مشعل وخطاب الفصل كما نتمنى

مشعل وخطاب الفصل كما نتمنى .. بقلم: مصطفى الصواف

الجمعة 19 يونيو 2009

مشعل وخطاب الفصل كما نتمنى
بقلم: مصطفى الصواف 

بعد خطاب الرئيس الأمريكي أوباما في القاهرة وخطاب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في تل أبيب( تل الربيع)، كان من الضروري أن تتقدم قيادة الشعب الفلسطيني لتوضيح مواقفها مما تحدث به الرجلان، وتوضيح الموقف الرسمي لحركة المقاومة الإسلامية حماس وكذلك للشعب الفلسطيني كون هذه الحركة من تقود المشروع الوطني الفلسطيني وتعمل على تحقيق حقوق الشعب وفق ثوابته.
 
كثيرة هي القضايا التي سيتطرق إليها السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السبت القادم في خطابه من دمشق العاصمة السورية على أرجح تقدير، ولكن نرى انه من المهم أن يتناول مشعل الوضع الفلسطيني بشكل واضح ودون غموض أو لبس، وان يقطع هذه الحيرة وهذه البلبلة التي سادت في الشارع الفلسطيني خاصة بعد ما جرى من جرائم في الضفة الغربية على أيدي جيش المرتزقة الذي يقوده الجنرال الأمريكي دايتون وتحت رعاية محمود عباس.
 
المطلوب أن يشمل هذا الخطاب الموقف مما يجري في الضفة الغربية المكلومة والجريحة، وتوضيح السياسة التي ستنفذها حماس في التعامل مع القتلة والمجرمين في الضفة بعد أن بلغ السيل الزبى، فلم تعد الأمور واضحة للجميع، خاصة عقب استجابة حماس لدعوة القاهرة التي ألقت بظلالها وشكوكها على مواقف حركة حماس حيال موضوع الضفة الغربية؛ خاصة بعد جريمتي قلقيلية وما لحق بهما من جرائم، والموقف الذي أكدت فيه حماس على أن مواصلة جلسات الحوار مرهونة بما يجري في الضفة، وظن الناس، وهكذا صوّر الإعلام المصري وغير المصري، أن زيارة مشعل للقاهرة هي جزء من الحوار الفلسطيني الفلسطيني وهذا ربما أثار شيئاً من الحنق في أوساط حركة حماس.
 
مشعل كونه رئيساً للمكتب السياسي يجب أن يتطرق في خطابه إلى التأكيد على ثوابت حركة حماس، وهل لازالت حماس على ثوابتها، وان ما يجري من نشر لمواقف مغلوطة وغير مفهومة وفيها من الريبة الشيء الكثير يحتاج إلى تفسير وتوضيح، فكان لابد أن يوضح مشعل ذلك بكل وضوح وجلاء كامل، وان ينبه المواطنين ويطمئنهم على أن حماس باقية على ثوابتها وباقية على موقفها ولم يحدث أي تغيير في ذلك، وان يكون خطابا يحمل جديدا ويؤكد على الثوابت.
 
ولعل أهم هذه الأمور هو الموقف من الدولة الفلسطينية على حدود عام 67، هل هذا هو الموقف القديم الذي أعلنه الشيخ أحمد ياسين رحمة الله عليه قبل أكثر من عشر سنوات، وهو قبول بالدولة دون الاعتراف (بإسرائيل) ومقابل هدنة طويلة الأجل قد تصل إلى عشر سنوات أو حتى عشرين، أم هو تغيُّر في موقف حماس وقبول بحل الدولتين المعروض الآن أمريكياً وعربيا والذي يهدف إلى وضع حد ونهاية للمشروع الفلسطيني وتطلعات الشعب الفلسطيني نحو أرضه ومقدساته، والقبول بالأمر الواقع والتسليم لحالة الضعف العربي؟
 
مطلوب من الأخ أبي الوليد في هذا الخطاب أن يضع النقاط على الحروف في موضوع الحوار دون اعتبار آخر سوى اعتبار مصلحة الشعب الفلسطيني، ودون مجاملة لمصر أو النظام الرسمي العربي، لأن عدم الوضوح في هذا الموضوع سيشكل كثيراً من اللغط في ظل اشتداد الأزمة في الضفة وإصرار عباس وحركة فتح على التمسك والارتهان لشروط الرباعية والمواقف الأمريكية والإسرائيلية تحت ما يسمى بالواقعية، والمواقف العربية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، وما المبادرة العربية إلا صورة مصغرة للموقف العربي المتساوق مع الظلم العالمي.
 
نتمنى أن يكون خطاب مشعل فيه ما يكفي من توضيح الموقف والصورة لما جاء به أوباما في خطاب القاهرة، وما يحمله كارتر، وما تحمله الوفود الأوروبية، وما تحدث به نتنياهو، والذي يعلم مشعل السبب الحقيقي لهذه الزيارات وهذا التكتيك في المواقف أكثر من أي شخص آخر، ولكن نقول ذلك للضرورة وحتى يطمئن الناس على أن حماس لن تنجر إلى ما انجرت إليه منظمة التحرير وحركة فتح من الولوج في مشروع التسوية، وهذا ما يتمناه الخصوم، وإن كنا على يقين أنها لن تقدم على ذلك؛ ولكن نريد أن نهدئ بال الأهل في الداخل والخارج والذين يحتملون كل هذا الضيق والضيم والقهر على أمل أن يبقى التمسك بالثوابت والحقوق وعدم التفريط بها.
 
كما نرجو من خالد مشعل أن يحدد سياسة حركة حماس في العلاقات العربية والإسلامية ما لها وما عليها؛ خاصة وأن القدس قبلة المسلمين الأولى في حالة الخطر الشديد وتستغيث دون مجيب، وان يبين ما هو المطلوب من هذه الأنظمة، وما هو المطلوب من الشعوب، فالقدس ليست للفلسطيني فقط وإن كانت كذلك فهي إسلامية إسلامية إسلامية.
 
نقطة أخيرة وإن كانت هناك نقاط كثيرة أتمنى أن لا يغفلها مشعل في كلمته، كمشاريع السلام والعلاقة مع القوى والفصائل الفلسطينية والعلاقة مع إيران، وأوروبا وأمريكا وبقية دول العالم، لكن نقطتي الأخيرة هي موضوع اللاجئين، هذا الموضوع الذي يجب فيه التأكيد على الموقف الفلسطيني وموقف حركة حماس، وان حق العودة لن يتم المساومة عليه، ولن تؤثر عليه اتفاقيات أو مؤامرات، ولا يملك أحد الحق في التنازل عنه مهما بلغ من سلطة أو قوة، الحقوق لا تسقط بالتقادم ولا تضيع نتيجة الضعف، والواقعية لا نعترف بها إذا كان الهدف منها هدر الحقوق وضياعها.
 
في الختام نتمنى أن يكون خطاب السيد مشعل شاملاً وواضحاً وتُحدد فيه السياسات والمواقف التي تجلي ما في الصدور من كدر ويجيب عن كل التساؤلات التي تحيك في نفوس الشعب الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي ويضع نهاية لكل التكهنات والغموض وعدم الفهم الصحيح
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية