ماذا لو سيطرت داعش على سيناء؟ ... بقلم : إبراهيم المدهون

الإثنين 09 فبراير 2015

ماذا لو سيطرت داعش على سيناء؟





إبراهيم المدهون

قد يكون العنوان صادما وفيه رهبة خصوصاً لأهالي وسكان غزة. فاسم داعش وحده يقلق الجميع ويثير الرعب والخوف خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة، وتفننها بعمليات القتل لأتفه الأسباب واستخدامها طرق تعذيب لا تخطر على بال بشر، ولفهمها الغريب للدين الإسلامي واعتمادها على توجهات قاسية وجبرية في تطبيق التفاصيل الصغيرة والتحكم بسلوكيات الناس واختياراتهم وتجاهل اختلاف توجهاتهم ومشاربهم.

إلا أن سيطرة داعش على سيناء إحدى أهم السيناريوهات المحتملة، خصوصاً مع تطور الأحداث الميدانية الأخيرة فقد كتبت الصحف الغربية أن الهجمات الأخيرة في سيناء حطمت معنويات الجيش المصري، وأضعفت وأربكت من قبضة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وسمت ما يجري بالحرب العظمى في سيناء، وأوضحت أن الكفة تميل لخسران الجيش أمام قوات الولاية التابعة لداعش والمرتبطة بالأمير الغامض أبو بكر البغدادي، واعتبرت أن سلسلة الهجمات المميتة والمتزامنة في 29 يناير حطمت ثقة الجيش المصري بنفسه، ودفعته أكثر إلى دورة حربٍ لا يمكن الفوز بها إلا بالحصافة السياسية وليس بالبنادق الأكبر حجماً.

مشكلة عقلية النظام المصري بما يحمل من استراتيجية وسلوك قائم على أن من لا يأتي بالقوة والعنف والقتل يأتي بمزيد من القوة والعنف ونشر الدمار، ولهذا يومياً تتسع الفجوة بين سكان سيناء والجيش المصري، ولا أحد ينكر زيادة تنامي الشعور بالظلم في شبه الجزيرة، مما أضعف روحهم المصرية وباعد بينهم وبين الانتماء للقاهرة، وحوَّل أهالي سيناء لبيئة حاضنة ترعى مجموعات الولاية وتوفر لها الحماية والدعم والمساندة.

وفي الأيام الأخيرة انتقلت شبه جزيرة سيناء من هوامش الجسم السياسي المصري إلى قلب المركز بلا منازع، فيما يضعف عبد الفتاح السيسي كثيراً نتيجة صعود التمرد المسلح الذي يبدو أنه يزداد قوةً مع مرور الوقت، ولهذا كانت الأوامر الواضحة للإعلام المصري تنص على تجاهل الأحداث عبر وسائل الإعلام ومحاولة إخفاء التطورات وحقائق الهجمات، وهذا يحمل إشاراتين خطيرتين، الأولى هي مدى المأزق الذي يعاني منه الجيش في الصحراء الممتدة، والأمر الآخر هو احتمالية تقهقر العسكر المصري أمام القوى العسكرية المتنامية.

لهذا أنصح بدراسةٍ أعمق لسيناريو سيطرة ولاية سيناء على حدود غزة وإحكامها للحصار، وكيفية التعامل معه، خصوصاً أن الاحتلال الإسرائيلي لن يقلق كثيراً من سيطرة مجموعات ضعيفة نسبياً على حدود فلسطين المحتلة، خصوصاً أنها مجموعات منبوذة ومحصورة ويسهل التعامل معها إذا ما تجاوزت خطوطه الحمراء.

بالتأكيد تعامل المقاومة مع دولة متجانسة ومفهومة حتى وإن كان يحكُمها نظام فاشل وعلى شفى الانهيار أسهل من التعامل مع قوى جديدة لا تحتكم للقانون الدولي وتحاول فرض أمرٍ واقعٍ بأساليب مروعة، إلا أن أخطر ما يمكن تصوره هو استغلال إسرائيل لهذا السيناريو المحتمل لفرض حالةٍ تخدم رؤيتها وتوجهها في تسوية القضية، والتخلص من عبء القطاع وإشغاله بتفاصيل التشابك مع مجموعات مندفعة تستمد شرعيتها الروحية والسياسية من أبي بكرٍ البغدادي.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية