كيف نقرأ اعتقالات الاحتلال الأخيرة؟!
لمى خاطر
قُبيل مسيرات حماس في ذكرى انطلاقتها في الضفة الغربية؛ شنّ الاحتلال حملات دهم وتفتيش واعتقال طالت بيوت عدد من ناشطيها، وكان جنوده يسألون بعض الشباب عند اقتحام بيوتهم: "أين أخفيتم الصواريخ"؟، والصواريخ المقصودة هنا هي تلك المجسّمات الورقية التي تحاكي أنواع الصواريخ التي استخدمت خلال حرب (حجارة السجيل) الأخيرة على غزة!
ولا شكّ بأن مصطلح (جزّ العشب) الذي اتخذه الاحتلال اسماً لحملات اعتقاله المتتالية في صفوف حركة حماس في الضفة يستوعب مثل تجلّيات السخافة تلك التي تدفع الجندي الصهيوني للبحث عن كل ما يمتّ للمقاومة بصلة من مجسم أو راية أو يافطة. فجزّ العشب ستعني عدم التمييز خلال العملية بين العشب وما يُشبّه له، أو بين العشب الأخضر واليابس، أو حتى بين العشب والزهور!
هكذا تكون سياسة الضّربات الاستباقية، المركزة والموجّهة حينا، والعشوائية حيناً آخر، بهدف إدامة الإرباك في صفوف الحركة وإقامة سدّ منيع أمام محاولتها استرداد رشاقتها المقاومة في حال أعادت بناء هياكلها التنظيمية، أو تمكّنت من استرداد عافيتها حيناً من الزمن!
لا يستهدف الاحتلال حركة حماس بمثل هذه الشراسة لأن اسمها مكوّن من الحروف الأربعة تلك، بل لأنه خبر وقع سيوفها جيّداً كلّما رمّمت شيئاً من بنيانها إثر كلّ استهداف، ولأنه يعلم أنها حركة لان تكفّ عن تعاطي المقاومة ولا عن إعادة الاعتبار لها، وهي التي تحتلّ رأس الصفحة في حساباتها كلّها، سواء أكانت الحركة خارج السلطة أم داخلها.
ولهذا فإن تنامي النشاط الدعوي لحماس، كما الطلابي أو السياسي أو الإغاثي، سيعني للاحتلال أن هناك قاعدة للمقاومة تتشكل بالتوازي، أو تشكّل المسارات السابقة أرضية لها، وإذ يعرف المحتلّ جيداً كيف هي مقاومة حماس حين تنضج على نارها، وإلى أي حدّ يمكن أن تخلخل أساس منظومته الأمنية التي تشكّل دعامة مشروعه، فإنه ما عاد يتهاون مع أية شبهة أو إشارة تشي بأن ثمة بناء حمساوي يتشكل، أو أن جسداً جريحاً لها يقترب من التماثل للشفاء.
ذاك هو المنطق الذي يحكم الاحتلال في تعامله مع الحركة؛ فمجموعة رموزها وكوادرها يجب أن يظلّوا في حالة دخول متتابع إلى السجون، ولا بدّ ألا يسمح باجتماع عدد كبير منهم في الخارج، أما من يقحم المصالحة في وسط معمعة الاستهداف هذه، فعليه أن يذكر أن المصالحة تكون مزعجة للاحتلال ومؤرقة له حين تتحلّل من قيود التنسيق الأمني وترمي بها في حاوية اللارجوع، أما تلك التي تسند ظهر المحتل أو تطمئنه بأن الحال لن يتغيّر على جبهة الأمان التي يعيشها منذ أعوام في الضفة ويعزّ عليه التفريط فيها، فهي مصالحة شوهاء ولن يبالي الاحتلال بها أُنجزت أم تعرقلت!
أما من يذرف دموع التضامن على المساقين زرافات ووحداناً إلى معسكرات الاحتلال، وخصوصاً على المعتقلين من نواب المجلس التشريعي، فعليه أن يقدّم بين يدي بكائه ما يقدر عليه من تكافل وطني وسياسي، وأوّله كفّ أيدي الأجهزة الأمنية عن اعتقال المحررين من سجون الاحتلال، والمدانين بالتهم نفسها التي يحاكمهم بها، وثانيه فتح أبواب المجلس التشريعي المعطّل بقرار سياسي، لعلّ الناس تصدق أنه جادّ في التوافق وحريص على إدامة انتصاب تلك الشماعة المسماة (المصلحة الوطنية العليا)، وإلا فليحتفظ بدموعه لنفسه ومعها تهريجه الإعلامي وسفسطته السياسية الممجوجة!
لمى خاطر
قُبيل مسيرات حماس في ذكرى انطلاقتها في الضفة الغربية؛ شنّ الاحتلال حملات دهم وتفتيش واعتقال طالت بيوت عدد من ناشطيها، وكان جنوده يسألون بعض الشباب عند اقتحام بيوتهم: "أين أخفيتم الصواريخ"؟، والصواريخ المقصودة هنا هي تلك المجسّمات الورقية التي تحاكي أنواع الصواريخ التي استخدمت خلال حرب (حجارة السجيل) الأخيرة على غزة!
ولا شكّ بأن مصطلح (جزّ العشب) الذي اتخذه الاحتلال اسماً لحملات اعتقاله المتتالية في صفوف حركة حماس في الضفة يستوعب مثل تجلّيات السخافة تلك التي تدفع الجندي الصهيوني للبحث عن كل ما يمتّ للمقاومة بصلة من مجسم أو راية أو يافطة. فجزّ العشب ستعني عدم التمييز خلال العملية بين العشب وما يُشبّه له، أو بين العشب الأخضر واليابس، أو حتى بين العشب والزهور!
هكذا تكون سياسة الضّربات الاستباقية، المركزة والموجّهة حينا، والعشوائية حيناً آخر، بهدف إدامة الإرباك في صفوف الحركة وإقامة سدّ منيع أمام محاولتها استرداد رشاقتها المقاومة في حال أعادت بناء هياكلها التنظيمية، أو تمكّنت من استرداد عافيتها حيناً من الزمن!
لا يستهدف الاحتلال حركة حماس بمثل هذه الشراسة لأن اسمها مكوّن من الحروف الأربعة تلك، بل لأنه خبر وقع سيوفها جيّداً كلّما رمّمت شيئاً من بنيانها إثر كلّ استهداف، ولأنه يعلم أنها حركة لان تكفّ عن تعاطي المقاومة ولا عن إعادة الاعتبار لها، وهي التي تحتلّ رأس الصفحة في حساباتها كلّها، سواء أكانت الحركة خارج السلطة أم داخلها.
ولهذا فإن تنامي النشاط الدعوي لحماس، كما الطلابي أو السياسي أو الإغاثي، سيعني للاحتلال أن هناك قاعدة للمقاومة تتشكل بالتوازي، أو تشكّل المسارات السابقة أرضية لها، وإذ يعرف المحتلّ جيداً كيف هي مقاومة حماس حين تنضج على نارها، وإلى أي حدّ يمكن أن تخلخل أساس منظومته الأمنية التي تشكّل دعامة مشروعه، فإنه ما عاد يتهاون مع أية شبهة أو إشارة تشي بأن ثمة بناء حمساوي يتشكل، أو أن جسداً جريحاً لها يقترب من التماثل للشفاء.
ذاك هو المنطق الذي يحكم الاحتلال في تعامله مع الحركة؛ فمجموعة رموزها وكوادرها يجب أن يظلّوا في حالة دخول متتابع إلى السجون، ولا بدّ ألا يسمح باجتماع عدد كبير منهم في الخارج، أما من يقحم المصالحة في وسط معمعة الاستهداف هذه، فعليه أن يذكر أن المصالحة تكون مزعجة للاحتلال ومؤرقة له حين تتحلّل من قيود التنسيق الأمني وترمي بها في حاوية اللارجوع، أما تلك التي تسند ظهر المحتل أو تطمئنه بأن الحال لن يتغيّر على جبهة الأمان التي يعيشها منذ أعوام في الضفة ويعزّ عليه التفريط فيها، فهي مصالحة شوهاء ولن يبالي الاحتلال بها أُنجزت أم تعرقلت!
أما من يذرف دموع التضامن على المساقين زرافات ووحداناً إلى معسكرات الاحتلال، وخصوصاً على المعتقلين من نواب المجلس التشريعي، فعليه أن يقدّم بين يدي بكائه ما يقدر عليه من تكافل وطني وسياسي، وأوّله كفّ أيدي الأجهزة الأمنية عن اعتقال المحررين من سجون الاحتلال، والمدانين بالتهم نفسها التي يحاكمهم بها، وثانيه فتح أبواب المجلس التشريعي المعطّل بقرار سياسي، لعلّ الناس تصدق أنه جادّ في التوافق وحريص على إدامة انتصاب تلك الشماعة المسماة (المصلحة الوطنية العليا)، وإلا فليحتفظ بدموعه لنفسه ومعها تهريجه الإعلامي وسفسطته السياسية الممجوجة!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية