لماذا يخجلون من غزة؟ ... بقلم : حسن كمال

الأربعاء 13 يوليو 2011

لماذا يخجلون من غزة؟


حسن كمال



صمود غزة في هذا القرن كان معجزة العرب التي يجب أن يفتخروا بها، غزة الشجاعة التي واجهت الحصار والحروب والمؤامرات بشجاعة وصلابة، فلم يرق لها جفن ولم تغمض لها عين، فصمدت وصبرت وثبتت في زمن ندرت فيه كل آية من آيات الكرامة، غزة التي تركها العرب وحيدة شريدة في مواجهة آلة القتل الصهيونية تركوها للذئاب وللوحوش، وفرضوا عليها الحصار أو شاركوا فيه، وتآمروا عليها وعلى مشروعها، حتى أن إعلان قرار حرب 2008 جاء من مصر وبجوار المخلوع حسني مبارك.

رغم المفارقة الكبيرة بين غزة وسكانها وما يمثلونه من كرامة وبطولة وبين الدول العربية وأنظمتها وما يمثلونه من تبعية ومذلة، تجد بعض المتفلسفة من أنصاف الساسة والمتثيقفين الجدد ورجالات أمريكا في المنطقة يتحدثون عن غزة وعن عدم تكرار تجربتها في الدول التي شهدت ثورات أطاحت بأنظمتها أو تلك التي تشهد انتخابات مقبلة وكأن غزة أصبحت عاراً وشناراً ونذير شؤم يحذر منه هؤلاء ليطمئنوا به بعض الجهلة أو ليرسلوا رسائل معينة للعالم الغربي وعلى رأسه أمريكا هناك وإسرائيل هنا.

لماذا يخجلون من غزة؟

لماذا يخافون من تكرار تجربة غزة؟ ولماذا يخجلون من ذكرها على ألسنتهم؟ أيخجلون من صمودها؟ أم يخجلون من ثباتها؟ أم يخجلون من إعلانها المواجهة ضد إسرائيل وحلفائها؟ أم يخجلون لأنها رفضت أن تطأطئ الهامة لإسرائيل؟ أم يخجلون ويخافون من حصارها وندرة معيشتها؟

فإن كانوا يخافون من الحصار فهل العيب كان بسبب غزة وأهلها أم بسبب من فرض هذا الحصار؟ ألم يفرض الحصار على غزة بسبب خيار أهلها الإنتخابي واحتضانهم لمشروع المقاومة في فلسطين؟ لماذا لا تتحدثون عن من فرض هذا الحصار وتحملونه المسؤولية الكاملة عن المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع؟ ولماذا تتناسون بأن أنظمتكم القمعية كان سبباً في هذا الحصار سواء في صمتها عما يحصل في القطاع أو بسبب مشاركتها فعلياً في هذا الحصار؟ أليس كل مشروع يحمل في طياته بذور المواجهة والممانعة سيتعرض لما تعرضت له غزة؟

فماذا دهى هؤلاء..!

من يخجل من غزة؟

هناك بعض الأصوات التي تردد هذه الجملة كثيراً، فبعضها يقصد بوصول الإسلاميين للحكم، وبعضهم يقصد بالمشروع الذي تحمله غزة وما سببه لها من حروب وتضييق، وبعضها يقصد بما حل بغزة من حصار خانق ضيق على السكان ومنع من تقدم عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ورغم أننا قلنا ونقول دائماً بأن المشكلة ليست في غزة بقدر ما هي مشكلة بالامبريالية العالمية التي تريد فرض هيمنتها وتسعى لحفظ أمن إسرائيل من أي مشروع مقاوم يهدد وجودها ولذلك فرضت الحصار الظالم والجائر بعد فوز حماس في الانتخابات، إلا أننا قد نتلمس الأعذار لبعض من يخالفونا في الرأي ويخالفونا في بعض الاجتهادات الفكرية والسياسية، ولكنهم لا يختلفون معنا حول المقاومة وحول الأسباب التي أدت لحصار غزة، هؤلاء نتلمس الأعذار لهم ولكننا نقول لهم لا تطعنونا من الخلف فستطعنون من ألف خلف، فما يحصل في غزة هو نتاج طبيعي لمشروع مقاوم وممانع يرفض التبعية ويرفض التنازل عن الثوابت.
ماذا يعني الخجل من غزة؟

أكثر ما يخيفني في هذه الدعوات والأصوات ليس الحديث عن الحصار، بقدر ما هو إثبات ولاء هؤلاء للمشاريع الأمريكية في المنطقة، وتأكيدهم على السير في فلكها، بل وزيادة التأكيد على عدم مواجهة إسرائيل ودعم صمود الشعب الفلسطيني، وهذا يعني بان الثورات العربية قد يضيع جهدها هباءً منثورا وخصوصاً فيما يتعلق بالسياسات الخارجية للدول التي أسقطت أنظمتها، ولكن عزاءنا بأن هذه الأصوات قليلة ولا أهمية لها، لأن الجميع الآن يخطب ود غزة ويتحدث عن ضرورة فك حصارها إما اقتناعاً منه أو لزيادة شعبيته، وهذا يعني ماذا تعني غزة في الوجدان العربي والإسلامي.

تحية لغزة ولا عزاء للجبناء.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية