لا تصدقوه إنه مخادع ... بقلم : مصطفى الصواف

الإثنين 10 يونيو 2013

لا تصدقوه إنه مخادع

بقلم : مصطفى الصواف

محمود عباس كعادته يحاول خداع الناس وإيهامهم بأنه يريد المصالحة وتنفيذ اتفاق القاهرة وملحق الدوحة؛ ولكن الرجل ينتظر موافقة حماس على إجراء الانتخابات، علما أن لقاء القاهرة الأخير الذي جمع حماس وفتح بعد طلب المخابرات المصرية للطرفين بالاجتماع في القاهرة، قد أعلن أنهما توافقا على بدء مشاورات تشكيل الحكومة، التي من المقرر أن تنتهي خلال الشهور الثلاث كي تعلن في آب القادم، على أن يصدر عباس فيما بعد مرسوم الانتخابات، وهذا دليل واضح على ان الرجل يخادع ويراوغ ويكذب.

حماس -كما أعلن عقب اللقاء- وافقت على ذلك وهذا يعني أن حماس تريد إجراء الانتخابات ولا مانع لديها من ذلك وهي لا تخشى نتائجها ولديها الاستعداد لخوضها وفي نفس الوقت هي تعلم علم اليقين أن عباس لا يريد انتخابات ولا يريد مصالحة، ومن استمع إلى حديثه أمام حكومة الحمد الله يدرك أن هذه الحكومة ليست كما يروج ويدعي أن مدتها ثلاثة شهور ولكنها حكومة ممتدة لسنوات كما هي حكومة سلام فياض، حيث يقول عباس يوم التنصيب للحكومة "هذه الحكومة عليها أن تعمل بكل جهد كل الوقت المتاح لها، سواء أكان أسابيع أو أشهر أو لا نعرف إلى متى، ولكن ما دام الإنسان في موقع المسؤولية عليه أن يقوم بمسؤولياته، وهذا الأمر متعلق بالأمر المحيط بنا".

محمود عباس يعلم كما حماس أن قرار إجراء الانتخابات ليس قرارا فلسطينيا بل هو قرار له أطراف متعددة، الجزء العملي فقط للفلسطينيين، أما بقية الأجزاء فيها ذات علاقة بالاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية وأوروبا، وهذه الأطراف الثلاثة لا تريد الانتخابات لأنها تعلم أن نتائجها غير مضمونة وأنها لا تريد ديمقراطية فلسطينية وهي لا تريد مصالحة ووحدة الشعب الفلسطيني وهي تريد أن يبقى محمود عباس على رأس السلطة بعد أن جردها من كل أدواتها وأبقى نفسه الحاكم بأمره بيده كل السلطات وألغى السلطة الوحيدة التي لم تكن بيده وهي المجلس التشريعي.

عباس يسعى الآن للعودة إلى طاولة المفاوضات سرية كانت أو علنية وما جولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المكوكية إلا دليلا على أن المفاوضات باتت هدفا أساسيا يتوافق عليه عباس وكيري وأن مشاريع كيري الاقتصادية والسياسية والأمنية هي مشاريع (إسرائيلية) بامتياز وأن عباس والسلطة هم أدوات تنفيذ لهذه المشاريع في الأيام القادمة لذلك أمريكا و(إسرائيل) حريصتان على بقاء عباس في السلطة وإن أبدى بعض الاعتراض على ما يحمله كيري من مشاريع تهدف إلى إنهاء الصراع بما يحفظ أمن الاحتلال وسيطرته على كل شيء حتى على دولة عباس الفلسطينية على اقل من 22% من مساحة فلسطين.

والسؤال المطروح على حركة حماس: إلى متى الصمت على محمود عباس وسياسته التدميرية؟، ولماذا مجاراته تتم بهذه الطريقة؟، هل تقصدون الوصول إلى فضحه أكثر وأكثر؟؛ علما أن الرجل لا يخجل من الفضائح فليس هناك فضيحة أكبر من تفاخره على الملأ بالتعاون الأمني مع الاحتلال الصهيوني. السكوت وعدم الخروج لقول الحقيقة أمام الشعب الفلسطيني يحملكم جزءا من المسئولية ويجعل منكم شركاء لعباس بقصد أو بدون قصد.

حماس مطالبة اليوم بقول الحقيقة كاملة وكشف المستور وإعلان موقف واضح، فالوقت ليس في صالح القضية ولا في صالح الشعب، فأمريكا والصهاينة يسعون إلى استهلاك مزيد من الوقت لصالح المشروع الصهيوني على الأقل في المنظور القريب وإن كنا على يقين أننا المنتصرون بإذن الله تعالى، ولكن كشف العورات بات مشروعا وقانون المفاصلة بات واجبا وسياسة رجل في الجنة ورجل في النار فاشلة ومدمرة.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية