مرسي وشعب الرنجة..!
أسامة عبد الرحيم
خفة دم المصريين معروفة في السراء والضراء، وصور المغتربين المنتشرة على الفيس وهم يحملون حبات الليمون قبل التصويت لمرسي، تنتزع ابتسامتك وكأنهم على موعد مع أكلة رنجة وفسيخ في شم النسيم وليس لاختيار مرشح نتفق أو نختلف مع مواقف جماعته إلا أننا لا نختلف على انه آخر قطعة للثورة على رقعة الشطرنج قبل أن يقهقه العسكر "كش ملك".
ومع أني لست إخوانياً واتفق على أن بعض مواقف الجماعة غير موفقة وأربكت الشارع الثوري ومنحت العسكر فرصة تضييق الخناق، ولكن في تقديري يخطئ كثيراً من يرى الوقت مناسباً لتصفية الحسابات، ويتترس وراء خلافه السياسي مع الجماعة ويرى التصويت لمرشحها بمثابة ضرورة أكل الميتة ولحم الخنزير..!
بل إن البعض وبعد أن كان يتهم الإخوان بعقد الصفقات مع العسكر، ذهب هو إلى العسكر بينما الثوار ومن بينهم الإخوان معتصمون في ميدان التحرير تنديداً ورفضاً لما انتهت إليه محاكمة مبارك وأتباعه، ولم نسمع ولا صوتا واحدا يشيد بمقاطعة الإخوان اجتماع العسكر، ولم تخرج فضائيات الفلول وتصف من قبل الجلوس بالخيانة وعقد الصفقات وبيع الثورة، أليست هذه ازدواجية التخوين؟!.
إن المصريين الذين أذهلوا العالم بتعاطيهم السياسي بعد الثورة وكأنهم رضعوه مع حليب أمهاتهم، لن ينخدعوا بدعوة مرشح خسر الجولة الأولى طالب مرسي بالانسحاب من أمام مرشح الفلول، حتى لا يلحق الخزي والعار بالثورة، وكأن شفيق لم يكن موجوداً في الجولة الأولي حينما حصل هو على 1% فقط من إجمالي الأصوات!
الواجب الثوري يفرض على جميع المرشحين الشرفاء الذين رسبوا في الجولة الأولي بالوقوف مع الثورة في جولة الإعادة، ولا يعيدوا موقف أخوة يوسف ويعميهم الحسد ويلقوا بالثورة في غياهب الجب، وحيث أن أسرار "إنجاح" شفيق في الجولة الأولى لم تتكشف كاملة بعد، تبقى خطورة تصعيد الخلاف مع مرشح الجماعة في هذا التوقيت حيث لا يخدم سوى مرشح الفلول، وهو مقدمة لإنجاحه ثانية في جولة الإعادة وإهداء منصب الرئيس إلى دوبلير مبارك.
ولا أرى خيرا في اجتماع حمدين صباحي مع خالد علي وأبو الفتوح إن لم يكن لدعم مرشح الثورة، أما دعوة حمدين إلى مجلس رئاسي يضم ثلاثة يمثل فيه الإسلاميون بصوت واحد، فهي وان كانت في تقدير البعض دعوة حق قبل الانتخابات، إلا أن طرحها في هذا التوقيت الحرج قطعاً يراد به باطل، وأتساءل لماذا لم تطرح الفكرة قبل خروج حمدين وخالد على واقتراب مرسي من الحسم؟!
أما أدعياء المقاطعة الذين يخوفون الناس من تزوير الجولة الثانية، أجزم أن التزوير حتى وان حدث فلن يكون كافياً لإنجاح شفيق أمام تدفق شلال أصوات المصريين في الداخل والخارج لإنقاذ الثورة على الأقل، حتى وإن لم يكن التصويت لمرسي عن قناعة تامة في جدارة مرشح الإخوان.
واضع بين أيديكم الآن وصية الحجاج بن يوسف منذ أكثر من ألف سنة لمن سيحكم مصر"عليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمي الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل ولا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه فاتقِ غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض".
إلى أن قال" واتقِ فيهم ثلاثا...أولاً نساءهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها (تذكروا تعرية عسكر شفيق لبنات مصر وسحلهم)...ثانياً أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم (تذكروا منح شفيق أراضي الشعب لأبنائه وأبناء مبارك) ...ثالثاً دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك (تذكروا استعداد شفيق لشطب آيات القرآن الكريم في حال فوزه)...وهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله (تذكروا دماء الشهداء)".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية