مبارك ألف مبارك يا أحبتنا طلاب الثانوية
بقلم: مصطفى الصواف
الفرحة لن تسع أهالي فلسطين اليوم، ونتائج الثانوية العامة ستعلن بشكل مشترك بين قطاع غزة والضفة الغربية، وهي دليل على أن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا، وأن صدق النوايا يوصلنا إلى تحقيق أهدافنا، والهدف هو خدمة المواطن الفلسطيني والطالب الفلسطيني والأسرة الفلسطينية، الهدف هو فلسطين كل فلسطين، ولو كان هذا هو الهدف لدى البعض في حوار المصالحة لما استمر هذا الانقسام المؤلم.
مبارك نجاحكم، مبارك حصادكم، مبارك جهدكم، وإلى الأمام نحو جيل يتسلح بالعلم والمعرفة، ها هو النور يشع من كل بيت وفي كل شارع ويعم كل المدن والقرى وتعلو الزغاريد وتوزع الحلوى وتقبل التهاني، لهذا النجاح الذي حققه شباب فلسطين بعد جهد الليالي والأيام والساعات، اليوم تعم الفرحة بعد التوتر والقلق والخوف الذي انتاب الأهل قبل الطالب وانتاب المجتمع ككل، مبارك نجاحكم أيها الأشاوس الأبطال، يا من واصلتم الليل بالنهار، يا من تحديتم العدوان وتحديتم الإضراب وتحديتم التخريب، مبارك عليكم جهدكم الذي أثمر هذا النجاح.
نعم أراد العدو أن يدمر نفسيتكم قبل أن يدمر بيوتكم أو يقتل آباءكم أو أمهاتكم أو إخوانكم، ولكنكم خرجتم أقوى عزيمة واصلب إرادة وواصلتم دربكم وطريقكم نحو النجاح، نفس الهدف الذي سعى إليه المخربون الذين دعوا إلى وقف التعليم ونشر سياسة التجهيل من خلال تحريض المدرسين والمدرسات على عدم الذهاب إلى مدارسهم، والمؤسف أنه استجاب من فقدوا ضمائرهم وجلسوا في بيوتهم وتركوا أبناءهم الطلاب، لكن هيهات أن يكون لهم ما أرادوا، فكما تصديتم للعدوان كنتم بالمرصاد للتخريب والتزمتم بالمقاعد وهبت حكومتكم وحركتكم إليكم تمد الجسور وتشمر عن السواعد ودفعت بأبناء الشعب الغيور على مصلحة وطنه وطلابه، فسدت النقص وواجهت سياسة التجهيل التي أراد الظلاميون أن يفرضوها، وسرتم وساروا بكم إلى بر الأمان، وتعاون الجميع لإنجاح المهمة، وتجاوز العقبة بهمم الواثقين بالله أولا، والمالكين للإرادة ثانيا، فهب الوزير قبل الغفير ليدافعوا عن صرح التعليم وصدرت التوجيهات من قبل الأب الحاني رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية إلى الجميع أن توكلوا على الله فهو حسبكم، فكان هذا الذي نشاهده اليوم من نتائج التي تقول إن نسبة النجاح لهذا العام أفضل من العام الماضي رغم ما حمل هذا العام من هموم وشجون ومؤامرات.
هنيئا لكم يا أحبتنا يا فلذات أكبادنا هذا النجاح، وهنيئا لكم يا أهلنا يا من وقفتم إلى جوار أبنائنا، وهنيئا لك أيتها الحكومة التي قاومت على كل الجبهات وحققت نصرا ماديا ومعنويا وعلميا، واليوم دليلنا، نعم إنها حكومة المقاومة التي لن تترك جبهة إلا وقاومت فيها وعليها واعتمدت على الله فكان النصر حليفها.
هنيئا لوزارة التربية والتعليم بوزيرها ووكيلها ومدرائها وجيشها الذي حمل الأمانة بجدارة من مدرسين ومدرسات وخاضوا معها التحدي عن جدارة واقتدار وقاوموا كل محاولات التثبيط وتحبيط الهمم وواصلوا حتى آخر لحظة بثقة مستمدة من الله العلي القدير.
مبارك لكم جهدكم، مبارك لكم عملكم مبارك عليكم هذا النجاح، وندعوكم أن لا تلتفتوا إلى الوراء وان تكون عيونكم مشرعة إلى الأمام نحو بناء جيل قادر على تحمل الأمانة، سيروا على بركة الله، فالله يرعاكم ويحفظكم ويسدد خطاكم.
وإن كان لنا من كلمة فهي موجهة إلى من لم يحالفهم النجاح، نقول لهم: هذا هو القدر الذي كان من نصيبكم ولن يكون نهاية الدنيا بل هو القوة الدافعة لكم نحو النجاح؛ إما في الإعادة أو في العام القادم، وعليكم استخلاص العبر حتى تتجاوزا أسباب الفشل، وأنا على ثقة بأن الفرحة لن تغادر قلوبكم لأن الأمل بالله معقود وستتجاوزن الأمر سريعاً وستعزمون على الجد وتحقيق النتائج الطيبة في المرحلة القادمة لتُدخلوا الفرحة إلى نفوس أهليكم ونفوسكم، الفرحة لن تغادر قلوبكم عندما تفرحون لإخوانكم وزملائكم الذين سبقوكم وستشاركونهم الفرحة رغم الألم، هكذا نحن شعب فلسطين يعتصرنا الألم ولكن نفرح لفرح شعبنا، وأبناء شعبنا، وننسى آلامنا سريعاً ونعمل على تحويلها إلى أفراح.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية