لم تقولون ما لا تفعلون ... بقلم : د. يوسف رزقة

الخميس 27 نوفمبر 2014

لم تقولون ما لا تفعلون

د. يوسف رزقة

ثمة تنافس بين الرئيس عباس و محمد دحلان على ورقة النظام المصري. التنافس هنا تغذيه دول ومصالح وضغائن. كلاهما نسي الشعب المصري، والشعب الفلسطيني، وتعلقا بورقة الحاكم، وهذا حقهم، ولكن ثمة ثلاث ملاحظات أو أربع في هذه المسألة:

الأولى : أن الحب من طرف واحد.

والثانية : أن كلاهما يتكلم باسم الشعب الفلسطيني.

والثالثة: أن كلاهما يتدخل في الشأن المصري ويشتم ويخوّن تيارات عريضة منه، قد تكون غدا في الحكم.

والرابعة : أن كلاهما اتهم وما زال يتهم حماس بالتدخل في شئون مصر، ويبرر إغلاق معبر فح وهجوم مصر على غزة بتدخل حماس.

كلاهما ومؤيدوها هاجموا حماس، وأعطوها دروسا في السياسة، ونسوا أنفسهم، وتجربتهم في الكويت والعراق؟!

وحتى لا أطيل فسأترك الحكم للقارئ بعد أن أعرض عليه فقرات من نص تصريح رئاسة السلطة الفلسطينية، الصادر أمس الخميس ، تعقيبا على دعوة تيارات مصرية للتظاهر يوم الجمعة ٢٨/١١/٢٠١٤م.

وأنبه القارئ أن الأقواس وعلامات الاستفهام هي مني

قال التصريح: تتابع الرئاسة باستياء بالغ ( الدعوات الهدامة والظالمة؟!)،التي دعت إليها جماعات ( مشبوهة؟!) للتظاهر رافعين المصاحف يوم ٢٨/١١/٢٠١٤م في مصر. ( إن الشعب الفلسطيني) والقيادة تعرب عن ( شديد رفضها واستنكارها؟!) لكل هذه الحملات التي تستهدف ( الوطن والدين؟!)، وهي مخططات تخدم ( أجندات خارجية ؟!)،
... إننا واقفون بأن ( الشعب المصري ؟!) قادر على إسقاط هذه الدعوات ( الخبيثة ؟!)، والتي تأتي في إطار (عمالة ؟!) تلك الجماعات لمن يمولها ... من أجل ( تفتيت المنطقة وإشغالها؟!) بقضايا جانبية على حساب قضاياها الأساسية وفي مقدمتها ( قضية فلسطين ومقدساتها؟!).

إن شعب أرض الكنانة العظيم ... قادر على مواجهة هذه ( الفئة الضالة ؟!) التي ( تتاجر بالدين ؟!) ، وتستخدمه ( لخداع شعوب أمتنا ؟!)، وهو لن ينجر لمثل هذه الدعوات ( الباطلة ؟!)، لأنها دعوة ( للفوضى؟!) و ( القتل؟!)، و ( لإراقة الدماء ؟!)، و ( تدنيس كتاب الله ؟!). حمى الله مصر ... إلى آخره. انتهى الاقتباس.

لست أدري هل هذا تدخل في شأن مصر الداخلي أم لا ؟!

ولست أدري من كتب هذا التصريح؟! فالفلسطيني الذي يحب فلسطين لا يكتب هذه الشتائم؟!

ولست أدري ماذا ستربح فلسطين من هذه السياسية ، وهذا التصريح، وهل نحن مضطرون له ؟!

ولست أدري من متى يشتم شعبنا الفلسطيني تيارات وجماعات من شعب آخر ويتهمها بالعمالة والخيانة، ويصفها بالفئة الضالة، والباطلة ، والقاتلة، والمتاجرة بالدين؟!

ولست أدري من متى تهتم رئاسة السلطة بالدين، و تدنيس الكتاب، ومن ثمة فهي جاهزة التقديم البديل الطاهر بلا متاجرة ولا تدنيس؟!

ولست أدري كيف كيف ستفتت مظاهرة المنطقة؟! وكيف ستشغل مظاهر مصر والعرب عن قضية فلسطين والأقصى، ونحن في غزة نستجدي مصر والعرب لفتح معبر رفح فقط ؟!

هذه الأسئلة تفرض نفسها على كل مواطن حرّ يحب فلسطين وأهلها، ويحترم شعبها حين يصرح أو يتحدث باسمه، فالشعب ليس قطيعا من الغنم، الشعب الفلسطيني له قيم وأخلاق كريمة موروثة. ولا أودّ أن يفهم أحد منها أني أتدخل بطريق معاكس، فهذا ليس هدف المقال، وإنما هدفه أن أقول لمن ادعوا الفهم والحكمة وصدعونا بنصاحهم الكاذبة لم تقولون ما لا تفعلون ، كبر عند الله مقتا أن تقولوا ما لا تفعلون؟!).


جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية