لاجئون محرومون ... بقلم : صابر محمد أبو الكاس

الأحد 19 مايو 2013

لاجئون محرومون

صابر محمد أبو الكاس

كتب الله لي أن أزور لبنان العام الماضي وأتجوّل في بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هناك، وبينما كنت متجها إلى مدينة صيدا الساحلية فإذا بي أرى منازل كثيرة ملتصقة ببعضها بعضا يحيطها من كل الجوانب أسوار تعتليها أسلاك شائكة وهناك بوابة كبيرة تصطف بجانبها مدرّعة للجيش اللبناني وعدد من أفراد الأمن.

للوهلة الأولى ظننت أنها سجن كبير وأن منا فيها محتجزون، فسألت السائق اللبناني: ما هذا؟، فأجابني: هذا مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

قلت له: لماذا هذه الأسوار وتلك الأسلاك الشائكة وأفراد الأمن الذين يحرسون المكان؟، فقال: لأنه يُمنع خروج أي فلسطيني إلا بإثبات الهوية وإذن للخروج من المخيم.

في مخيم آخر من مخيمات اللجوء في لبنان هو مخيم برج البراجنة الذي زرتُه ولا يختلف كثيرا عن غيره من المخيمات، فالظروف المعيشية شديدة الصعوبة نفسها كما الفقر الشديد والمباني القديمة الآيلة للسقوط إلى جانب انتشار الأمراض والأوبئة التي سببها انفجار شبكات الصرف الصحي وغيرها.

ما ذكرته سابقا جزء يسير من معاناة لاجئين هجّروا قسرا عن ديارهم فحُرموا أدنى مقومات الحياة الإنسانية، فليس لهم حق في التعليم والتوظيف والسكن والخدمات الأخرى.

هذه المعاناة التي مرّ عليها أكثر من 65 عاما يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من المعنيين والمسؤولين لا أن يقابلها مبادرات تهضم حق هؤلاء اللاجئين المحرومين من العودة إلى ديارهم وأوطانهم.

كان لزاما على أصحاب القرار في دولنا العربية والإسلامية أن ينهوا معاناة ملايين الفلسطينيين المشردين في بقاع الأرض الذين هم في انتظار وقفة عربية جادة من أجل العمل على عودتهم إلى ديارهم وأوطانهم بدلا من المتاجرة بقضيتهم التاريخية.

لقد تفاجأت كما تفاجأ كثيرون بهذا الموقف العربي الهزيل الذي يأتي في وقت تغيرت فيه كثير من القواعد والسياسات بعد تغيير بعض الأنظمة وإحداث ثورة، فكأن شيئا لم يكن.

إنني أستغرب خطوة جامعة الدول العربية هذه كأنهم -العرب- يقولون لنا: لقد تراجعنا عن قرارنا الذي اتخذناه عام 1949 ونص على "ضرورة حل مسألة اللاجئين حلا دائما وعادلا بعودتهم إلى أوطانهم والمحافظة على جميع حقوقهم وأموالهم وحياتهم وحريتهم وأن تكفل لهم ذلك هيئة الأمم المتحدة".

وبناء عليه، من يظن أن اللاجئ الفلسطيني يمكن له أن يقبل تعويضا أو بديلا عن أرضه وموطنه الأصلي فإنه واهم واهم، فالتاريخ منذ نكبة فلسطين حتى اللحظة أن قبل لاجئ فلسطيني شريف مثل هذه الأطروحات الدخيلة على شعبنا في الداخل والخارج.

ختاما: إن هؤلاء اللاجئين المحرومين لم يمنحوا أحدا تفويضا لبيع أرضهم أو التنازل عنها، لذلك على بعضهم أن يكفوا عن ممارساتهم المرفوضة والمستهجنة من الشعوب والأحرار في أنحاء المعمورة كافة.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية