كفى بالتاريخ واعظًا
د. يوسف رزقة
أعربت الخارجية الأميركية عن مشاعر القلق من الحكم الصادر بحق الرئيس المعتقل محمد مرسي، وقالت: إن أحكام الإعدام الجماعية التي تصدر عن المحاكم المصرية لا تتفق مع المعايير الدولية التي التزمت بها مصر، ولا تتفق مع سيادة القانون.
وفي تعليق للدكتور محمد محسوب الوزير السابق في حكومة هشام قنديل، وعميد كلية الحقوق ، قال: إن مواقف الدول الغربية التي تتعامل مع السلطات القائمة في مصر فاترة، ومسكونة بالنفاق، فلا توجد ردود فعل حقيقية تتناسب مع جريمة حكم الإعدام على رئيس منتخب، وعلى عشرات المعتقلين بدون مسوغ قانوني.
في اعتقادي أن (البرود والفتور ) في الموقف الأميركي والأوروبي هو موقف طبيعي وغير مستغرب، فما زالت أميركا و أوروبا تعمل ما تستطيع وفوق ما تستطيع لضرب حركات الإسلام السياسي وإضعافها ومحاصرتها، حتى وإن جاء قاداتها إلى كرسي الحكم من خلال انتخابات حرة ونزيهة، كما حدث في مصر وفلسطين، ولا أحسب أن محمد محسوب نسي حالة الفرح الشعبية الأميركية التي وقف عليها سيد قطب بنفسه يوم قتلت سلطات مصر الملكية المرشد حسن البنا وحرمته من حقه في العلاج.
تجربة فلسطين نموذج لقراءة المواقف الغربية قراءة صحيحة، فمنذ اليوم الأول لفوز حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي، وتشكيلها للحكومة، قررت أميركا ودول أوروبا بالتعاون مع (إسرائيل) محاصرة حركة حماس، وحكومتها، ومجلسها التشريعي، وضربت بعرض الحائط إرادة الناخب الفلسطيني، وما زال الحصار قائما على غزة حتى الآن، مع أن (إسرائيل) هي التي تحتل الأرض الفلسطينية؟!.
إن قيادات التيار الإسلامي تخطئ خطأ فادحا حين تبحث عن آليات تعامل مع الغرب على قاعدة قانونية، أو قاعدة ديمقراطية، أو على قاعدة أخلاقية، فهذه القواعد ( القانونية، والديمقراطية، والأخلاقية) تسقط أمام المصالح المادية والاستعمارية الغربية، وأحسب أن دول مجلس التعاون الخليجي قد أدركت هذه الحقيقة مؤخراً، بعد أن قررت أميركا الاتفاق مع إيران، ورفضت مطالب مجلس التعاون الخليجي، ومنها ضمان أمن دول الخليج.
المفترض أن يحدث تقارب حقيقي بين المتضررين من السياسات الغربية، أعني بين الحركات الإسلامية، ودول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن أدرك الطرفان أن أميركا والغرب يتصرفون في السياسة الخارجية في المنطقة بلا أخلاق وبلا قانون وبلا ديمقراطية، ويبحثون عن أمنهم ومصالحهم ومصالح (إسرائيل)، وأن لديهم استعدادا كاملا للتعامل مع الاستبداد في المنطقة، إذا كان في الاستبداد ما يخدم مصالحهم.
كانت تجربة حماس متقدمة زمنيا، ثم كانت تجربة العراق وسوريا تالية وواعظة، ثم جاءت تجربة اليمن أبلغ وعظا لدول الخليج، وجاءت تجربة مصر أبلغ وعظا للإخوان أيضا، ومن ثم لم تعد ثمة مناطق رمادية مجهولة في السياسات الغربية الأميركية في المنطقة، ومن ثم يمكن القول في تشخيص الحالة القائمة الآن إن العيب ليس في هذه الدول الاستعمارية، فقد احترقت ورقتها منذ زمن طويل، وإنما العيب في العرب حكاما كانوا أو حركات إسلامية، وفي تأخر الطرفين في استخلاص العبر، وفرض بدائلهم ، وإجراء مصالحة بينهم تقوم على التفاهم لخدمة مصالح أوطانهم وشعوبهم.
د. يوسف رزقة
أعربت الخارجية الأميركية عن مشاعر القلق من الحكم الصادر بحق الرئيس المعتقل محمد مرسي، وقالت: إن أحكام الإعدام الجماعية التي تصدر عن المحاكم المصرية لا تتفق مع المعايير الدولية التي التزمت بها مصر، ولا تتفق مع سيادة القانون.
وفي تعليق للدكتور محمد محسوب الوزير السابق في حكومة هشام قنديل، وعميد كلية الحقوق ، قال: إن مواقف الدول الغربية التي تتعامل مع السلطات القائمة في مصر فاترة، ومسكونة بالنفاق، فلا توجد ردود فعل حقيقية تتناسب مع جريمة حكم الإعدام على رئيس منتخب، وعلى عشرات المعتقلين بدون مسوغ قانوني.
في اعتقادي أن (البرود والفتور ) في الموقف الأميركي والأوروبي هو موقف طبيعي وغير مستغرب، فما زالت أميركا و أوروبا تعمل ما تستطيع وفوق ما تستطيع لضرب حركات الإسلام السياسي وإضعافها ومحاصرتها، حتى وإن جاء قاداتها إلى كرسي الحكم من خلال انتخابات حرة ونزيهة، كما حدث في مصر وفلسطين، ولا أحسب أن محمد محسوب نسي حالة الفرح الشعبية الأميركية التي وقف عليها سيد قطب بنفسه يوم قتلت سلطات مصر الملكية المرشد حسن البنا وحرمته من حقه في العلاج.
تجربة فلسطين نموذج لقراءة المواقف الغربية قراءة صحيحة، فمنذ اليوم الأول لفوز حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي، وتشكيلها للحكومة، قررت أميركا ودول أوروبا بالتعاون مع (إسرائيل) محاصرة حركة حماس، وحكومتها، ومجلسها التشريعي، وضربت بعرض الحائط إرادة الناخب الفلسطيني، وما زال الحصار قائما على غزة حتى الآن، مع أن (إسرائيل) هي التي تحتل الأرض الفلسطينية؟!.
إن قيادات التيار الإسلامي تخطئ خطأ فادحا حين تبحث عن آليات تعامل مع الغرب على قاعدة قانونية، أو قاعدة ديمقراطية، أو على قاعدة أخلاقية، فهذه القواعد ( القانونية، والديمقراطية، والأخلاقية) تسقط أمام المصالح المادية والاستعمارية الغربية، وأحسب أن دول مجلس التعاون الخليجي قد أدركت هذه الحقيقة مؤخراً، بعد أن قررت أميركا الاتفاق مع إيران، ورفضت مطالب مجلس التعاون الخليجي، ومنها ضمان أمن دول الخليج.
المفترض أن يحدث تقارب حقيقي بين المتضررين من السياسات الغربية، أعني بين الحركات الإسلامية، ودول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن أدرك الطرفان أن أميركا والغرب يتصرفون في السياسة الخارجية في المنطقة بلا أخلاق وبلا قانون وبلا ديمقراطية، ويبحثون عن أمنهم ومصالحهم ومصالح (إسرائيل)، وأن لديهم استعدادا كاملا للتعامل مع الاستبداد في المنطقة، إذا كان في الاستبداد ما يخدم مصالحهم.
كانت تجربة حماس متقدمة زمنيا، ثم كانت تجربة العراق وسوريا تالية وواعظة، ثم جاءت تجربة اليمن أبلغ وعظا لدول الخليج، وجاءت تجربة مصر أبلغ وعظا للإخوان أيضا، ومن ثم لم تعد ثمة مناطق رمادية مجهولة في السياسات الغربية الأميركية في المنطقة، ومن ثم يمكن القول في تشخيص الحالة القائمة الآن إن العيب ليس في هذه الدول الاستعمارية، فقد احترقت ورقتها منذ زمن طويل، وإنما العيب في العرب حكاما كانوا أو حركات إسلامية، وفي تأخر الطرفين في استخلاص العبر، وفرض بدائلهم ، وإجراء مصالحة بينهم تقوم على التفاهم لخدمة مصالح أوطانهم وشعوبهم.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية