كيري وسط حقل ألغام ... بقلم : خالد معالي

الإثنين 17 فبراير 2014

كيري وسط حقل ألغام

خالد معالي

مهمة وجهود جون كيري؛ أصبحت تسير وسط حقل من الألغام شديد الانفجار؛ فلا هو قادر على الانسحاب وإعلان فشله لما يترتب على ذلك من انعكاسات وارتدادات خطيرة؛ خاصة على دولة الاحتلال، بنظر بعض المحللين، قد تقود لانتفاضة ثالثة؛ ولا هو قادر على تحقيق النجاح في المدى القريب؛ وإن نجح؛ فهو نجاح مخيف، يؤجل لحظة الانفجار، باستخدام نظام الترقيع.

مخطئ من يظن أن جون كيري يمكن له أن يتعاطف مع المظلوم، ويجعل مصالح الطرف الضعيف المسلوبة حقوقه، فوق مصالح الطرف القوي. معركة معادلة التفاوض تقوم على صراع القوى؛ وليس على صراع العواطف والحقوق والدموع.

يعجب المرء من توقيت المفاوضات؛ فالقضية الفلسطينية تمر في أصعب وأضعف أوقاتها، وهو ما لا يخفى على احد؛ فالعالم العربي منهك وفي حروب داخلية مع نفسه، وأقوى ثلاث جيوش عربية مشتبكة بطريقة أو بأخرى مع شعوبها،"وما حدا فاضي لحدا"، والعتب كل العتب بنظر البعض على العالم الإسلامي والعربي الذي تركوا الفلسطينيين يواجهون مصيرهم لوحدهم، وبدون سلاح؛ في مقارعة صلافة وغرور "نتنياهو" الذي خلفه أقوى قوة في العالم ومعه العالم الغربي قاطبة.

الكاتب والمحلل في دولة الاحتلال "جدعون ليفي" يقول بأن جون كيري ليس وسيطا نزيها، وإن اسم اللعبة الآن هو استغلال ضعف السلطة الفلسطينية. فحينما يناضل العالم العربي أنظمة حكمه والعالم الغربي تعب من الصراع الذي لا نهاية له، أصبح الفلسطينيون يقفون وحدهم في مواجهة مصيرهم، وتحاول أمريكا أن تُركعهم وتجعلهم يستسلمون، فإذا نجحت فسيكون ذلك بكاءً لأجيال فلسطينية طويلة.

ويتوقع الكاتب الشهير "توماس فريدمان" بان فشل جون كيري يعني الانتفاضة الثالثة، وسيدفع الفشل الفلسطينيين نحو الأمم المتحدة.
لندقق أكثر؛ ففي حال نجحت خطة الإطار لكيري كما هو يريدها ويراها؛ فان 80% من المستوطنين سيبقون في الضفة، ولن يتغير الكثير على حال القدس، باقتراح "شعفاط"، وسيبقى غور الأردن مع الاحتلال مستأجرا أو مستعارا؛ وستكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح؛ وسيُعترف بدولة الاحتلال كدولة واقع كحل وسط، وهو ما يعني أو قد يقود للاعتراف بالدولة اليهودية، وسيُنفى حق العودة إلى الأبد عن كل اللاجئين الفلسطينيين، وستُستجاب مطالب ‘الترتيبات الأمنية’ كلها، لدولة الاحتلال، و"نتنياهو" قالها صراحة انه سيدخل مناطق الدولة الفلسطينية متى شاء لاعتقال من يريد.

خطة كيري مرفوضة فلسطينياً؛ كونها لا ترقى للحد الأدنى من الطموحات الفلسطينية؛ وعلى جميع القوى الفلسطينية الوحدة، وسرعة المصالحة؛ لمقاومة الضغوط الامريكية الحالية على الفلسطينيين لقبولها؛ فالانقسام، وانشغال العالم العربي بنفسه، وتحميل الفلسطينيين وزر ما يحصل في سوريا ولبنان ومصر؛ يشكل فرصة ذهبية لكيري لزيادة ضغوطه؛ لتمرير خطة الإطار، على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

في جميع الحالات، وفي قلب صارخ للحقائق؛ سيتذرع "نتنياهو" بحجج كاذبة، ويقول للعالم: نحن تنازلنا وتنازلنا عن (أرض الآباء والأجداد)، وهم لم يتنازلوا، ونحن تعاطينا مع العالم، وتحملنا الكثير من التضحيات، وقبلنا بحلول صعبة من اجل السلام؛ ولكن الفلسطينيين هم الذين لا يريدون صنع السلام.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية