محافظ الخليل ورسائل التطمين!
لمى خاطر
لمى خاطر
يوم أمس؛ كان مقرراً أن يجري اعتصام لذوي المعتقلين السياسيين أمام مقر محافظة الخليل، احتجاجاً على تصاعد الحملة الأمنية في المحافظة بحق ناشطي حماس، خصوصاً وأن هذا التصعيد جاء في وقت يفترض فيه أن تشهد الأجواء العامة مزيداً من بوادر حسن النية التي كان منتظراً أن تقدمها الأجهزة الأمنية، احتراماً لما يوصف بالتقدم في ملف المصالحة!
وكما حدث يوم الاعتصام أمام مقرّ الأمن الوقائي قبل أسبوع، فقد أعلنت الأجهزة الأمنية حالة الاستنفار القصوى منذ الصباح ونصبت الحواجز على جميع المداخل المؤدية إلى المقر، وتحصن عدد من الأفراد بالخوذات والدروع! وكأن مقرّ المقاطعة على وشك التعرض لمحاولة (انقلابية)، كون مثل هذه التحصينات لا تجري إذا ما اقتحمت دوريات المحتل مراكز المدينة أو إذا مرّت من أمام مقرات الأجهزة الأمنية!
المهم، وبعد أن احتشد الأهالي أمام مقر المحافظة لإيصال رسالة احتجاجهم، فقد تم السماح لهم بالدخول، ولكن ليس للاعتصام، بل لحضور ندوة حول المصالحة كانت تنظم بالتزامن مع توقيت الاعتصام، وبعد الاشتراط على الأهالي بألا يرفعوا لافتة أو يطلقوا هتافاً داخل مقرّ المحافظة.
كان السيد كامل حميد محافظ الخليل أول المتحدثين خلال الندوة، وقد تحدث بكلام إيجابيّ اعتدنا سماعه في مثل هذه المناسبات والفعاليات، وهو كلام فيه من الأمنيات أكثر مما فيه من الواقع، رغم أن المحافظ بحقّ لديه من المرونة والاستيعاب ما ساهم في تحسين الأجواء العامة في الخليل، وفي متابعة الكثير من المظالم، حتى وإن لم ينجح في حلّها جميعها!
لكنّ هناك جانباً في حديثه كان غريباً ومستهجناً وباعثاً على الاستفزاز، ولا أقصد هنا فقط تبريره عمليات الاعتقال وتأكيده أن خلفياتها حيازة سلاح أو أموال أو تخطيط! بل محاولته رمي كرة الأزمة في ملعب حماس في الضفة من خلال تأكيده أن كلّ الانتهاكات ما كانت لتكون لو أن حماس تجاوبت مع مطالبته إياها برسائل التطمين؛ يوم طالبها (ولستُ أدري متى) بأن تطلق رسالة واضحة تقول فيها إنها لن تستهدف حركة فتح والسلطة في الضفة الغربية، ولن توظف السلاح والأموال لضربها! فهل يعقل هذا؟! كيف يمكن أن يطلب من حماس أن تعلن رفضها أمراً ليس ضمن أجندتها؟ وهل يعني هذا أن حماس استهدفت ولوحقت طوال السنوات الماضية على شبهة لم ترتكبها ولم تفكر فيها أصلا، ويقول المنطق إنها غير ممكنة في بقعة محتلة ومستهدفة فيها حماس من قبل الاحتلال!
تعرف فتح وقيادة السلطة يقيناً أن ما جرى في غزة قبل خمسة أعوام لم يكن استهدافاً لفتح كحركة ولا للسلطة كسلطة، بل طال تياراً بعينه كان يقود عمليات الانفلات وبث الفوضى ولغة الدم، وهو التيار ذاته الذي عادت أجهزة السلطة لتستهدفه في الضفة بعد أن حطّ في رحالها!
وتعرف فتح وقيادة السلطة أيضاً أن رسائل التطمين تلك قدمتها حماس الضفة منذ اليوم الأول لأحداث غزة، وقالت إننا نرفض حسم خلافاتنا بقوة السلاح، وإن كان ما جرى في غزة وضعاً استثنائياً أملته ظروف محددة، فإن واقع الضفة مختلف، وفيها متسع كبير للتعايش وإدامة التوافق بين الحركتين، ودون أن يكون لحماس أدنى توجه أو نية لاستخدام السلاح ضدّ السلطة، وهو ما أثبتته الأيام فيما بعد، حيث لم تتجه حماس لخيار العمل المسلح ضدّ السلطة حتى وأبناؤها يعذبون ويقضي بعضهم في سجون السلطة!
أعتقد أن السيد كامل حميد يعرف تماماً مقدار تسامح حماس، وهو الذي يفترض أنه عايش أبناءها وقادتها في سجون الاحتلال، وأعتقد أننا جميعاً نعرف بدورنا أن حجة استهداف حماس خشية (انقلابها) على السلطة في الضفة لم تعد صالحة للاستهلاك والتداول الإعلامي منذ زمن، ومنذ أن أيقنّا أن استهداف حماس يقدّم قرباناً للتفاهمات الأمنية مع الاحتلال ليس إلا!
وحتى لو افترضنا جدلاً بأن المعضلة تكمن في تأخّر حماس عن إطلاق رسائل التطمين تلك، فقد أطلقتها الحركة منذ زمن بعيد قولاً ثم ممارسة، وهي بلا شكّ لن تتأخر عن العودة للتأكيد عليها لو أنها فعلاً ترى فيها الحلّ السحري لوقف استنزافها واستهدافها، أو لعودة مياه التصالح إلى مجاريها!
وكما حدث يوم الاعتصام أمام مقرّ الأمن الوقائي قبل أسبوع، فقد أعلنت الأجهزة الأمنية حالة الاستنفار القصوى منذ الصباح ونصبت الحواجز على جميع المداخل المؤدية إلى المقر، وتحصن عدد من الأفراد بالخوذات والدروع! وكأن مقرّ المقاطعة على وشك التعرض لمحاولة (انقلابية)، كون مثل هذه التحصينات لا تجري إذا ما اقتحمت دوريات المحتل مراكز المدينة أو إذا مرّت من أمام مقرات الأجهزة الأمنية!
المهم، وبعد أن احتشد الأهالي أمام مقر المحافظة لإيصال رسالة احتجاجهم، فقد تم السماح لهم بالدخول، ولكن ليس للاعتصام، بل لحضور ندوة حول المصالحة كانت تنظم بالتزامن مع توقيت الاعتصام، وبعد الاشتراط على الأهالي بألا يرفعوا لافتة أو يطلقوا هتافاً داخل مقرّ المحافظة.
كان السيد كامل حميد محافظ الخليل أول المتحدثين خلال الندوة، وقد تحدث بكلام إيجابيّ اعتدنا سماعه في مثل هذه المناسبات والفعاليات، وهو كلام فيه من الأمنيات أكثر مما فيه من الواقع، رغم أن المحافظ بحقّ لديه من المرونة والاستيعاب ما ساهم في تحسين الأجواء العامة في الخليل، وفي متابعة الكثير من المظالم، حتى وإن لم ينجح في حلّها جميعها!
لكنّ هناك جانباً في حديثه كان غريباً ومستهجناً وباعثاً على الاستفزاز، ولا أقصد هنا فقط تبريره عمليات الاعتقال وتأكيده أن خلفياتها حيازة سلاح أو أموال أو تخطيط! بل محاولته رمي كرة الأزمة في ملعب حماس في الضفة من خلال تأكيده أن كلّ الانتهاكات ما كانت لتكون لو أن حماس تجاوبت مع مطالبته إياها برسائل التطمين؛ يوم طالبها (ولستُ أدري متى) بأن تطلق رسالة واضحة تقول فيها إنها لن تستهدف حركة فتح والسلطة في الضفة الغربية، ولن توظف السلاح والأموال لضربها! فهل يعقل هذا؟! كيف يمكن أن يطلب من حماس أن تعلن رفضها أمراً ليس ضمن أجندتها؟ وهل يعني هذا أن حماس استهدفت ولوحقت طوال السنوات الماضية على شبهة لم ترتكبها ولم تفكر فيها أصلا، ويقول المنطق إنها غير ممكنة في بقعة محتلة ومستهدفة فيها حماس من قبل الاحتلال!
تعرف فتح وقيادة السلطة يقيناً أن ما جرى في غزة قبل خمسة أعوام لم يكن استهدافاً لفتح كحركة ولا للسلطة كسلطة، بل طال تياراً بعينه كان يقود عمليات الانفلات وبث الفوضى ولغة الدم، وهو التيار ذاته الذي عادت أجهزة السلطة لتستهدفه في الضفة بعد أن حطّ في رحالها!
وتعرف فتح وقيادة السلطة أيضاً أن رسائل التطمين تلك قدمتها حماس الضفة منذ اليوم الأول لأحداث غزة، وقالت إننا نرفض حسم خلافاتنا بقوة السلاح، وإن كان ما جرى في غزة وضعاً استثنائياً أملته ظروف محددة، فإن واقع الضفة مختلف، وفيها متسع كبير للتعايش وإدامة التوافق بين الحركتين، ودون أن يكون لحماس أدنى توجه أو نية لاستخدام السلاح ضدّ السلطة، وهو ما أثبتته الأيام فيما بعد، حيث لم تتجه حماس لخيار العمل المسلح ضدّ السلطة حتى وأبناؤها يعذبون ويقضي بعضهم في سجون السلطة!
أعتقد أن السيد كامل حميد يعرف تماماً مقدار تسامح حماس، وهو الذي يفترض أنه عايش أبناءها وقادتها في سجون الاحتلال، وأعتقد أننا جميعاً نعرف بدورنا أن حجة استهداف حماس خشية (انقلابها) على السلطة في الضفة لم تعد صالحة للاستهلاك والتداول الإعلامي منذ زمن، ومنذ أن أيقنّا أن استهداف حماس يقدّم قرباناً للتفاهمات الأمنية مع الاحتلال ليس إلا!
وحتى لو افترضنا جدلاً بأن المعضلة تكمن في تأخّر حماس عن إطلاق رسائل التطمين تلك، فقد أطلقتها الحركة منذ زمن بعيد قولاً ثم ممارسة، وهي بلا شكّ لن تتأخر عن العودة للتأكيد عليها لو أنها فعلاً ترى فيها الحلّ السحري لوقف استنزافها واستهدافها، أو لعودة مياه التصالح إلى مجاريها!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية