د. ديمة طارق طهبوب
احتفل كثير من المراقبين و السياسيين بإنجاز الديمقراطية الفرنسية في انتخابات الرئاسة التي أسقطت رئيسا بعد دورة و جاءت بمنافسه عبر صناديق الاقتراع، و هللوا لهذه السلاسة و النزاهة و الشفافية في انتقال و تداول السلطة و ندبوا الوضع العربي الذي تتساوى جمهورياته و ملكياته مع الحكم الفرعوني الذي لا يزول الا بموت الحاكم و حتى عندها لا يزول بل ينتقل في صلبه و عائلته كابرا عن كابر، بل من المسوغ و المقبول أن يزول الشعب و لا يزول الرئيس حتى أصبح شعار"بالروح بالدم نفديك يا رئيس" يطبق قصرا و بطشا على الشعوب التي سالت دماءها حتى يبقى الرئيس في كرسيه
يجهل المعلقون أن ما رأيناه في فرنسا ليس الا الحلقات الختامية في مسيرة الديمقراطية التي ابتدأت بالثورة الفرنسية التي ما زال العالم يستلهم مبادئها و نظريات مفكريها كروسو و فولتير و روبسبير و كانت ممهورة بالتضحية و الدماء و الحرمان حتى أن 16 ألف مواطن فرنسي ماتوا بعد الثورة التي تؤرخ رسميا بسقوط سجن الباستيل هذا غير الالوف المؤلفة التي ماتت قبلها و خلالها من أجل تحقيق شعارهم:" الحرية و الإخاء و المساواة" بل إن المراحل الحاسمة في الثورة تكللت بالإطاحة برأس الحكم الذي لم يأخذ الشعب به رأفة و لا رحمة بل أصروا على قتله بالمقصلة هو زوجته انطوانيت التي أرادت أن يأكل الشعب بسكويتا و هو لا يجد رغيف الخبز، و تبعها مراحل وضع الدستور و تشكيل المجلس الوطني الذي أقر الجمهورية في فرنسا
كان يمكن للملكية و الأنظمة الامبراطورية ان تستمر في جميع أنحاء أوروبا و فرنسا خصوصا لولا صمود الشعب الفرنسي و تضحياته الجبارة و اتحاد طبقاته العاملة و الوسطى و بعض أعضاء البرجوازية و النبلاء من أجل الإصلاح، لقد فهموا الدرس التاريخي الذي قرأوه في سيرة الأمم و الشعوب السابقة جيدا بأن السلطة لا تأخذك على محمل الجد حتى يسيل دمك، و أن تحرير الشعوب من حرصها على حياتها و رزقها و تبنيها للقيم الإنسانية سيحررها من الخوف من الاستبداد، فالحرية قيمة عليا و العدالة قيمة أعلى و لن تتحققا بالحديث المنطقي فقط في آذان صماء أو الحوار مع خشب مسندة تقول لشعوبها ما أريكم الا ما أرى و ما أهديكم الا سبيل الرشاد!
لقد عايشت فرنسا تطرفا سياسيا في مرحلة اليعاقبة Jacobins و عاشت مرحلة الثور المضادة و الانقلاب على الثورة من قبل نابليون و تأسيس الامبراطورية ثم مزيدا من التضحيات و الدماء حتى استقرت الأمور و عادت فرنسا الى النظام الجمهوري الديمقراطي الذي يراه العالم الآن يخلع رئيسا و ينصب آخر بقرار المواطنين الذين ضحى أجدادهم حتى استقرت الأمور لأحفادهم على ما يحبون و يحسدهم عليه العالم الثالث
من قرأ التاريخ الإنساني يرى أن التغييرات السياسية السلمية نادرة الحدوث فالسلطة أثيرة للنفس كغلاء الروح و من رضع من قوتها لا يخليها طواعية حتى يضمه القبر، و يستثنى من ذلك أصحاب الدين و الضمير الحق و من لجم الشعب نوازعهم بالقانون، و إذا كانت السلطة لا تتعلم من دروس التاريخ و عواقب المستبدين، فالأولى بالشعوب أن تتعلم أن التغيير سنة و طريق سار عليها من قبلنا فحققوا النتائج فمن أراد الوصول ما عليه الا أن يتبع الدرب و الناظر في ثورات العرب يجد أن التضحية في منحى تصاعدي ولكن الاستبداد أيضا تصاعد و تزايد فينا سنوات و صبرنا عليه سنوات و التحدي الآن أن نصبر على تغييره
لا لم يتم التغيير في فرنسا في بساطة و لن يتم ببساطة في غيرها فليس في إدراك المجد أي بساطة، و من أراد الشهد أو الحرية فلا بد له من إبر النحل، هكذا كانت السنن و هكذا ستستمر "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله الا إن نصر الله قريب"
سلعة الحرية و الإصلاح غالية لا يقدر على ثمنها الا قليلون يرون الحياة بدونها لا تساوي شيئا فماء الحياة بذلة حنظل و العيش بذل كالعيش في جهنم
احتفل كثير من المراقبين و السياسيين بإنجاز الديمقراطية الفرنسية في انتخابات الرئاسة التي أسقطت رئيسا بعد دورة و جاءت بمنافسه عبر صناديق الاقتراع، و هللوا لهذه السلاسة و النزاهة و الشفافية في انتقال و تداول السلطة و ندبوا الوضع العربي الذي تتساوى جمهورياته و ملكياته مع الحكم الفرعوني الذي لا يزول الا بموت الحاكم و حتى عندها لا يزول بل ينتقل في صلبه و عائلته كابرا عن كابر، بل من المسوغ و المقبول أن يزول الشعب و لا يزول الرئيس حتى أصبح شعار"بالروح بالدم نفديك يا رئيس" يطبق قصرا و بطشا على الشعوب التي سالت دماءها حتى يبقى الرئيس في كرسيه
يجهل المعلقون أن ما رأيناه في فرنسا ليس الا الحلقات الختامية في مسيرة الديمقراطية التي ابتدأت بالثورة الفرنسية التي ما زال العالم يستلهم مبادئها و نظريات مفكريها كروسو و فولتير و روبسبير و كانت ممهورة بالتضحية و الدماء و الحرمان حتى أن 16 ألف مواطن فرنسي ماتوا بعد الثورة التي تؤرخ رسميا بسقوط سجن الباستيل هذا غير الالوف المؤلفة التي ماتت قبلها و خلالها من أجل تحقيق شعارهم:" الحرية و الإخاء و المساواة" بل إن المراحل الحاسمة في الثورة تكللت بالإطاحة برأس الحكم الذي لم يأخذ الشعب به رأفة و لا رحمة بل أصروا على قتله بالمقصلة هو زوجته انطوانيت التي أرادت أن يأكل الشعب بسكويتا و هو لا يجد رغيف الخبز، و تبعها مراحل وضع الدستور و تشكيل المجلس الوطني الذي أقر الجمهورية في فرنسا
كان يمكن للملكية و الأنظمة الامبراطورية ان تستمر في جميع أنحاء أوروبا و فرنسا خصوصا لولا صمود الشعب الفرنسي و تضحياته الجبارة و اتحاد طبقاته العاملة و الوسطى و بعض أعضاء البرجوازية و النبلاء من أجل الإصلاح، لقد فهموا الدرس التاريخي الذي قرأوه في سيرة الأمم و الشعوب السابقة جيدا بأن السلطة لا تأخذك على محمل الجد حتى يسيل دمك، و أن تحرير الشعوب من حرصها على حياتها و رزقها و تبنيها للقيم الإنسانية سيحررها من الخوف من الاستبداد، فالحرية قيمة عليا و العدالة قيمة أعلى و لن تتحققا بالحديث المنطقي فقط في آذان صماء أو الحوار مع خشب مسندة تقول لشعوبها ما أريكم الا ما أرى و ما أهديكم الا سبيل الرشاد!
لقد عايشت فرنسا تطرفا سياسيا في مرحلة اليعاقبة Jacobins و عاشت مرحلة الثور المضادة و الانقلاب على الثورة من قبل نابليون و تأسيس الامبراطورية ثم مزيدا من التضحيات و الدماء حتى استقرت الأمور و عادت فرنسا الى النظام الجمهوري الديمقراطي الذي يراه العالم الآن يخلع رئيسا و ينصب آخر بقرار المواطنين الذين ضحى أجدادهم حتى استقرت الأمور لأحفادهم على ما يحبون و يحسدهم عليه العالم الثالث
من قرأ التاريخ الإنساني يرى أن التغييرات السياسية السلمية نادرة الحدوث فالسلطة أثيرة للنفس كغلاء الروح و من رضع من قوتها لا يخليها طواعية حتى يضمه القبر، و يستثنى من ذلك أصحاب الدين و الضمير الحق و من لجم الشعب نوازعهم بالقانون، و إذا كانت السلطة لا تتعلم من دروس التاريخ و عواقب المستبدين، فالأولى بالشعوب أن تتعلم أن التغيير سنة و طريق سار عليها من قبلنا فحققوا النتائج فمن أراد الوصول ما عليه الا أن يتبع الدرب و الناظر في ثورات العرب يجد أن التضحية في منحى تصاعدي ولكن الاستبداد أيضا تصاعد و تزايد فينا سنوات و صبرنا عليه سنوات و التحدي الآن أن نصبر على تغييره
لا لم يتم التغيير في فرنسا في بساطة و لن يتم ببساطة في غيرها فليس في إدراك المجد أي بساطة، و من أراد الشهد أو الحرية فلا بد له من إبر النحل، هكذا كانت السنن و هكذا ستستمر "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله الا إن نصر الله قريب"
سلعة الحرية و الإصلاح غالية لا يقدر على ثمنها الا قليلون يرون الحياة بدونها لا تساوي شيئا فماء الحياة بذلة حنظل و العيش بذل كالعيش في جهنم
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية