مبروك عليك الكوفية يا داني أيالون
فايز أبو شمالة
تعودت أن أطوف على بعض المواقع الالكترونية، وأن أتفقد بعض الآراء، عندما فوجئت باليهودي الصهيوني المتطرف "داني أيالون" نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، ينشر مقالاً تحت عنوان "خطاب مفتوح إلى العالم العربي" على موقع "الكوفية برس"، ليدلل بذلك على أن التنسيق الأمني قد امتد ليصير تنسيقاً ثقافياً وإعلامياً، وأنه لم يعد عيباً فك سروال المواقع الفلسطينية، وفتح صدرها، وإخراج ثديها كي يلقم حلمته هذا اليهودي.
تتبعت مقال الصهيوني المتطرف فعرفت أنه قد نشر في موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، ونشر في موقع صحيفة الشرق الأوسط، التي طالما عبر رئيس تحريرها المعروف طارق الحميد عن مواقفه المعادية للمقاومة الفلسطينية، والمنظرة للعلاقة الحميمة الإستراتيجية مع إسرائيل.
يقول ملخص المقال: حرصاً من الدولة العبرية على مصلحة المجتمع العربي، وحباً بالشعوب العربية، واحتراماً لرؤساء العرب وملوكهم وعلى رأسهم الرئيس أنور السادات، والملك حسين، فإن إسرائيل تدعو جيرانها في العالم العربي للتوحد في مواجهة التحديات التي تتمثل بالحركات الإسلامية المتطرفة كما يسميها، ومواجهة تطور القدرة النووية الإيرانية، فيقول اليهودي الصهيوني: "للمرة الأولى خلال سنوات عدة نجد أنفسنا على جبهة واحدة نسعى فيها إلى هزيمة قوى التطرف والتدمير في المنطقة. التي يمثلها النظام المتطرف في طهران، الذي يسعى إلى تسليح المنظمات الإرهابية، التي تسعى إلى زعزعة استقرار الأنظمة السنية المعتدلة، ويستهدف السيطرة والهيمنة على الشرق الأوسط وما وراءه".
بعد أن حدد اليهودي الحريص على العرب التحديات، يذهب إلى تفصيل آلية مواجهتها التي تقوم على نسيان العداء لإسرائيل فيقول: ولكي نتمكن من مواجهة هذه التحديات، "فنحن بحاجة إلى رفض أفكار الماضي، فالشعب اليهودي هنا بسبب حقوقه التاريخية والقانونية والوطنية" وأزعم أن الجملة الأخيرة هي بيت القصيد التي يجب أن يستسلم لها العرب، وأن يؤمنوا فيها. وهذا لا يكفي المتطرف اليهودي، الذي تطرق إلى مبادرة السلام العربية، التي يرفضها حزبه، حزب "إسرائيل بيتنا" ويرى أنها تمثل خطوة متقدمة على طريق الاعتراف بإسرائيل فقط، ويعتبر أن دولته قد قدمت أقصى ما لديها من كرم، وحب للسلام في كامب ديفيد عام 2000، أو خلال مؤتمر أنابوليس عام 2007 ، ليختتم مقالته بالقول: "وأن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بمد يدها لكل الدول العربية المجاورة قادة ومواطنين للتوحد معا لمواجهة التحديات الرئيسة التي تواجه إسرائيل.
قد يقول البعض: أن هذا المقال مدفوع الأجر، وهنا تكون الطامة الصغرى التي تعني أن الوطن العربي معروض للبيع لمن يدفع بالدولار حتى ولو كان صهيونياً، ولكن الطامة الكبرى أن يكون الموقع الذي نشر المقال مقتنعاً بأفكار اليهودي المتطرف، ويتواءم معه في رؤيته للواقع، فمعنى ذلك أننا بتنا أمام فرز حقيقي بين من هو مع إسرائيل ومن هو ضد إسرائيل، ليصير واجب الإنسان العربي أن يحدد موقعة من الصراع الدائر.
وما أبشع الكوفية الفلسطينية عندما وضعها البعض على رأس الصهيوني "داني إيالون"! وما أبشع الكتّاب الذين ارتضوا أن تظهر أسماءهم في شريط المقالات مع اسم اليهودي الصهيوني الإسرائيلي المتطرف "داني أيالون"، ليكتبوا بعد ذلك عن تحرير فلسطين!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية