كيف تنظر (إسرائيل) إلى التحديات الأمنية في المنطقة؟
د. عدنان أبو عامر
ويزداد المشهد تعقيداً في ضوء أن العديد من المشاكل التي تواجهها الدولة ترتبط بالأمن، إلا أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً بارزاً، من بينها التباينات الاقتصادية، وتضخم أعداد الشباب، وندرة الموارد، وظاهرة الإسلام السياسي، وجميعها تشكل إطارا لعملية صنع القرارات الاستراتيجية.
وبالتالي فإن من الطبيعي لمواجهة مثل هذه التحديات أن يمثل الجيش مصدراً أساسياً لقوتها الرئيسة في الشرق الأوسط، ولاسيما وهي ترى أن القوى الإسلامية أخذت بالتقدم والتنامي مع حالة الربيع العربي، بعد أن كانت مهمشة لفترات طويلة، وأصبحت اليوم مصدراً جديداً للقوة في المنطقة، مع ما يحمله ذلك من تداعيات مروعة لـ"إسرائيل"، والمجتمع الدولي ككل.
هذا الاتجاه الإسلامي هو الأكثر وضوحاً في مصر، حيث حل محل "الربيع العربي" شتاء بارد وطويل، من وجهة النظر الإسرائيلية، وتنطوي المستجدات هناك على مشاكل عويصة بالنسبة لـ"إسرائيل"، ولاسيما وأن مصر كانت فاعلاً رئيساً في الحروب الإقليمية.
وحتى الوقت الراهن لا تزال تملك جيشاً ضخماً جيد التسليح في ظل السلام القائم، ورغم أن الحرب أمر غير مرجح على المدى القصير، إلا أنه من المهم أن ندرك احتمالية نشوب صراع في المستقبل القريب.
فعلى سبيل المثال: قد يؤدي الجمع بين انخفاض الاستثمارات الغربية، وقلة السياحة، وفقدان إيرادات قناة السويس، وغياب النمو الاقتصادي إلى اندلاع موجة جديدة مما أسماها "انتفاضة الخبز"، لكن هذه المرة لن يحكم الشعب المصري حاكم مستبد كمبارك، بحيث يستطيع الشعب أن يصب على الرئيس جام غضبه.
هذه المرة يرجح أن يلقي المصريون باللائمة على أعداء خارجيين: وهما بالتحديد "الشيطان الأكبر" وهي الولايات المتحدة "البعيدة"، و"الشيطان الأصغر والأقرب"، وهي "إسرائيل"، وكجزء من تراكم الأحداث المؤدية إلى الصراع، لن يكون مفاجئاً لو سعت القاهرة إلى نقل كتيبة من القوات إلى سيناء، تحت ذريعة الدفاع عن نفسها ضد نوع من التهديد الصهيوني.
• مصادر التهديد
وإذا ما أردنا تحليل التحديات الأمنية التي تواجه (إسرائيل)، يمكن الحديث عن توفر خيارات ممكنة في الوقت الراهن لنهاية الثورة السورية، مع العلم أن الترجيح الإسرائيلي يذهب باتجاه أن ما سيحدث في سوريا سيؤثر أيضاً على الدول الأخرى المجاورة لـ"إسرائيل"، حيث تواجه العائلة المالكة في الأردن انتقاداً في الساحة الداخلية حول العدالة الاقتصادية والفساد، وتأتي الأحداث في سوريا لتفاقم من هذه التوترات، مما قد يؤثر بصورة سلبية على "إسرائيل".
كما أن تأثير الأزمة السورية وصل بالفعل إلى لبنان، فحزب الله يراقب الأوضاع عن كثب، ويستعد لاحتمال فقدان راعيه السوري؛ وإذا شعر بالخوف أو التهديد، فلن يتردد باستخدام أسلحته ضد (إسرائيل) وغيرها، ورغم المشاكل الأمنية بالغة الصعوبة التي تواجهها "إسرائيل"، إلا أنها مطالبة باستغلال الفرص الناجمة عن الاضطرابات الإقليمية.
وبالانتقال إلى التحدي الإسرائيلي القائم في قطاع غزة، حيث يزداد الوضع سوءًا بالنسبة لـ"إسرائيل"، مع الزيادة المطردة في الاستعدادات العسكرية، واستمرار تدفق البضائع غير المشروعة عبر الحدود المصرية عن طريق شبكات الأنفاق التحت أرضية، وبالتالي، فإن تحديد هذه المصالح سهل وبسيط؛ لكن السعي لتحقيقها في وقت متزامن الجزء الأصعب.
أما عن سيناء المجاورة، فقد أصبح الوضع فيها ينطوي على مشاكل كبيرة بشكل متزايد، ويتركز السبب الرئيس وراءها في البدو الذين فقدوا ممتلكاتهم ومصادر عيشهم، ثم اتجهوا للتهريب والأنشطة غير القانونية الأخرى، خاصة وأنه ليس لديهم أي شعور بالحقوق أو الالتزامات تجاه الحكومة المصرية، التي لم تفعل شيئاً سوى زيادة المشكلة تعقيداً.
وتزعم المحافل الأمنية الإسرائيلية بأن الجيش المصري قادر على التعامل مع سيناء بمفرده حال رغبته في تخصيص الأفراد والموارد اللازمة، ومن هذا المنظور فإن مشكلة سيناء قضية داخلية يتعيّن على القاهرة معالجتها، و"إسرائيل" ليس لديها رغبة في التدخل، وتعريض معاهدة السلام مع مصر للخطر.
وبالتالي فإن التحولات الجذرية التي تأخذ مجراها في جميع أنحاء الشرق الأوسط لا تؤثر على الوضع الاستراتيجي لـ"إسرائيل" فحسب، بل على الساحة المستقبلية التي ستعمل بها، وكان بعضها واضحاً قبل اندلاع فترة "الربيع العربي".
ويزداد المشهد تعقيداً في ضوء أن العديد من المشاكل التي تواجهها الدولة ترتبط بالأمن، إلا أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً بارزاً، من بينها التباينات الاقتصادية، وتضخم أعداد الشباب، وندرة الموارد، وظاهرة الإسلام السياسي، وجميعها تشكل إطارا لعملية صنع القرارات الاستراتيجية.
وبالتالي فإن من الطبيعي لمواجهة مثل هذه التحديات أن يمثل الجيش مصدراً أساسياً لقوتها الرئيسة في الشرق الأوسط، ولاسيما وهي ترى أن القوى الإسلامية أخذت بالتقدم والتنامي مع حالة الربيع العربي، بعد أن كانت مهمشة لفترات طويلة، وأصبحت اليوم مصدراً جديداً للقوة في المنطقة، مع ما يحمله ذلك من تداعيات مروعة لـ"إسرائيل"، والمجتمع الدولي ككل.
هذا الاتجاه الإسلامي هو الأكثر وضوحاً في مصر، حيث حل محل "الربيع العربي" شتاء بارد وطويل، من وجهة النظر الإسرائيلية، وتنطوي المستجدات هناك على مشاكل عويصة بالنسبة لـ"إسرائيل"، ولاسيما وأن مصر كانت فاعلاً رئيساً في الحروب الإقليمية.
وحتى الوقت الراهن لا تزال تملك جيشاً ضخماً جيد التسليح في ظل السلام القائم، ورغم أن الحرب أمر غير مرجح على المدى القصير، إلا أنه من المهم أن ندرك احتمالية نشوب صراع في المستقبل القريب.
فعلى سبيل المثال: قد يؤدي الجمع بين انخفاض الاستثمارات الغربية، وقلة السياحة، وفقدان إيرادات قناة السويس، وغياب النمو الاقتصادي إلى اندلاع موجة جديدة مما أسماها "انتفاضة الخبز"، لكن هذه المرة لن يحكم الشعب المصري حاكم مستبد كمبارك، بحيث يستطيع الشعب أن يصب على الرئيس جام غضبه.
هذه المرة يرجح أن يلقي المصريون باللائمة على أعداء خارجيين: وهما بالتحديد "الشيطان الأكبر" وهي الولايات المتحدة "البعيدة"، و"الشيطان الأصغر والأقرب"، وهي "إسرائيل"، وكجزء من تراكم الأحداث المؤدية إلى الصراع، لن يكون مفاجئاً لو سعت القاهرة إلى نقل كتيبة من القوات إلى سيناء، تحت ذريعة الدفاع عن نفسها ضد نوع من التهديد الصهيوني.
• مصادر التهديد
وإذا ما أردنا تحليل التحديات الأمنية التي تواجه (إسرائيل)، يمكن الحديث عن توفر خيارات ممكنة في الوقت الراهن لنهاية الثورة السورية، مع العلم أن الترجيح الإسرائيلي يذهب باتجاه أن ما سيحدث في سوريا سيؤثر أيضاً على الدول الأخرى المجاورة لـ"إسرائيل"، حيث تواجه العائلة المالكة في الأردن انتقاداً في الساحة الداخلية حول العدالة الاقتصادية والفساد، وتأتي الأحداث في سوريا لتفاقم من هذه التوترات، مما قد يؤثر بصورة سلبية على "إسرائيل".
كما أن تأثير الأزمة السورية وصل بالفعل إلى لبنان، فحزب الله يراقب الأوضاع عن كثب، ويستعد لاحتمال فقدان راعيه السوري؛ وإذا شعر بالخوف أو التهديد، فلن يتردد باستخدام أسلحته ضد (إسرائيل) وغيرها، ورغم المشاكل الأمنية بالغة الصعوبة التي تواجهها "إسرائيل"، إلا أنها مطالبة باستغلال الفرص الناجمة عن الاضطرابات الإقليمية.
وبالانتقال إلى التحدي الإسرائيلي القائم في قطاع غزة، حيث يزداد الوضع سوءًا بالنسبة لـ"إسرائيل"، مع الزيادة المطردة في الاستعدادات العسكرية، واستمرار تدفق البضائع غير المشروعة عبر الحدود المصرية عن طريق شبكات الأنفاق التحت أرضية، وبالتالي، فإن تحديد هذه المصالح سهل وبسيط؛ لكن السعي لتحقيقها في وقت متزامن الجزء الأصعب.
أما عن سيناء المجاورة، فقد أصبح الوضع فيها ينطوي على مشاكل كبيرة بشكل متزايد، ويتركز السبب الرئيس وراءها في البدو الذين فقدوا ممتلكاتهم ومصادر عيشهم، ثم اتجهوا للتهريب والأنشطة غير القانونية الأخرى، خاصة وأنه ليس لديهم أي شعور بالحقوق أو الالتزامات تجاه الحكومة المصرية، التي لم تفعل شيئاً سوى زيادة المشكلة تعقيداً.
وتزعم المحافل الأمنية الإسرائيلية بأن الجيش المصري قادر على التعامل مع سيناء بمفرده حال رغبته في تخصيص الأفراد والموارد اللازمة، ومن هذا المنظور فإن مشكلة سيناء قضية داخلية يتعيّن على القاهرة معالجتها، و"إسرائيل" ليس لديها رغبة في التدخل، وتعريض معاهدة السلام مع مصر للخطر.
وبالتالي فإن التحولات الجذرية التي تأخذ مجراها في جميع أنحاء الشرق الأوسط لا تؤثر على الوضع الاستراتيجي لـ"إسرائيل" فحسب، بل على الساحة المستقبلية التي ستعمل بها، وكان بعضها واضحاً قبل اندلاع فترة "الربيع العربي".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية