مستقبل فلسطين مرتبط بمستقبل المقاومة

مستقبل فلسطين مرتبط بمستقبل المقاومة... بقلم : الدكتور: السيد مصطفي أحمد أبو الخير

الجمعة 30 أبريل 2010

مستقبل فلسطين مرتبط بمستقبل المقاومة

الدكتور: السيد مصطفي أحمد أبو الخير

الخبير في القانون الدولي


تمر أمتنا العربية والإسلامية بمرحلة من أخطر مراحلها التي مرت بها وعليها، ويدل على ذلك ويؤكده، حال القضية الفلسطينية حاليا، التي تقف على حافة الهاوية، فلا نغالي في القول إذا قلنا إن فلسطين هي عنوان حال الأمة العربية والإسلامية، وهي المرآة الصادقة التي تعبر بصدق وحق عن وضعنا السائر إلى الإنحدار بأسرع من سرعة الضوء.


فالقضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة جدا، حيث الاحتلال تمكن وسيطر، ليس على الأرض الفلسطينية التاريخية من النهر إلى البحر فقط، ولكن تحكم في الشعب في الداخل والخارج، وأصبح له وكلاء ينفذون له أكثر مما يريد، ويعطونه من المكاسب ما لا يستحق، فالصف الفسطيني مخترق قبل الإنقسام وبعده، والتيارات السياسية الفلسطينية عكست المنطق وقلبت الحقائق وخالفت عبر التاريخ، فالمنطق يقول :إن تجتمع كافة التيارات السياسية الفلسطينية على هدف التحرير أولا والعمل بكافة الوسائل والآليات على تحقيقه، ثم يأتي دور توزيع الأدوار والمهمام والاختصاصات، ولكن كافة التيارات السياسية الفلسطينية إلا ما رحم ربي، لا تختلف فقط على ما يمن عليهم به الاحتلال، ولكنهم يتقاتلون عليه أكثر من قتالهم على التحرير والمقدسات.


الحقيقة التي يجب أن تدركها كافة التيارات السياسية الفلسطينية في الداخل والخارج، أن أي رصاصة تطلق بغير اتجاه العدو، تأخر تحرير فلسطين وإحراز النصر، خطوات وخطوات بل أعوام وأعوام، فالتيارات السياسية الفلسطينية أصبح بينهم دم مسفوك وثأر مكتوم وعدواة ظاهرة وباطنة، انحفرت في الصدور وسكنت القلوب والعقول، ونامت متربصة في الذاكرة، لحين البعث من جديد، حتي بات يشعلها أقل القليل من الثقاب، والأخطر أن الأعواد في يد بني صهيون ووكلائهم المحليين والدوليين، ونظام إفليمي واهن القوى.


غشيت العيون واختلت العقول ومرضت القلوب، فأنحرفت الأفكار والايديولوجيات قبل البنادق والرشاشات عن الهدف الصحيح، وأصبح العدو صديقا والأخ عميلا مأجوار، والأم تلعن الأبناء والأحفاد وتحتضن أبناء السوء وأولاد الحرام، كل ذلك لمصلحة أشد الناس عداوة لله ورسوله وأبناء دين الإسلام، مع العلم أن الكل يدرك أن ملة الكفر في المجتمع الدولي، اتفقت واتحدت ونزعت من بينها كل خلاف، وحددت الهدف هو الإسلام والمسلمين وفي مقدمتها فلسطين.


هذا عن حالة الوضع الفلسطيني سواء الداخلي أو الخارجي، متصادم متصارع متقاتل، على أوهام وسراب وضباب أعدم الرؤية وأفسد البصيرة أمات الهدف، وكل فصيل يعتقد أنه الصواب وأنه الزعيم، علما بأن الكل مهان ومحتل ومسجون بيد بني صهيون، والحل الصحيح لهم والوحيد ترك كل شيئ والتمسك بخيار وحيد وصحيح هو خيار مقاومة العدو الحقيقي، والكل يعرفه جيدا وهو الاحتلال، فالهدف القريب والبعيد والوحيد هو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، والطريق معروف لدى الجميع، وهو طريق مقاومة الصهاينة بكل الوسائل والآليات، تطبيقا للآية الكريمة التي وردت في القرأن الكريم ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة).


على كل الفلسطينين في الداخل والخارج، عدم الانشغال في السياسة حتى يتم إحراز النصر وتحرير فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر، فالمقاومة قبل السياسة وليس العكس، حتى لا تفسد السياسة مكاسب المقاومة، فلا مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، ولا هدنة طويلة أو قصيرة، ولا حديث سوى عن الجهاد ومقاومة المحتل، بكل ما يملكون، أي حديث أو طريق سياسي الآن هو فخ كبير وطعم ابتلعته كافة التيارات السياسية إلا ما رحم ربي، عليكم ترك السياسة والعودة إلى ميدان المعركة، الذي لا يجب ألا يقتصر على أرض فلسطين التاريخية، بل يمتدإلى كل جزء من أرجاء الأرض، تطبيقا للآية الكريمة (اقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم).


أما عن الوضع الإقليمي فحدث ولا حرج، حكام أعتلوا العروش ومن قبل الجيوش لتحرير فلسطين، فإذ بهم يقدمونها قربان ذل على مذبخ الخيانة والعمالة، لأشد الناس عدواة للمؤمنين بالإسلام ولبني البشر أجمعين، تآمروا وخانوا وباعوا الأرض المقدسة، مقابل كراسي الحكم وعروش ليست لهم، والتاريخ حافل بكل ما يؤكد ذلك ويصدقه، آخرها ما حدث مؤخرا من الحكم على ما يسمي بخلية حزب الله في مصر بأحكام قاسية جدا، وقيام السلطات المصرية بوضع غاز سام في نفق على الحدود مع غزة قتل فيها أربعة من أهل غزة وأصيب أكثر من عشرة، وفي الأمارات تم الحكم بالسجن على خمسة بتهمة إرسال أموال للقاعدة وطالبان في أفغانستان.


علما بأن هذه الأنظمة العربية تعرف تماما أن من حق المقاومة ومساندتها من القواعد الآمرة / العامة في القانون الدولي، كما أنها حق طبيعي لا يجوز ليس مخالفتها فحسب بل لا يجوز الاتفاق على مخالفتها من أي طرف سواء دولة أو منظمة دولية في المجتمع الدولي، كما أن القانون الدولي الإنساني أوجب على الدول مساندة ومساعدة حركات التحرر الوطني وأفراد المقاومة حتى بالأسلحة، ولا يعد ذلك مخالفة منها للقانون الدولي، كما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن أصدرا العديد والعديد من القرارات التي تلزم الدول بمساندة ومساعدة حركات التحرر الوطني وأفراد المقاومة، ولكن النظام الرسمي العربي، والذي يعتبر بحق ويقين من أشد وألد أعداء الشعوب العربية والإسلامية، يقف صفا واحدا متحدا مع قوى الاستخراب العالمي وعلى رأسهم الولايات المجرمة الأمريكية وبني صهيون في مستنقع الكفر وغائض الإلحاد.


أما علي الصعيد الدولي، فالوضع أسوء وأكثر فداحة، فالكل أما صامت أو متواطئ أو متخاذل، فالمجتمع الدولي بأشخاصه الدول إلا ما رحم ربي، متخاذل متواطئ والكثير منهم مشترك في الجريمة بالدعم المادي والمعنوي، حتي الأمم المتحدة شاركت فعلا في سرقة فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر، بل كانت من أهم العوامل المؤثرة على سرقة وطن وضياع أمة وتشريد شعب وتشتيته في العالم بات يتسول العيش ويبحث عن عمل، فلا يجد سوى المؤامرات والدسائس.


عليكم أهل فلسطين في الداخل والخارج، العودة إلى ميدان المعركة، وترك السياسة فالأهم أولا قبل المهم، والمطلوب قبل المرغوب، القتال قبل المفاوضات والمساومات، واتجاه البنادق صوب بني صهيون في كل رجا من أرجاء الأرض، ليس هناك أتجاه آخر، بداية تحت راية الإسلام كونوا وتحت علم المقاومة موتوا، وعلي درب الجهاد سيروا، للميدان عودوا فإما النصر وإما الشهادة في سبيل الله.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية