مجزرة نابلس الأسباب والدلالات

مجزرة نابلس الأسباب والدلالات ... بقلم : أ. النائب فتحي القرعاوي

الثلاثاء 29 ديسمبر 2009

مجزرة نابلس الأسباب والدلالات
أ. النائب فتحي القرعاوي

ما حصل قبل أيام في مدينة نابلس من جريمة صهيونية بشعة, حيث قامت القوات الصهيونية باقتحام مدينة نابلس بعد إغلاق كافة مداخلها وقامت بسلسلة إعدامات طالت ثلاثة من كوادر حركة فتح الذين كانوا من ابرز نشطاء الانتفاضة وقادة في كتائب الأقصى الفتحاوية التي كان لها دور بارز في أحداث الانتفاضة الثانية كل ذلك تم بعد تحييد كامل لكافة الأجهزة الأمنية وإلجائها إلى مقراتها وانسحابها الكامل من الشوارع ...ووسط صمت مطبق من السلطة الفلسطينية باستثناء الإشارة إلى أن هذه العملية تضر بعملية السلام وان (إسرائيل) تسعى من وراء ذلك إلى تفجير العملية السياسية ...والى آخر ذلك من كلام ممجوج لا معنى له ...لكن المراقب يلاحظ سرعة تحرك القوى الأمنية الفلسطينية في شمال الضفة خاصة في طولكرم ونابلس , فقد قامت تلك الأجهزة باعتقال العشرات من المواطنين خاصة في مدينة نابلس لاستجوابهم حول العملية بهدف جمع المعلومات , ثم كان الهجوم الصهيوني على نابلس وتنفيذ جريمتها على جناح السرعة يثبت ذلك للقاصي والداني وبدون تحفظ مدى التنسيق الأمني بين الطرفين الصهيوني والسلطوي والذي يدفع ثمنه دائما المواطن الفلسطيني والذي وصل إلى حد غير مسبوق.
 
الأمر الثاني ...أن هؤلاء الشهداء كانوا من ضمن مجموعة من كتائب الأقصى كانت سلطات الاحتلال قد أعلنت العفو عنهم قبل قرابة الشهر ثم سارعت بتصفيتهم في عملية نابلس الجبانة والتي تشير بشكل واضح أن العدو الصهيوني قد أنجز عملية ثأرية للانتقام من تاريخ هذه المجموعة النضالي حيث تشير التقارير أن هذه ألمجموعه أو بعض أعضائها لهم علاقة بعمليات فدائية سابقة إبان أحداث انتفاضة الأقصى,وهذه ليست المرة الأولى التي يتم تصفية أناس قامت الجهات الأمنية الصهيونية بالعفو عنهم ...وقد تكرر ذلك مرات عدة قبل ذلك.
 
و(إسرائيل) أرادت أن ترسل رسالة لكل الأطراف المقاومة أن لا تحاولوا فالرد موجود وهو سريع وأنكم محاطون محاصرون متابعون وفي دائرة الضوء... لتكريس الإحباط وزرع اليأس في نفوس كل المقاومين من كل الفصائل خاصة وان العملية الثأرية هذه قد تمت بكل خسة ونذالة حيث تم تصفية هؤلاء المناضلين أمام أسرهم وذويهم وزوجاتهم وأطفالهم وهي أيضا رسالة واضحة ..ربما يفهمها كل المعنيين , إلا طرف واحد لم يفهمها إلى الآن وهي السلطة والتي برهنت وتبرهن في كل وقت وفي كل ساعة وأمام هذا الحدث الخطير والكبير أنها لم تثبت حتى ألان ولا مرة واحدة أنها انحازت إلى خيار شعبها أو وقفت إلى جانبه.
 
إنني انظر إلى عيون كل الشرفاء خاصة في فتح والى أصابعهم وهي تشير متهمة السلطة بالمسؤولية حيث قصدت هذه السلطة وتعمدت التقصير حتى في كلمة مواساة واحدة ,وكان حزنها الكبير وخوفها الشديد على عملية السلام أكثر من حزنها على الدم المراق.
 
إن المطلوب الآن من الصادقين في حركة فتح- ولا نعدم وجودهم - أن يعرفوا الآن أكثر من أي وقت مضى أن عدوهم الاستراتيجي هو الاحتلال وليس أبناء حماس وقبل فوات الأوان وقبل أن يرددوا ...ألا أكلت يوم أكل الثور الأبيض.على هؤلاء أن لا يبرروا للأجهزة الأمنية ما تقوم فيه بحق المقاومة وبحق الشرفاء من هذا الشعب ...هذا إذا أرادت حركة فتح أن يكون لها دور نضالي أو قيادي للشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة.
 
إن الإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية اليوم حزين ...حزين وهو يواجه الاحتلال الصهيوني والمدعوم وللأسف بسطوة الأجهزة الأمنية التي لم تعد تخشى في ذلك ملامة احد وانتقاده ...وخاصة بعد عملية نابلس الجبانة التي ذهب ضحيتها هؤلاء القادة الذين قضوا بين نار الغادرين ووشاية الأقربين وهذا ما قاله أهل نابلس بكل صراحة ودون لبس أو خوف ..وكذلك هذه الأحداث رغم جسامتها وفداحتها لم نسمع رأي الفصائل والقوى الأخرى خاصة قوى اليسار الفلسطيني ..التي وضعت كل بيضها في سلة السلطة وحرقت كل أشرعتها وما عاد لها موقف ولو كان إعلاميا تتباهى به
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية