مجرد غصص مؤقتة!!..بقلم : إسماعيل إبراهيم الثوابتة

الثلاثاء 01 نوفمبر 2011

مجرد غصص مؤقتة!!

إسماعيل إبراهيم الثوابتة


عندما يحل الظلام وتغيب الشمس وينخرط الناس في دفء فراشهم، نتذكر الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، هؤلاء العمالقة الذين حولوا زنازينهم ومعتقلاتهم إلى منارات للصمود والثبات وقهر السجان..

قد تكون نجواهم مع جدران الزنازين السوداء غير مسموعة ولكنها تدق أعماقنا بلا رأفة، إنها تهز أوصالنا لتذكرنا بنفوس عظيمة استعدت لأن تموت تدريجيا ليحيى دينها وشعبها ولتحيا قضيتها ودعوتها، هؤلاء الذين عبثوا بعقول المحققين "الإسرائيليين"، فأذاقوهم الويلات على عكس ما كان يرمي عدوهم اللعين..

إنهم عمالقة بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ، عمالقة على اختلاف أجناسهم وتفاوت أعمارهم ومستوياتهم، فلهم كلهم العهد على الوفاء لتضحياتهم وصمودهم، ولهم منا الوفاء بالعهد على نصرتهم..

شريط افتراضي من الذكريات الأليمة مرت بخواطرنا عندما نجحت المقاومة في إرغام الاحتلال "الإسرائيلي" على التوقيع وتنفيذ صفقة "وفاء الأحرار" حيث أفرج بموجبها عن 1050 أسيرا وأسيرة مقابل الجندي "جلعاد شاليط"، وبطبيعة الحال فإن الذكريات الأليمة لم تكن لنجاح الصفقة – لأنها صفقة مشرفة ومذهلة بدون شك – ولكن نبش الذكريات يؤلمنا لأننا مازلنا نشعر بوجود أجسادا تقدر بالآلاف مازالت تعيش هناك خلف قضبان الاحتلال، أجسادا صامدة ورابطة جأشها في وجه السجان..

لقد تأثرت كثيرا بهم وبما سمعت عنهم منذ نعومة أظفاري، ومنذ كنت صغيرا، تأثرت بهم إلى درجة البكاء في كثير من الأحوال على حالهم، ولكنهم وبلا شك يمتلكون قلوبا رائعة وكبيرة وواسعة، تماما كما يمتلكون نفوسا عظيمة وسامية وصامدة..

فيا هل ترى سنتسم معهم حريتهم كما تنسمناها مع إخوانهم الذين سبقوهم في "وفاء الأحرار"؟، وهل سيأتي اليوم الذي نكحل عيوننا برؤيتهم كما إخوانهم؟، إن الإجابة عن هذا السؤال لن تكون محل تشكيك أو تأويل، لا بل إن الإجابة بكل يقين وثقة بالله عز وجل ستكون نعم، سنتنسم حريتهم معهم، فالأمل كبير جدا أيها الأبطال..

إن معاناتهم مجرد غصص مؤقتة تخنق أجسادهم وتخنق شعورنا وأحاسيسنا، ولكنها ستزول بإذن الله، إنها مجرد عبرات حبيسة سيأكلها الوقت وستأكلها ساعات ودقائق الصمود والتحدي أمام غطرسة هؤلاء السجانين..

كم كنا فخورين ونحن نستمع إلى روايات الصمود والتحدي من أسرانا الأبطال وكأننا نستمع إلى أساطير، فكل واحد منهم له قصة عجيبة تدمع لها العين وينخلع لها القلب، فمثلا كم كنا فخورين ونحن نستمع إلى الأخت الكريمة والأسيرة المحررة البطلة أحلام التميمي التي مرغت أنف المحققين في التراب، حيث كان قد حكم عليها بـ16 مؤبدا أي ما يزيد عن 1500 سنة، فقال لها أحد المحققين أنك ستموتين في السجون يا أحلام؛ فردت عليه واثقة بالله عز وجل وبالمقاومة قائلة: إن رجال المقاومة سيخرجونني من هنا وأنتم أذلاء صاغرون!

فيا أسرانا الأبطال عليكم سحائب الرحمة والمغفرة، وعليكم الأمن والأمان من الله تعالى، اصبروا وصابروا ورابطوا، إن الفرج بات أقرب من أي وقت مضى، وإن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب، وإننا على العهد والوفاء لكم ولتضحياتكم ولن يهدأ لنا بال حتى يتم الإفراج عن آخر أسير من سجون الاحتلال، والله ولي ذلك والقادر عليه..

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية