ماذا لو تشكلت الحكومة الانتقالية ولم تتم المصالحة ؟
عصام شاور
من غير الوارد أن تتراجع حركة المقاومة الإسلامية حماس عما تم توقيعه في الدوحة، فالحركة ملتزمة بما وقعه رئيس مكتبها السياسي السيد خالد مشعل، والغالبية في حماس تؤيد حكومة انتقالية برئاسة السيد محمود عباس حسب ما أكدته تصريحات قيادات الحركة في الداخل والخارج من اجل إنهاء خمس سنوات من الانقسام.
الانشقاق داخل الحركة بسبب تباين الآراء هو مجرد أمانٍ يود البعض تحققها أو مخاوف تنتاب الحريصين على وحدة الصف الفلسطيني وتماسكه، وهناك من لا يفرِّق بين المعارضة والتحفظ أو حتى التوضيح، فكتلة حماس في المجلس التشريعي_على سبيل المثال_ لم تعارض الاتفاق، ومع ذلك أظهرت عدم قانونية الجمع بين منصبي الرئيس ورئيس الوزراء.
لا شك أن ترؤس السيد محمود عباس للحكومة الانتقالية لا يتوافق مع الشروط المتفق عليها في القاهرة، ولكن لا بأس بخرق محدود لإحداث اختراق في الجمود الذي يهيمن على المصالحة الداخلية، ولكن هذا لا يمنع من وجود مخاوف لدى أنصار حماس تحديدا من خروقات أخرى كأن تسند بعض الحقائب الوزارية للسيد الرئيس نفسه أو لشخصيات فتحاوية أو لشخصيات لا ترضى عنها حماس مثل الدكتور سلام فياض، وإن استطاعت حماس تجاوز قضية منصب رئيس الوزراء فإنني لا أعتقد أنها ستقبل بأي تنازل آخر من نفس النوع حفاظا على وجودها ووحدة صفها.
هناك أيضا من يضع تساؤلاً للجميع وخاصة لقيادة حماس: ماذا لو أن الحكومة الانتقالية تشكلت برئاسة السيد محمود عباس بعد حل الحكومتين الحاليتين في غزة والضفة، ولم تجر أية انتخابات واستمرت الحكومة الانتقالية لمدة طويلة لا يعلمها إلا الله، فهل ستعود حكومة غزة السابقة ؟علما بأن حكومة السيد إسماعيل هنية الحالية مكلفة من الرئيس وحاصلة على ثقة المجلس التشريعي وإن تمت إقالتها، فإنه لم يخلُفها أية حكومة حاصلة على ثقة المجلس، ولكن لو تم حل حكومة السيد هنية وتشكلت حكومة انتقالية مستندة إلى شرعية التوافق ولم تتم المصالحة، فلن يكون بمقدور حماس تشكيل حكومة دون تكليف رئاسي، وهذه التساؤلات لا تثار لعدم الثقة بنوايا الأطراف الفلسطينية ولكن لعدم الثقة بالظروف المحيطة، ولأننا نخشى من إطالة أمد الانقسام.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية