مشعل وهنية.. (زيارات واجبة)
د. يوسف رزقة
العالم العربي يتشكل من جديد . العواصم العربية إما أنها دخلت في حالة التشكل الديمقراطي الوطني بعد نجاح التغيير الثوري الشعبي وإما أنها تعيش في حالة مخاض يستدعي إعادة تشكيل الحياة السياسية والنظام . حالة التغيير والتشكل ، على قواعد ديمقراطية مدعومة بالثورة وبحقوق الإنسان لن تستثني فيما أحسب عاصمة أو نظاماً .
مرحلة إعادة تشكيل النظام والحياة السياسية تعد من المراحل الهامة التي تستوجب حضوراً فلسطينياً موزوناً في كل العواصم ، وتستوجب موقفاً سياسياً فلسطينياً موزوناً على قاعدة أن القضية الفلسطينية هي مركز الحوار مع القديم ومع الجديد ، مع الشعوب ومع الأنظمة ، وأي غياب للحضور الفلسطيني في هذه المرحلة قد يفضي إلى أن ترتب العواصم الجديدة أجندتها الداخلية وأولوياتها على حساب نقطة المركز (فلسطين) . لذا فإن الحضور الفلسطيني واجب وطني وقيادي ، لا يحتمل التأجيل.
الأمة العربية تنهض من جديد في دورة حضارية كبيرة وممتدة ، ونهضتها القادمة تعتمد على الطلاق البائن مع الماضي البائد بصفاته الديكتاتورية وفساده ، وقمعه للحريات ، وتعتمد على الزواج الطاهر الشريف مع الحرية والعدالة والديمقراطية ، وتعتمد أيضا على تحرير القدس ، واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه .
في ظل هذا الطقس المكون من (ثورات شعبية ـ ومن حركة تغيير ممتدة ومن إعادة تشكيل للأنظمة والحياة السياسية ـ ومن حركة تحرير للقرار والإنسان وللأرض والمقدسات) يجب أن يكون الحضور الفلسطيني قوياً ومتحركاً وعلى مستوى المرحلة ، لإقامة شراكة في قطف الثمار ، وجني الحصاد.
إن زيارة (خالد مشعل) إلى عمان، وزيارة (إسماعيل هنية) إلى بعض العواصم العربية ، في جولته الأولى أو الثانية إن شاء الله تقع في إطار هذا (الحضور الواجب) ، وفي ظل هذا الطقس الذي يشهد عملية تشكل جديد ، على قواعد جديدة .
خالد مشعل ، رئيس المكتب السياسي لحماس في عمان ، ويشارك في الزيارة ولي عهد دولة قطر الشقيقة ، وقد يبدأ رئيس الوزراء إسماعيل هنية جولته الثانية بزيارة قطر قريباً ، ولا ننسى دور قطر في دعم فلسطين عامة ، وغزة خاصة في أثناء الحرب الأخيرة ، أو في أثناء الحصار ، أو في قرارها بإعادة الإعمار ، وتحديث التشبيك الإيجابي بين (الدوحة وعمان وحماس) يأتي في ظل استنهاض الأمة ، والشراكة الإيجابية في عمليات إعادة التشكل العربي على قاعدة فلسطين أولاً .
الحديث في زيارة (مشعل ـ هنية) حديث يطول في ظل زمان جديد يفارق الماضي ، وفي ظل جغرافيا سياسية تتشكل على قواعد جديدة ، ويكفينا هنا أن نقول إنها تحركات ديناميكية في ظل واجب وطني يوجب الحضور ، ولا يقبل التأجيل والتأخير
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية