ما أقوى حلفاء إسرائيل!
د. فايز أبو شمالة
نجحت إسرائيل في حرب سفن كسر الحصار عن غزة، ونجح "نتانياهو" شخصياً من خلال صديقه رئيس وزراء اليونان، في منعها من الانطلاق، ليصير "جورج باباندريو" حارساً لأمن لإسرائيل مقابل وعد بمساعدات مالية تقدمها مجموعات النفوذ المالي اليهودي، القادرة على إنقاذ الاقتصاد اليوناني من أزمته الراهنة.
نجاح إسرائيل في اليونان سبقه نجاح إسرائيلي في تركيا، التي منعت على السفينة "مرمرة" من المشاركة ثانية في كسر الحصار، حيث أصدرت المخابرات المركزية التركية أوامرها إلى منظمة الإغاثة الإسلامية بعدم المشاركة في سفن فك الحصار عن غزة، لقد أطفأت إسرائيل بهذا النجاح الشعلة التي أضاءها منظمو أسطول الحرية، وهم يعتمدون على القيم الإنسانية الذي يحتمي فيها الغرب لمواجهة العدوان الإسرائيلي، وحاولوا كسر الحصار عن القضية الفلسطينية، وليس عن قطاع غزة، لأن سفن كسر الحصار حملت رسائل سلام إلى كل العالم، وحملت رسائل تحذير، بأن اليهود هم الذين
يحاصرون، واليهود هم الذين يحملون في يدهم السكين، هم يذبحون، ويغتصبون، ويعتدون على الإنسانية، بشكل أحرج حلفاء إسرائيل في مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين قالوا: إن من حق إسرائيل محاصرة غزة!، وتحركوا بقوة لوقف تحرك سفن الحرية، التي أغرقت ديمقراطيتهم الكاذبة في بحر اليونان.
جماعات الضغط اليهودية ذاتها، والمنتشرة في كل العالم، هي التي نجحت في بريطانيا، ومنعت الشيخ رائد صلاح من إلقاء كلمته أمام برلمانيين بريطانيين، ونجحت بإصدار مذكرة اعتقال بحقه، واتهموه بمعاداة السامية، وهو الفرد الذي يصرخ ضد ظلم عصابات اليهود التي اغتصبت أرض فلسطين، وجعلت منه لاجئاً داخل وطنه..
أسطول الحرية معركة من شقين، الشق الأول جرى في عرض البحر، وانتصرت فيه إسرائيل بمساعدة حلفائها في الغرب، أما الشق الثاني لأسطول الحرية فيجري في بر الأمم المتحدة بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين، دون التفكير بقتال إسرائيل، أو إطلاق القذائف، فإن إسرائيل ترفض هذا التحرك السلمي البسيط، لذا يتحرك حلفاء إسرائيل في الرباعية الدولية، ويستعدون لعقد اجتماعهم ، في 11 تموز، قبل أربعه أيام من الموعد النهائي للتقدم بالطلب الفلسطيني للأمم المتحدة، وستعمد الرباعية إلى الدعوة لإطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية اعتماداً على المبادرة الفرنسية التي اعتمدت على خطاب أوباما، وهذا ما تحسبه القيادة الفلسطينية مخرجاً لها، وبديلاً عن التورط في خلاف مع أمريكا، ومع مجلس الشيوخ الأمريكي الذي طالب بوقف المساعدات للسلطة إن توجهت إلى الأمم المتحدة.
النجاح الإسرائيلي في البحر، هو تحذير لكل عربي بأن يكون عاقلاً، وأن لا يوهم نفسه بأن يدعم حقوقه الرئيس الأمريكي، أو الكونجرس، أو مجلس الشيوخ، أو رؤساء وزراء الغرب، والوزراء، الذين هم موظفون عند اليهود، يتقاضون راتباً، أو ينتظرون ترقية، أو يأملون بتكليفهم بمهمة عمل لصالح جماعات الضغط اليهودية!.
الذي جرى في بحر اليونان يؤكد أن لا خلاص للفلسطينيين إلا أنفسهم، وشعوبهم العربية المنتفضة على ظلم الحاكم، وأمتهم الإسلامية، ولا خلاص للفلسطينيين إلا أن يديروا الظهر بالكامل للمفاوضات، وللضغوطات الدولية، وأن يفتشوا عن حلول أخرى، وعن خيارات يمتلكون ناصيتها، ولا تؤثر فيها مجموعات الضغط اليهودية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية