لبيك يا أقصى ... بقلم : د. أحمد الأشقر

الثلاثاء 27 سبتمبر 2011

لبيك يا أقصى ... بقلم : د. أحمد الأشقر
بمناسبة الذكرى الحادية عشر للإنتفاضة الفلسطينية الثانية
( إنتفاضة الأقصى المبارك )

أنا الأقصى المبارك الذي بارك الله من حولي, أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين, اشتقت إلى ابن الخطاب أبى حفص عمر, تشرفني ربي أن جاء بنفسه ليتسلم مفاتيح المدينة المقدسة التي فتحها المسلمون رغم أن فتوحات المسلمين كانت الأكثر والأوسع زمن عمر, فلم يفتتح أي مدينة إلا أنا ولم يأت إلاَّ إلىَّ وتشرف بي كما أنا به.

دنس قدسيتي الصليبيون, فصرخت في كل حي وفي كل واد, طلبت الخلاص والنصر, فلَبَّي الناصر صلاح الدين دعوتي وحرر مدينتي وأعاد صولتي وجولتي وقدسيتي.

أنا الأقصى الحزين, مغلوب على أمري عشرات السنين, مقهور أبكى صوتي مسكين, أيا أيها المؤمنين المجاهدين, المسلمين المرابطين, الصابرين المصابرين, أناديكم ... أصرخ في حواريكم, أتوسل في ضواحيكم, أن أجيبوني واسمعوني ولبوا ندائي ... لقد اشتقت إلى عمر وصلاح الدين, انتظر خُفَ نِعال مرابطين مُغَبَّرة تفتح الأسوار وتُطَهِّرنى من دنس الفجار وظلم الكافرين.

يا أيها المسلمين ... إن الصهاينة قد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد, غرهم نوم العباد, واستكبروا علىَّ فهم الحاكم والجلاد, وأنا الضحية فمالي من ملاذ.

أيها المسلمين ... لقد حفروا من تحتي, و دنسوا أرضي, و هتكوا عرضي, و هودوا اسمي, وبدلوا رسمي, وغيَّروا جسمي, أين أنتم!؟ لقد تأخرتم وعن حب الدنيا وكراهية الموت ما تزحزحتم! أحكمت فيكم الإماء!؟ هل تجمدت في عروقكم الدماء!؟ مات فيكم الحياء!؟ صرتم عني كالغرباء! أم أنكم في عداد الأموات لا الأحياء!؟

أحبتي ... ألا ترون دمعتي!؟ لقد غابت بسمتي, وماتت ضحكتي, وانطفأت شمعتي, وطالت وحدتي, وكشفوا عن عورتي, ونجسوا ديرتي, ومنعوا زيارتي, فأعيدوا إلىَّ عافيتي وقوتي.

استحلفكم بالله ألاَّ تتركوني فينالكم من الله عذاب عظيم. أين أنت يا أمتي!؟ أكثر من مليار ونصف كلهم إخوتي, وبني عداوتي لا يزيدون عن عشرين مليوناً, فهل فهمتم حجتي؟ وهل أدركتم دعوتي؟ أفلا تفرون لحريتي!؟

أمتي ... لن أسامح الضعف فيكم, ولن أرحم متخاذليكم, وسأغضب من مفرِّطيكم, ولن أقبل إلا مجاهديكم ومناصريكم.

أمتي, لقد ناجيت قبلتي وخاطبت المسجد الحرام والنبوي في ظلمتي, فأعادوا إليَّ شيئاً من ضحكتي, وردوا فيَّ من قوتي, وأخبروني بأن ثورتي قد فازت وانتصرت, وقالوا: استبشري مدينتي, جحافل الحق قد أعدت العدة بعد أن حاربت الردة, وهتفت الموت ولا المذلة, فهزمت المنافقين والمجرمين, المتصهينين والمتأمركين, فانكفأ الطغاة هاربين.

أنا الأقصى الحزين أخاطب الثوار والأحرار في كل الميادين, ارفعوا صوري وعلم فلسطين, وزلزلوا عروش الصليبيين, واهتفوا مزمجرين لترهبوا الصهاينة المحتلين " لبيك يا أقصى ", تقدموا غير خائفين ولا مترددين, سيلاً جارفاً صوب فلسطين, وأعيدوا أمجاد حطين وأفراح أجنادين ونصر غزة وصمود جنين.

تقدموا غير آبهين أوَّابين توَّابين نحوى, واكسروا الحواجز واقهروا الأسوار, بالزيت أسرجوني لتعيدوا الأنوار, ليقترب ربيع انتفاضة ثالثة فتزهر بين جنباتي الأزهار.

أيها المسلمين آخر ندائي ألاَّ تترددوا, فلن تخسروا, فلنا الفردوس والجنة ولهم جهنم والنار .

أقصانا ... بشراك يا أقصى, إنَّا نشتاق لأن نذوب في حضنك, نسهر على راحتك, فنحن بالدم والروح نفديك, ولن ينال المجرمون منك شيئاً فيك.

سنأتيك فاتحين نهلل مكبرين نهتف موحدين الله أكبر ولله الحمد, وسنرفع راية التوحيد فوق مآذنك وسنكتب عزاً لك ولفلسطين وللإسلام والمسلمين أجمعين, إلى يوم الدين.

د/ أحمد الأشقر
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية
غزة – فلسطين
28.09.2011
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية