ما وراء التصعيد الإسرائيلي...بقلم : إياد القرا

الثلاثاء 01 نوفمبر 2011

ما وراء التصعيد الإسرائيلي

إياد القرا


التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة في هذا الوقت تحديداً يعكس حالة التخبط الهوجاء التي أصابت الاحتلال في أعقاب صفقة "وفاء الأحرار" التي تمت الأسبوع الماضي، والتي استثمرتها المقاومة الفلسطينية، تحديداً حركة حماس أفضل استثمار لإثبات أنها تحمل رؤية سياسية مقاومة تقوم في مبدئها على أن القوة هي السلاح الأمضى لمواجهة الاحتلال، وأن الحلول السياسية يمكن أن تأتي بعد ذلك.

المقاومة الفلسطينية التي ردت على العدوان الإسرائيلي سريعاً وتحديداً من الجهاد الإسلامي المستهدفة بالقصف، تود أن توصل رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي أن معايير المقاومة للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي هي الرد السريع والمنظم بما يوازي العدوان الإسرائيلي، وبما يضع الاحتلال في زاوية الضعف والعجز.

ما يعانيه الاحتلال في هذه المرحلة من تآكل في قوة الردع تتضح معالمه من خلال الكثير من المظاهر بينها ما تم بصفقة "وفاء الأحرار" حيث ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منكسر الهيبة مطأطئ الرأس أمام جندي إسرائيلي بزيه العسكري الذي عاد من بين يدي آسريه الذين سلموه مرفوعي الرأس والعزة على محياهم بعد خمس سنوات.

من الواضح أن الصورة السابقة تركت شعوراً بالذل والمهانة لدى الحكومة الإسرائيلية وخاصة أن حركة حماس أفرطت في إذلال الاحتلال الإسرائيلي بما أظهرته من فرح ومهرجانات احتفالية، وإدارة عملية الإفراج عن الأسرى بشكل أبهر الجميع يعبر عن قدرة حماس على اقتناص الفرص وتحويلها إلى نقطة قوة سياسياً وإعلامياً وشعبياً، وصولاً إلى مرحلة التحدي بالإعلان عن استعدادها لإعادة المشهد قريباً.

العدوان الذي أقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي ليس مبرراً ولا داعي له، لكن يقرأ من زاوية واحدة هي محاولة استعادة هيبة الردع الإسرائيلي التي اهتزت، وتبحث الحكومة الإسرائيلية عن مخرج لأزمة الصورة من خلال التصعيد في غزة اعتقاداً خاطئاً منها بأنها قد تصمت أو يستفرد بها.

كل ما يقوم به الاحتلال هو ضمن سياسة العدوان والانتقام من الشعب الفلسطيني ومحاولة منه لوضع حد لتداعيات الانتصار الذي حققته المقاومة، والاستفراد بأحد الأطراف المقاومة، لا يعني أن المقاومة الفلسطينية غير متماسكة، بل يتداعى بعضهم لبعض في الشدائد قبل الأفراح، وأنهم مشروع مقاوم واحد يحمل نفس المنهج ونفس الأهداف.

العقلية الهوجاء الإسرائيلية في ظل حكومة نتنياهو الخالية قد تجر المنطقة أسرع من أي وقت مضى نحو المواجهة، في ظل الحراك الشعبي في دول الجوار، وكذلك القدرات المميزة التي تمتلكها المقاومة من خلال استخدام وسائل قتالية جديدة، ودفعة كبيرة جداً معنوياً مما حققته في صفقة "وفاء الأحرار".

الاحتلال الإسرائيلي المرتبك المضطرب سياسياً وعسكرياً يواجه أزمة حقيقية، فقد حاول أن يوجه ضربة مؤلمة للمقاومة الفلسطينية لكنه وقع في أزمة أخرى أن المقاومة ردت بشكل سريع ومفاجئ بنوع جديد من السلاح، في رسالة تحد، خلافاً لما يحدث كل مرة أن تنتظر بعض الوقت، حيث أدخلت مليون إسرائيلي للملاجئ وعطلت المدارس وكشفت عن نوع جديد من الأسلحة، ووجهت ضربة قاصمة لما يعرف بالقبة الحديدية.

لذلك نجد أن الاحتلال يتخبط بين طلب التهدئة وبين استمرار العدوان بعد أن فقد توازنه والقدرة على ضبط موازين التحرك الميداني، لتكون كلمة الفصل للمقاومة الفلسطينية في إجبار الاحتلال على طلب تهدئة، لكن هذه المرة ليس كما يرغب الاحتلال، لكن وفق مصلحة المقاومة الفلسطينية في فرض معادلة الهدوء مقابل الهدوء، وكف يد الاحتلال عن غزة.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية