يوم الأسير الفلسطيني كان يوماً متميزاً في فلسطين إذ توحدت كل الجهود وانصهرت كل الخلافات الحزبية والفئوية خلف قضية الأسرى نصرة لهم، فقد أقام نادي الأسير الفلسطيني ورابطة الشباب المسلم في الخليل ومؤسسات أخرى تعنى بالدفاع عن حقوق الأسرى والشهداء الفلسطينيين أقام هؤلاء جميعاً مهرجاناً في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني،،، حيث تجلت في ذلك اليوم الوحدة وأتيحت الفرصة لكل أطياف الشعب الفلسطيني أن يشاركوا بألوانهم وشعاراتهم واختلطت الألوان أخضرها وأصفرها وأحمرها وأسودها فشكلت لوحة فنية ارتسم فيها علم فلسطين لكن بألوان متداخلة هذه المرة،، الجميل في الأمر أننا رأينا مشهد الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل (رأينا المشهد القديم) الذي كنا إذ كنا طلاباً جامعيين نشارك فيه،، نعم هتف الجميع كل على طريقته ولكن للأسير الفلسطيني وذكٌرنا هذا اليوم بأيام خلت بل سبقت الانقسام عندما كانت الفصائل تشارك كل فصيل في مناسباته الخاصة فتكون ذكرى انطلاقة فصيل عرساً فلسطينياً يشارك فيه الفلسطينيون.
وعلى قاعدة " من لا يشكر الناس لا يشكر الله " فإننا نشكر كل من الأخ محافظ الخليل الذي قال أننا سنعمل بكل جهد لتجسيد الوحدة الوطنية في ميادين محافظة الخليل وأخذ على عاتقه عدم المساس بأي فصيل من قبل أجهزة أمن السلطة خاصة حماس التي كانت تحرم من رفع الراية قبل ذلك، ولا ننسى جامعة الخليل لمجلس أمنائها وإدارتها وهيئتها التدريسية حيث رحبت بالمهرجان على أرضها كما أتاحت المجال للجميع من أجل المشاركة فهي تستحق الشكر والتقدير، كما إننا نثمن دور نادي الأسير الراعي الرئيسي للمهرجان ونحن إذ ننظر إلى نصف الكأس الملآن ونبرز الإيجابيات ونغض الطرف عن السلبيات نقول أن المهرجان كانت نسبة نجاحه عالية لحد ما.
لكنني وللأمانة قد فوجئت عندما تكلم رجل من رموز الحركة الوطنية أعلم وحدويته وقدرته على الخطاب الإيجابي الذي يجمع ولا يفرق ويركز على نقاط الاتفاق لا على نقاط الاختلاف وأعلم مرونته وقدرته على استيعاب منتقديه وحكمته في الرد،، نعم فاجأني لأن ما ذكرت له من فضائل قد غاب منها الكثير لدى خطابه في مهرجان يوم الأسير،،فقد قال الأخ عباس زكي في سياق حديثه عن ضرورة إنهاء الانقسام والتوحد خلف قضية الأسرى أن في حماس تيار وطني نظيف يقوده الأستاذ خالد مشعل، وقال : لقد كثرت المصائب على الشعب الفلسطيني يوم حصل الانقسام بين حماس وبين منظمة التحرير الفلسطينية،،، وعندما هتف طلاب الكتلة الإسلامية رداً على الأستاذ زكي قائلين : " لن نعترف بإسرائيل " إذ به يستفز بشكل واضح ويرد رداً غير متزن تخلله التهديد والوعيد وكيل التهم بالمتاجرة بمعاناة الأسرى من قبل من لا يعرفون معاناة الأسر أو من قبل تجار الحروب كما قال.
كما قال متحدثاً عن المفاوضات :" لقد أنهى الرئيس مسيرة المفاوضات بالكامل ودعا الشعب الفلسطيني إلى المقاومة الشعبية ".
بالتأكيد حصل بعض التشويش من خلال ارتفاع أصوات الكتل الطلابية بالهتاف التناكفي ما أشغل السيد عباس زكي بعض الوقت في تهدئة الوضع مطالياً الكتل بالعودة إلى الهدوء الذي ساد المهرجان قبل كلمته.
أريد أن أترك للقراء أن يحللوا ما شاءوا وأن يفهموا مما ذكر ما يريدون لكني أعود وأكرر أن الأخ عباس قد غابت عنه روح الوحدة عندما راهن على تيارات داخل حماس أحدهما وطني نظيف وصادق كما غابت عنه حكمته ومرونته عندما رد رداً هجومياً فيه شيء من التهديد والاتهام، أما حديثه عن انقسام بين حماس ومنظمة التحرير وحديثه عن إنهاء السيد الرئيس للمفاوضات مع الاحتلال فلا أدري ما الذي غاب وما الذي حضر لدى السيد عباس زكي ولعله قد شارك في صياغة رسالة السيد عباس إلى رئيس حكومة الاحتلال مؤخراً،،،.
وأقول أننا لا نزال بخير ما عملنا من أجل إنهاء الانقسام وتجاوزنا مربع القول،ولا نزال بخير ما ركزنا على نقاط الاتفاق وعملنا على تكثيرها،، ولا نزال بخير ما التففنا جميعاً حول ما نتفق عليه مثل قضية الأسرى،، ولا نزال بألف خير ما تخلينا عن المناكفة والمزايدات الحزبية وعملنا على إنهاء مظاهر الانقسام من بيننا،، عندها أيضاً سيكبر الأمل في نفوس شعبنا إننا سنعود شعباً واحداً.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية