لا لإسرائيل، ولا لمنظمة التحرير.
عندما قلت: لا لإسرائيل، وافق معي غالبية الفلسطينيين، وهتفوا: لا لإسرائيل!. وعندما قلت: لا لمنظمة التحرير الفلسطينية، غضب البعض مني، وهاجوا،، وهاجموا مقالي، واعتبره ارتداداً عن الثوابت الوطنية، ودعوة لمواصلة الانقسام، وادعى البعض أنني تطاولت على أهم إنجاز في تاريخ الشعب الفلسطيني، وتجرأت على القيادة الأزلية.
راجعت نفسي، وفكرت كثيراً، وتأملت الواقع ملياً، وتساءلت بحذر: هل أخطأت؟ هل تجاوزت الحدود في الانتقاد؟ هل حقاً عدم اعترافي بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، يمثل نكوصاً عن الثوابت الوطنية، وطعناً لسيرة الشهداء؟
سأعترف أمام الجميع بأن تفكري أوصلني إلى الحقائق التالية:
أولاً: إن كل من يقول: إن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هو ملتزم عملياً يكل الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل سنة 1993، بما في ذلك الاعتراف الصريح بحق دولة إسرائيل في الوجود، والاعتراف الضمني بسيادتها على كل الأراضي الفلسطينية المغتصبة سنة 1948!
ثانياً: إن الاعتراف بإسرائيل سيلزم منظمة التحرير الفلسطينية ـ عاجلاً أم آجلاً ـ سيلزمها على تقديم الاعتذار التاريخي لقادة العصابات الصهيونية، والتأسف لهم عن الإرهاب الفلسطيني الذي مارسه ضدهم في ذلك الوقت كل من الشهيد عبد القادر الحسيني والشهيد عبد الرحيم محمود والشهيد عز الدين القسام!
ثالثاً: الاعتراف بإسرائيل سيلزم الشعب الفلسطيني لاحقاً بدفع تعويضات مالية لأهالي القتلى اليهود؛ الذين تضرروا من الإرهاب الفلسطيني الذي شارك فيه ألاف الشهداء، وعلى رأسهم كل من القادة خليل الوزير وصلاح خلف وأبو علي إياد وكمال ناصر.
رابعاً: إن الذي يهتف ليل نهار، ويقول: لا لإسرائيل، ويدعو إلى التمسك بالثوابت الوطنية، عليه أن يحتقر سياسياً كل من اعترف بإسرائيل، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية، التي لم تعد تمثل طموح أصغر لاجئ فلسطيني، ولم ترق لمشاعر فلسطينية وارت جثمان ابنها، ولم ترتق لوجع ألاف الأسرى، ولن تطبب أنّات الجرحى.
خامساً: إن الذي يقول: نعم لمنظمة التحرير الفلسطينية الراهنة، فإنه يقول علانية وبصراحة وبلا تردد: نعم لإسرائيل. ويردد خلف محمود عباس، ما قاله لحاخامات اليهود: إن دولة إسرائيل ما وجدت إلا لتبقى، وإنهم أصحاب الحق التاريخي في أرض آبائهم اليهود!.
سادساً: إن الذي يتعبد في محراب منظمة التحرير الفلسطينية لا يخالف رأي رئيسها محمود عباس؛ الذي قال لرئيسة حزب ميرتس "زهافا جالئون": إن المفاعل النووي الإيراني ليشكل خطراً على الفلسطينيين أنفسهم مثلما يشكل خطراً على الإسرائيليين!.
إن منظمة التحرير التي لا ترى بمئات القنابل النووية الإسرائيلية خطراً يهدد المنطقة، وإن منظمة التحرير التي تعترف بحق اليهود في اغتصاب فلسطين، وإن منظمة التحرير التي تتعاون أمنياً مع المخابرات الإسرائيلية، إن مثل هكذا منظمة تحرير لا تمثل إلا قلة قليلة من العارفين القابضين، أو المصفقين الراجفين، أو بعض الفلسطينيين البسطاء التائهين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية