لماذا تخشى(إسرائيل) وصول أسطول الحرية (2) إلى غزة؟...بقلم : جمال أبو ريدة

الأحد 03 يوليو 2011

لماذا تخشى(إسرائيل) وصول أسطول الحرية (2) إلى غزة؟


جمال أبو ريدة


تعالت في الأيام الأخيرة عشية انطلاق أسطول الحرية (2) من القارة الأوروبية إلى غزة لكسر الحصار المفروض عليها(...)، الأصوات داخل الحكومة (الإسرائيلية) لمنع الأسطول من الوصول إلى ميناء غزة بأي ثمن ووسيلة، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية(...)، حيث أقر المجلس الوزاري (الإسرائيلي) المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، مطلع الأسبوع، الحالي الخطة العسكرية للسيطرة على الأسطول قبل الوصول إلى غزة، الأمر الذي من شأنه تكرار المجزرة التي قامت بها البحرية (الإسرائيلية) في 31/5/2010م، حينما تصدت لأسطول الحرية (1) في أعالي البحار، في عمل أقل ما يمكن وصفه به بأنه عملية قرصنة دولية بامتياز من قبل دولة عضو بالأمم المتحدة(...)، وتسببت هذه العملية حينها في مقتل 9 متضامنين أتراك بدم بارد، بالإضافة إلى إصابة العشرات من المتضامنين بإصابات مختلفة، وذلك أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع.

ويبدو بأن حكومة (نتنياهو) قد باتت اليوم مقتنعة أكثر من أي وقت مضى، بأنها قد استنفدت كل ما من شأنه لمنع الأسطول من الوصول إلى غزة ولكن دون جدوى، وكان آخر ذلك محاولتها تخريب إحدى سفن الأسطول الراسية في أحد الموانئ اليونانية، بالإضافة إلى التحريض ضد المتضامنين الدوليين، واتهامها لهم بدعم حركة "حماس" المدرجة -حسب زعمها- على قائمة المنظمات الإرهابية، -وفي حدود علمي- السبب الرئيس في فشل كل الإجراءات (الإسرائيلية) لمنع الأسطول من الوصول إلى غزة، هو تصميم المتضامنين هذه المرة على استكمال المشوار الذي بدأه متضامنو أسطول الحرية (1) قبل عام، والذي هدف إلى فك الحصار (الإسرائيلي) الظالم المفروض على ما يقارب مليوني فلسطيني منذ منتصف العام 2006م بدون أي وجه حق، ولهذا بدت الدبلوماسية (الإسرائيلية) في عجلة من أمرها من خلال التحرك على الصعيد الدولي، عبر "اختلاق" الكثير من الأكاذيب والإشاعات التي تفيد أن هناك بعض "الإرهابيين" بين المتضامنين الدوليين الذين يحاولون المس بسلامة وأمن جنودها، وذلك في إطار تهيئة المجتمع الدولي لمجزرة جديدة قد تكون أفظع من المجزرة الأولى، ولعل ما شجع (إسرائيل) على التلويح مرة أخرى باستخدام القوة العسكرية لمنع الأسطول من الوصول إلى غزة، هو ما يلي:

1- إفلاتها من العقاب على جريمتها في المرة الأولى بحق أسطول الحرية (1)، رغم صدور العديد من قرارات الإدانة الدولية للمجزرة، وتشكيل العديد من لجان التحقيق لملاحقة المسؤولين عن الجريمة.

2- الدعم الأمريكي غير المحدود للموقف (الإسرائيلي)، وكان آخر ذلك تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون"، التي عدَّت أن مهمة الأسطول عمل استفزازي لـ(إسرائيل).

3- التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) حول عدم الحاجة لإبحار أسطول الحرية إلى غزة.

بالإضافة إلى أسباب أخرى لا تقل أهمية عن الأسباب المذكورة، ويبقى السؤال المهم الذي يطرحه المراقبون لرحلة أسطول الحرية إلى غزة، هو: لماذا تصر (إسرائيل) على منع الأسطول من الوصول إلى ميناء غزة بأي ثمن، وهي التي اضطرت للهروب من غزة منتصف العام 2005م دون قيد أو شرط؟.

أعتقد أن هناك جملة من الأسباب التي تقف وراء القرار (الإسرائيلي)، وهي:

1- التأكيد على أن قطاع غزة مازال تحت الاحتلال (الإسرائيلي)، رغم الانسحاب (الإسرائيلي) الكامل منه.

2- قطع الطريق على المزيد من وفود التضامن الدولية، وتحديدًا الأوروبية من الوصول إلى غزة للوقوف على عظم جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وذلك بفعل الحصار والعدوان (الإسرائيلي) معًا.

3- التأكيد على أن الحصار سيبقى قائمًا ما دامت حركة " حماس" في الحكم، وترفض الاعتراف بشروط الرباعية الدولية.

وعليه فإنه من المتوقع في الأيام القلية القادمة، موعد اقتراب وصول الأسطول إلى غزة ازدياد لغة التهديد والوعيد (الإسرائيلية)، وكذلك تلفيق الاتهامات بحق المتضامنين الدوليين لتبرير العدوان عليهم، وكان آخر ما زعمته (إسرائيل) في هذا الجانب هو أن المتضامنين سيحاولون الدخول في مواجهات عنيفة مع جيشها، مستخدمين مواد كيماوية وأحماض الكبريت(...) بالإضافة إلى مزاعم أخرى جاءت من نسج الخيال (الإسرائيلي) المريض.

وقد أحسنت منظمة الإغاثة الإنسانية التركية (ihh) صنعًا حينما اعتذرت هذه المرة عن عدم المشاركة في الأسطول؛ وذلك لنزع الذرائع (الإسرائيلية) من اقتراف مجزرة جديدة بدم بارد قد تكون أسوأ من المجزرة الأولى، وللتأكيد على أن الحصار (الإسرائيلي) هو موضع انتقاد واستهجان المجتمع الدولي، وتحديدًا الغربي الذي يعود الفضل إليه في إقامة دولة(إسرائيل)، ومدها بأسباب القوة المادية والمعنوية، بالإضافة إلى الدفاع عن مواقفها فوق المنابر الدولية.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية