مشعل وضريبة الشرف!
براء نزار ريان
نشرت صحيفةٌ فلسطينيّة فتحويّة تقريرًا تحدّثت فيه عن خفايا صراعٍ مزعوم داخل حماس، وكان واضحًا في كلّ فقرة من المقالة استهداف رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس الأستاذ خالد مشعل بالنيل منه وتشويه صورته.
كان موقف حماس من الثورة السوريّة هو محور المقالة، وتبدو واضحة آثار يد مأجوري النظام السوري في تفاصيلها، كما يظهر لي أنّ نشر هذا التقرير المفترى هو تتويجٌ للحلف الجديد بين فتح وبين النظام السوريّ، حيثُ سلّم النظام السوريّ مؤخّرًا مقرات حركة "فتح الانتفاضة" المنشقة عن فتح قديمًا إلى فتح محمود عبّاس.
احتوى التقرير على مغالطات كثيرة، بل هو كذبٌ في كذب، احتوى تخليطًا كثيرًا، بعضُه يتعلّق بالشهيدين أحمد الجعبري وكمال غناجة، وقد كان لي اطلاعٌ كبير على بعض الجوانب التي تطرّق إليها التقرير المأفون، فأحببتُ أن أقدّم شهادتي على بُطلان الأكاذيب فيها، بحكم ما قدّره الله لي من المعرفة المباشرة بكذبها.
أوّلًا: ادّعى التقرير أنّ ثمّة خلافا بين مشعل والجعبري رحمه الله، وأنّ عقدة ذلك الخلاف هي الموقف من الثورة السورية، والعلاقة مع حزب الله وإيران!
وهذا زورٌ وباطل، حيثُ إنّني وفي آخر مجلس لي مع القائد الشهيد أبي محمد الجعبري رحمه الله سمعتُ منه ما يكفي لإبطال الأمرين، حيث كان واضحًا جدًا تأييده الكامل للقائد أبي الوليد، وقد أظهر لي امتعاضه من انتقادي أبا الوليد علنًا على فيسبوك بسبب توقيعه اتفاق الدوحة مع عباس! فكيف يقول هؤلاء الأفّاكون إنّ الرجلين كانا على خلاف!
أما الكلمة الثانية وهي ما ينسف مقالة السوء نسفًا هي أنّ عمي أبا محمّد الجعبري رحمه الله سألني وشقيقي بلالا عن أي وسيلة يمكن أن تصله بقادة الجيش الحرّ من أجل تقديم العون والدعم التكتيكي والاستراتيجي لهم! وقد كتبتُ شهادتي هذه بعد استشهاد الجعبري مباشرة، وهي منتشرة على مواقع الإنترنت منذ تاريخه!
فكيف يدعي محامو بشّار أنّ الرجلين كانا مختلفين حول الثورة السورية! وأنّ القائد البطل الشهيد لم يكن مؤيدًا للثورة وجيشها الحر! وقد سمعتُ منه ما ذكرتُ بأذنيّ، وما أخبرني عنه أحد!
ثانيًا: حاول التقرير أن يُظهر أنّ حماس داخل فلسطين، وفي غزة تحديدًا تختلف مع مشعل حول الموقف من الثورة السوريّة! وقد أراد المفتري المأجور أن يقول: إنّ المقاومة على الأرض في فلسطين لا تؤيد الثورة السورية، وأنّ هذا التأييد هو مجرّد موقف من مشعل، وقد كان هذا بضغط من قطر!
والحقيقة أنّ أكبر ضغطٍ تلقاه الأخ المجاهد أبو الوليد لاتخاذ موقفٍ مشرف من الثورة السورية، وتأييدها، كان قادمًا من داخل غزة، وقد كان كاتبُ هذه السطور –وليس صاحب صفة رسمية في الحركة- أحد من ضغطوا بهذا الاتجاه.
كما كان الأستاذ إسماعيل هنية قائد الحركة بغزة هو أول من نطق بكلمة تأييد علنية صريحة للشعب السوري البطل من على منبر الجامع الأزهر بمصر، فكيف يزعم مأجورو النظام السوريّ أنّ حماس في غزة لا تؤيد الثورة البطلة.
إنّ شباب حماس وقيادتها بغزّة عن بكرة أبيهم، هم الأكثر تحمّسًا وتأييدًا لثورة الشعب السوري البطل على الطاغية السفاح ابن الطاغية السفاح، وما صدر من مواقف من بعض الكوادر بدا منها أنّها تشذّ عن الموقف الرسميّ المؤيد لثورة الشعب السوري، لم يكن إلا محاولة للفت الأنظار، وعلى مذهب "خالف تُعرف"!
بل إنّ عمي "أبو العبد" حفظه الله لقيني قبل شهور مديدة، فأوصاني بتكثيف التأييد لأهلنا المذبوحين في سوريا في وجه النظام المجرم.
ثالثًا: حاولت الفرية المحبوكة أن تتهم الأخ المجاهد مشعل بأنّ قطر قد استطاعت احتواءه وأنّها تُوجّه سياسات حماس الأخيرة بعيدًا عن المقاومة ومقارعة الاحتلال، وتناسى الكاذبون أنّ أمير قطر لم ينفض تراب غزّة عن ثيابه حتى كانت حماس تخوض بشراسةٍ حربًا أذلّت فيها أنوف الصهاينة، وكان أداء أبي الوليد خارج غزّة لا يقلّ أثرًا عن أداء "أبو العبد" وحكومته والقسام وجنوده تحت النار داخل غزة.
وكم أحرج أداء حماس القويّ في تلك المعركة مأجوري النظام السوريّ إذ كانوا يتمنون أن تُهزم حماس شرّ هزيمة، حتى يقولوا: خلّي وقفتكم مع الشعب السوري تنفعكم!
إنّ أخانا المجاهد أبا الوليد إذ يتعرّض لهذا الهجوم الفتحويّ الأسديّ الرخيص، يدفعُ ضريبة الشرف، وثمن رفعه علم الشعب السوريّ في مهرجان الانطلاقة، وهو ثمنٌ طالما دفعه أصحابُ الدعوات والأفكار، وفي مقدمهم الأنبياء والرسل، ولعلّ في إعادة انتخابه وتجديد الثقة به لقيادة المكتب السياسيّ لدورة جديدة ردٌّ حماسيٌّ أصيل على الافتراءات والمزايدات، وتأكيدٌ على الالتفاف حول هذا القائد، وعلى جدارته بقيادة حركة مقاومة كبيرة لشعبٍ مجاهد أصيل.
إنّ التحالف الفتحويّ الأسديّ الجديد، والذي كان التجنّي والافتراء بحقّ القائد مشعل أولى ثمراته يوضّح مدى رُخص فتح، واستعدادها للتحالف مع الشيطان ضدّ خصومها من أبناء شعبها، كما يُظهر الحجم الضئيل لهذه الحركة في وجدان الشعوب العربية والإسلامية، حيث لم يلتفت أحدٌ إلى تحالفها الجديد، فلا اهتمام بأخبارها ولا قيمة لمواقفها، وإن ركبت الصعب والذلول في سبيل تثبيت شرعيّتها الضائعة!
براء نزار ريان
نشرت صحيفةٌ فلسطينيّة فتحويّة تقريرًا تحدّثت فيه عن خفايا صراعٍ مزعوم داخل حماس، وكان واضحًا في كلّ فقرة من المقالة استهداف رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس الأستاذ خالد مشعل بالنيل منه وتشويه صورته.
كان موقف حماس من الثورة السوريّة هو محور المقالة، وتبدو واضحة آثار يد مأجوري النظام السوري في تفاصيلها، كما يظهر لي أنّ نشر هذا التقرير المفترى هو تتويجٌ للحلف الجديد بين فتح وبين النظام السوريّ، حيثُ سلّم النظام السوريّ مؤخّرًا مقرات حركة "فتح الانتفاضة" المنشقة عن فتح قديمًا إلى فتح محمود عبّاس.
احتوى التقرير على مغالطات كثيرة، بل هو كذبٌ في كذب، احتوى تخليطًا كثيرًا، بعضُه يتعلّق بالشهيدين أحمد الجعبري وكمال غناجة، وقد كان لي اطلاعٌ كبير على بعض الجوانب التي تطرّق إليها التقرير المأفون، فأحببتُ أن أقدّم شهادتي على بُطلان الأكاذيب فيها، بحكم ما قدّره الله لي من المعرفة المباشرة بكذبها.
أوّلًا: ادّعى التقرير أنّ ثمّة خلافا بين مشعل والجعبري رحمه الله، وأنّ عقدة ذلك الخلاف هي الموقف من الثورة السورية، والعلاقة مع حزب الله وإيران!
وهذا زورٌ وباطل، حيثُ إنّني وفي آخر مجلس لي مع القائد الشهيد أبي محمد الجعبري رحمه الله سمعتُ منه ما يكفي لإبطال الأمرين، حيث كان واضحًا جدًا تأييده الكامل للقائد أبي الوليد، وقد أظهر لي امتعاضه من انتقادي أبا الوليد علنًا على فيسبوك بسبب توقيعه اتفاق الدوحة مع عباس! فكيف يقول هؤلاء الأفّاكون إنّ الرجلين كانا على خلاف!
أما الكلمة الثانية وهي ما ينسف مقالة السوء نسفًا هي أنّ عمي أبا محمّد الجعبري رحمه الله سألني وشقيقي بلالا عن أي وسيلة يمكن أن تصله بقادة الجيش الحرّ من أجل تقديم العون والدعم التكتيكي والاستراتيجي لهم! وقد كتبتُ شهادتي هذه بعد استشهاد الجعبري مباشرة، وهي منتشرة على مواقع الإنترنت منذ تاريخه!
فكيف يدعي محامو بشّار أنّ الرجلين كانا مختلفين حول الثورة السورية! وأنّ القائد البطل الشهيد لم يكن مؤيدًا للثورة وجيشها الحر! وقد سمعتُ منه ما ذكرتُ بأذنيّ، وما أخبرني عنه أحد!
ثانيًا: حاول التقرير أن يُظهر أنّ حماس داخل فلسطين، وفي غزة تحديدًا تختلف مع مشعل حول الموقف من الثورة السوريّة! وقد أراد المفتري المأجور أن يقول: إنّ المقاومة على الأرض في فلسطين لا تؤيد الثورة السورية، وأنّ هذا التأييد هو مجرّد موقف من مشعل، وقد كان هذا بضغط من قطر!
والحقيقة أنّ أكبر ضغطٍ تلقاه الأخ المجاهد أبو الوليد لاتخاذ موقفٍ مشرف من الثورة السورية، وتأييدها، كان قادمًا من داخل غزة، وقد كان كاتبُ هذه السطور –وليس صاحب صفة رسمية في الحركة- أحد من ضغطوا بهذا الاتجاه.
كما كان الأستاذ إسماعيل هنية قائد الحركة بغزة هو أول من نطق بكلمة تأييد علنية صريحة للشعب السوري البطل من على منبر الجامع الأزهر بمصر، فكيف يزعم مأجورو النظام السوريّ أنّ حماس في غزة لا تؤيد الثورة البطلة.
إنّ شباب حماس وقيادتها بغزّة عن بكرة أبيهم، هم الأكثر تحمّسًا وتأييدًا لثورة الشعب السوري البطل على الطاغية السفاح ابن الطاغية السفاح، وما صدر من مواقف من بعض الكوادر بدا منها أنّها تشذّ عن الموقف الرسميّ المؤيد لثورة الشعب السوري، لم يكن إلا محاولة للفت الأنظار، وعلى مذهب "خالف تُعرف"!
بل إنّ عمي "أبو العبد" حفظه الله لقيني قبل شهور مديدة، فأوصاني بتكثيف التأييد لأهلنا المذبوحين في سوريا في وجه النظام المجرم.
ثالثًا: حاولت الفرية المحبوكة أن تتهم الأخ المجاهد مشعل بأنّ قطر قد استطاعت احتواءه وأنّها تُوجّه سياسات حماس الأخيرة بعيدًا عن المقاومة ومقارعة الاحتلال، وتناسى الكاذبون أنّ أمير قطر لم ينفض تراب غزّة عن ثيابه حتى كانت حماس تخوض بشراسةٍ حربًا أذلّت فيها أنوف الصهاينة، وكان أداء أبي الوليد خارج غزّة لا يقلّ أثرًا عن أداء "أبو العبد" وحكومته والقسام وجنوده تحت النار داخل غزة.
وكم أحرج أداء حماس القويّ في تلك المعركة مأجوري النظام السوريّ إذ كانوا يتمنون أن تُهزم حماس شرّ هزيمة، حتى يقولوا: خلّي وقفتكم مع الشعب السوري تنفعكم!
إنّ أخانا المجاهد أبا الوليد إذ يتعرّض لهذا الهجوم الفتحويّ الأسديّ الرخيص، يدفعُ ضريبة الشرف، وثمن رفعه علم الشعب السوريّ في مهرجان الانطلاقة، وهو ثمنٌ طالما دفعه أصحابُ الدعوات والأفكار، وفي مقدمهم الأنبياء والرسل، ولعلّ في إعادة انتخابه وتجديد الثقة به لقيادة المكتب السياسيّ لدورة جديدة ردٌّ حماسيٌّ أصيل على الافتراءات والمزايدات، وتأكيدٌ على الالتفاف حول هذا القائد، وعلى جدارته بقيادة حركة مقاومة كبيرة لشعبٍ مجاهد أصيل.
إنّ التحالف الفتحويّ الأسديّ الجديد، والذي كان التجنّي والافتراء بحقّ القائد مشعل أولى ثمراته يوضّح مدى رُخص فتح، واستعدادها للتحالف مع الشيطان ضدّ خصومها من أبناء شعبها، كما يُظهر الحجم الضئيل لهذه الحركة في وجدان الشعوب العربية والإسلامية، حيث لم يلتفت أحدٌ إلى تحالفها الجديد، فلا اهتمام بأخبارها ولا قيمة لمواقفها، وإن ركبت الصعب والذلول في سبيل تثبيت شرعيّتها الضائعة!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية