متى نتحرر من ظلم ذوي القربى؟
د.عصام شاور
تصريحات مصرية متلاحقة ومتضاربة وبعضها لم يحظ باهتمام فلسطيني رغم خطورتها، فماذا يعني أن المصالحة الداخلية غير مرتبطة بفتح معبر رفح؟ وماذا يعني أن إغلاق معبر رفح مرتبط باحتلال (إسرائيل) لقطاع غزة؟
لماذا لا تحدد مصر ما تريده من الشعب وللشعب الفلسطيني من خلال معاملتها القاسية، وتركها للمئات ليموتوا مرضا وجوعا وقهرا دون ذنب اقترفوه؟ لقد آن الأوان لتتحدث مصر بكل صراحة حتى نفهم ما تريده دون اللجوء إلى لغة الألغاز، أو إلى سياسة التصريحات المتضاربة، كما أنه آن الأوان لنتحدث بكل صراحة وبدون لف ولا دوران، فنحن نرى بأن مصر تقتلنا وتحاول تركيعنا للخضوع للإملاءات الصهيونية ونحن نرفض تلك السياسية، فما هو الرد المصري الذي يثبت عكس ما نقوله؟.
إذا لم يكن فتح معبر رفح مرتبط بنجاح جهود المصالحة الداخلية فلا أعتقد بضرورة التمسك بالوسيط المصري، لأنه لا حاجة لغزة إلى النظام المصري إن لم يفتح معبر رفح، ولا حاجة لغزة للنظام المصري إن لم يمتلك السيادة على معابر بلاده ، فالجانب المصري وسيط ضعيف لا يستقوي إلا على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وأعتقد أن من يتمسك بالوساطة المصرية مطالب بتبرير تمسكه كل هذه المدة رغم فشل القاهرة الذريع في إتمام المصالحة الداخلية، ورغم إصرار النظام المصري على مشاركة الاحتلال الصهيوني في حصاره لقطاع غزة.
الظروف تغيرت وقد استطاع المتضامنون من الشقيقة المخلصة تركيا وغيرها من البلدان العربية والأجنبية أن يمهدوا بدمائهم الزكية افتتاح الممر المائي إلى قطاع غزة، وأنا أعتقد أن الممر المائي هو البديل الأفضل عن المعابر البرية التي يتحكم فيها من لا يريدون الخير لشعبنا الفلسطيني ، وعلى الشعب الفلسطيني أن يبذل كل الجهود مستعيناً بتركيا وزعمائها المخلصين لتثبيت حق غزة في استخدام البحر للتواصل مع العالم الخارجي.
لقد آن الأوان لكي يحسم الفلسطينيون أمرهم؛ فإما أن يتخلصوا والى الأبد من حصار النظام العربي والاحتلال الصهيوني، أو أن يتركوا الأمر للشعوب العربية والإسلامية لتتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن فلسطين بشكل عام، وقطاع غزة بشكل خاص أمام الأنظمة المستبدة والمحاصرة للشعب الفلسطيني، والمتقاعسة عن تحرير فلسطين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية