخفيك سرا أيها الناطق أن هذا من واجب و نعم حماس على شعبها لأنها مدرسة للرجال و مؤسسة للأبطال.


وأحمد الله عز و جل وأنا - صاحب الاسم - حمدا يوافى نعمه , على أننا لم ولن ننطق يوما ما باسم الأجهزة التي ترقص على حطام الشهداء و ترضع من حليب الأمريكان.





د / أحمد محمد الأشقر
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية
غزة / فلسطين
14.10.2010

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية