معركة الضفة الغربية وتشرذمنا
سري سمور
سري سمور
(1)منطلق استيطاني توسعي إحلالي اقتلاعي
مخطئ تماما من يظن بأن ثمة منطلقات دينية توراتية حقيقية وراء المشروع الصهيوني القائم على الاستيلاء على الأرض الفلسطينية بقوة السلاح وبدعم العالم الغربي الظالم وإلا فأين يافا وعكا وقيسارية ومجمل الساحل إضافة إلى النقب في مزق خزعبلاتهم؟لقد بدءوا الاستيطان هناك منذ أواخر القرن التاسع عشر مستغلين ضعف الدولة العثمانية وانخفاض مستوى الوعي الجيواستراتيجي لدى أصحاب الأرض، قبل أن يكتمل استيلاؤهم على فلسطين الانتدابية بعد النكبة الثانية في مثل هذه الأيام سنة 1967م(أصر على تسميتها نكبة بدل نكسة) وهم بأسنان الجرافات المدعومة بجيش قوي مسلح بأحدث العتاد العسكري والتقني وبنفاق الغرب المتواطئ الذي يدين ويشجب –خاصة الأوروبي- ويمد استيطانهم بأسباب الاستمرار والسرعة وليس مجرد البقاء، والغواصات الألمانية كانت آخر حلقات مسلسل إجرام هذا الغرب بحق شعبنا وأرضنا فيما نحن على حالنا من التشرذم والجدل الذي لا يفضي إلى نتيجة تفيدنا!
(2)إحكام السيطرة على الضفة الغربية
أنياب الوحش الاستيطاني تنغرس في جبال وسهول ووديان الضفة، وزعران المستوطنين يقتلعون أشجار الزيتون وكروم العنب ويحرقون محاصيل القمح والشعير، ويضربون الناس، ويحطمون زجاج السيارات، ناهيك عما قاموا به وقد يـقومون به من حرق المساجد، وهم نـفسهم كانوا حتى الأمس القريب يرتعبون من طفل صغير ولم تكن تأتيهم الجرأة لمجرد المرور من الشوارع التي شقت خصيصا لهم إلا تحت حماية مكثفة من قوات «جيش الدفاع» فباتوا اليوم يعربدون ويسرحون ويمرحون.
ومن الواضح أن الضفة الغربية هي مكان يجب إحكام السيطرة عليه بإجماع مختلف ألوان الطيف الصهيوني؛ ويمكن لمن أراد الرجوع إلى الإحصائيات والأرقام حول حجم الاستيطان وتوزيعه على جغرافية الضفة، أما أنا فأقول بكلام مبسط وسهل أنك بعد أن تخرج من نابلس نحو حوارة ومفرق زعترة فستبدأ تشعر بأنك في فلسطين المحتلة سنة 1948 وليس في الأراضي التي يفترض أن فصائلنا جميعا اتـفقت على أن دولتنا الفلسطينية ستقوم عليها؛ فكل اليافطات باللغة العبرية والأعلام على أعمدة الكهرباء إسرائيلية و كثير من السيارات والحركة النشطة هي لمن يفترض أنهم غرباء محتلون!
أما مدينة القدس التي أجمعت فصائلنا أيضا على أن أحياءها الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، فما يجري فيها لا يسرنا ولا يسر لنا صديقا(إذا كان ثمة أصدقاء في عالم المصالح المتوحش) فمسلسل التهويد للمقدسات والأحياء والشوارع وزرع القبور الوهمية لم يتوقف لحظة ووصل الحال إلى منع النشطاء من دخول المسجد الأقصى أو التصريح لوسائل الإعلام مثلما حدث مؤخرا مع الشيخ ناجح بكيرات وقبله الشيخ رائد صلاح والبقية تأتي، ومن كثرة ما نسمع عن هدم البيوت والاعتداء على المسجد الأقصى وصلنا حالة «التمسحة» وأصبحت الأخبار تمر دون أن يرف لنا جفن؛ وقد خلق الاحتلال للمقدسيين واقعا قانونيا خاصا بهم يعزل إخوتهم في سائر الضفة عنهم ويجعلهم يواجهون وحدهم مصيرهم.
ووصل الصلف إلى جعل منطقة قبر يوسف تتبع الحاخام، فيما يقوم مئات منهم بغزو المكان مرة أو مرتين شهريا تحت جنح الظلام، وحكاية مسمار جحا تتكرر هاهنا...أما الجدار الثعباني فحدث عنه ولا حرج، وأما الأغوار فقد باتت وكأنها مضمومة فعليا، وبهذا فإن 5860كم2 تقريبا وهي مساحة الضفة تبتلع وتضيع ونحن حتى لم نعد نسمع الشجب والاستنكار إلا في مناسبات متباعدة، طبعا لم أتحدث عن الواقع المالي والتعطيش للبشر والشجر والأغنام والطيور الفلسطينية فالحديث ذو شجون!
(3)مستقبل مخيف
لا داعي للقلق فيمكننا أن نتوسع عاموديا ولا ضرورة للتوسع الأفقي بعد استكمال الابتلاع الاستيطاني لأرض الضفة! وقد يجد عدد من أبنائنا فرص عمل في المستوطنات؛ في قطاع البناء أو تقليم الأشجار في الحدائق أو غسل الصحون في المطاعم أو جمع القمامة، فهذا الأمر يبدو اليوم شائنا ولكنه مع الزمن سيبدو مقبولا ومعقولا والضرورات تبيح المحظورات، تماما مثلما كان الحال بالنسبة للعمل داخل الخط الأخضر!
الوضع جد خطير، وسلوتنا أن الاحتلال زائل والاستيطان إلى اندثار، وهذا صحيح ولكنه يحتاج إلى عمل دءوب، وإلى جهد كبير جدا، وإلا فإن مصير فلسطين قد يكون مثل مصير الأندلس؛ فالأرض تصغر وتتآكل من تحتنا وعن اليمين وعن الشمال، وللتذكير لا للإعلام والإخبار فإن الاستيطان ليس مشروعا ينفرد به نتنياهو دون سواه، فهذا الأمر هو لب الفكر الصهيوني، وما يميز نتنياهو عن غيره هو التفكير بصوت عال، فهذا مشروع قائم على الاستيطان والاقتلاع والإحلال، بأحزاب اليمين واليسار والوسط، ومن يعتقد أو يظن غير ذلك فهو بحاجة إلى دورات مكثفة لدراسة طبيعة الحركة الصهيونية، مع أن جولة لمدة ساعة أو أكثر تغني عن كل الدورات والدراسات!
(4)تشرذم فكري وسياسي
كثيرا ما سمعنا وقرأنا عن الجدل البيزنطي؛ ويقال بأن العثمانيين بقيادة السلطان محمد الفاتح-رضي الله عنه- كانوا يحاصرون بيزنطة(القسطنطينية) فيما كان الكهنة والناس في داخلها يتناقشون حول أمور أخرى لا تتعلق بحصار مدينتهم؛ كالجدل حول الملائكة أهم ذكور أم إناث، والجدل حول عدد الشياطين التي يمكنها أن تقف على رأس دبوس...وهكذا؛ وحالنا اليوم يبدو أسوا لأن من يحاصرنا ويبتلع أرضنا ليس بأخلاق محمد الفاتح، و انشغلنا بما لا شأن له بقضيتنا ولا بمستقبل وجودنا فوق أرضنا، ولا يقتصر الأمر على الانقسام وما تركه من جدل يولد جدلا حول كل شيء إلا الأرض التي تضيع منا، بل إن النخب والقواعد الشبابية وبعض الكتبة وجزء من الوعاظ نسوا حال الشعب والأرض وانغمسوا في أمور أخرى؛ فما معنى أن ننشغل بخلاف المذاهب كالخلاف السني-الشيعي الذي ليس له أصلا مقومات موضوعية عندنا بحكم تركيبة شعبنا؟ وما الفائدة من الخوض في جدل حول حكم النقاب وجمع الصلوات ووو...ويمكن لمن لا يصدقني عمل جولة لمدة نصف ساعة في مواقع الإنترنت أو ركوب وسيلة نـقل عامة أو الجلوس لمدة ربع ساعة وحضور نقاش في بيت فرح أو كره؛ فالتشرذم الفكري سيد الموقف وقليلا ما تطرح قضية الأرض إلا من باب «عد العصي» دون أي اقتراح ولو كان غير عملي حول سبيل الخلاص!
فالأرض هي جوهر الصراع وأساسه وكل ما سوى الأرض في تفصيلات وتفرعات وتشعبات ومخرجات الصراع أمور ثانوية، وحين تضيع منا الأرض، أو بالتعبير البلدي «لما يشلطونا أرضنا» فلن يرحمنا قريب أو بعيد وسنصبح أحاديث، ولا داعي للتذكير أن الجزء الأكبر من الأرض ضاع، فليس أقل من الحفاظ على ما بقي منها!
(5)الوعي والفهم
الرأي قبل شجاعة الشجعان، والوعي لطبيعة وحقيقة الصراع تسبق أي شيء آخر، فهل نحن في حالة وعي ونضوج جمعي حول الصراع؟ كلا طبعا، بل حتى على مستوى النخبة هناك من غرق في تهويمات لا تنم عن وعي أو دراية؛ فالوعي يتطلب أن يشعر أي شخص سواء القريب من المستوطنات أو البعيد عنها أن الأمر يعنيه شخصيا، وأن الخطر الداهم يتهدده هو وأسرته، ولا عاصم له إن تحلّى باللامبالاة ولبس لباس التواكل.
وبعد الوعي والفهم لحقيقة الصراع سيقرر الناس ما يصنعون دون وصاية أو نصيحة؛ فالوعي الجمعي سيحركهم ويرسم خياراتهم و تكتيكاتهم الموصلة للهدف الاستراتيجي وهو تخليص الأرض والإنسان من الورم السرطاني الاحتلالي، وبعد الوعي لن يحتاج الناس لمن يقول لهم:قاوموا أو طريقة المقاومة!
ورغم آليات الوعي وأدواته المتوفرة عندنا إلا أن النتيجة محبطة، لماذا يا ترى؟لعل الانشغال بتوفير لـقمة العيش المرّة وتعقيدات الحياة اليومية الصعبة هي السبب، أو أهم الأسباب، فكيف تطلب من مدين أو متبطّل الوعي لمصير وطن؟ على كل ربما يكون المال موضوع مقال قادم إذا شاء المولى سبحانه.
مخطئ تماما من يظن بأن ثمة منطلقات دينية توراتية حقيقية وراء المشروع الصهيوني القائم على الاستيلاء على الأرض الفلسطينية بقوة السلاح وبدعم العالم الغربي الظالم وإلا فأين يافا وعكا وقيسارية ومجمل الساحل إضافة إلى النقب في مزق خزعبلاتهم؟لقد بدءوا الاستيطان هناك منذ أواخر القرن التاسع عشر مستغلين ضعف الدولة العثمانية وانخفاض مستوى الوعي الجيواستراتيجي لدى أصحاب الأرض، قبل أن يكتمل استيلاؤهم على فلسطين الانتدابية بعد النكبة الثانية في مثل هذه الأيام سنة 1967م(أصر على تسميتها نكبة بدل نكسة) وهم بأسنان الجرافات المدعومة بجيش قوي مسلح بأحدث العتاد العسكري والتقني وبنفاق الغرب المتواطئ الذي يدين ويشجب –خاصة الأوروبي- ويمد استيطانهم بأسباب الاستمرار والسرعة وليس مجرد البقاء، والغواصات الألمانية كانت آخر حلقات مسلسل إجرام هذا الغرب بحق شعبنا وأرضنا فيما نحن على حالنا من التشرذم والجدل الذي لا يفضي إلى نتيجة تفيدنا!
(2)إحكام السيطرة على الضفة الغربية
أنياب الوحش الاستيطاني تنغرس في جبال وسهول ووديان الضفة، وزعران المستوطنين يقتلعون أشجار الزيتون وكروم العنب ويحرقون محاصيل القمح والشعير، ويضربون الناس، ويحطمون زجاج السيارات، ناهيك عما قاموا به وقد يـقومون به من حرق المساجد، وهم نـفسهم كانوا حتى الأمس القريب يرتعبون من طفل صغير ولم تكن تأتيهم الجرأة لمجرد المرور من الشوارع التي شقت خصيصا لهم إلا تحت حماية مكثفة من قوات «جيش الدفاع» فباتوا اليوم يعربدون ويسرحون ويمرحون.
ومن الواضح أن الضفة الغربية هي مكان يجب إحكام السيطرة عليه بإجماع مختلف ألوان الطيف الصهيوني؛ ويمكن لمن أراد الرجوع إلى الإحصائيات والأرقام حول حجم الاستيطان وتوزيعه على جغرافية الضفة، أما أنا فأقول بكلام مبسط وسهل أنك بعد أن تخرج من نابلس نحو حوارة ومفرق زعترة فستبدأ تشعر بأنك في فلسطين المحتلة سنة 1948 وليس في الأراضي التي يفترض أن فصائلنا جميعا اتـفقت على أن دولتنا الفلسطينية ستقوم عليها؛ فكل اليافطات باللغة العبرية والأعلام على أعمدة الكهرباء إسرائيلية و كثير من السيارات والحركة النشطة هي لمن يفترض أنهم غرباء محتلون!
أما مدينة القدس التي أجمعت فصائلنا أيضا على أن أحياءها الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، فما يجري فيها لا يسرنا ولا يسر لنا صديقا(إذا كان ثمة أصدقاء في عالم المصالح المتوحش) فمسلسل التهويد للمقدسات والأحياء والشوارع وزرع القبور الوهمية لم يتوقف لحظة ووصل الحال إلى منع النشطاء من دخول المسجد الأقصى أو التصريح لوسائل الإعلام مثلما حدث مؤخرا مع الشيخ ناجح بكيرات وقبله الشيخ رائد صلاح والبقية تأتي، ومن كثرة ما نسمع عن هدم البيوت والاعتداء على المسجد الأقصى وصلنا حالة «التمسحة» وأصبحت الأخبار تمر دون أن يرف لنا جفن؛ وقد خلق الاحتلال للمقدسيين واقعا قانونيا خاصا بهم يعزل إخوتهم في سائر الضفة عنهم ويجعلهم يواجهون وحدهم مصيرهم.
ووصل الصلف إلى جعل منطقة قبر يوسف تتبع الحاخام، فيما يقوم مئات منهم بغزو المكان مرة أو مرتين شهريا تحت جنح الظلام، وحكاية مسمار جحا تتكرر هاهنا...أما الجدار الثعباني فحدث عنه ولا حرج، وأما الأغوار فقد باتت وكأنها مضمومة فعليا، وبهذا فإن 5860كم2 تقريبا وهي مساحة الضفة تبتلع وتضيع ونحن حتى لم نعد نسمع الشجب والاستنكار إلا في مناسبات متباعدة، طبعا لم أتحدث عن الواقع المالي والتعطيش للبشر والشجر والأغنام والطيور الفلسطينية فالحديث ذو شجون!
(3)مستقبل مخيف
لا داعي للقلق فيمكننا أن نتوسع عاموديا ولا ضرورة للتوسع الأفقي بعد استكمال الابتلاع الاستيطاني لأرض الضفة! وقد يجد عدد من أبنائنا فرص عمل في المستوطنات؛ في قطاع البناء أو تقليم الأشجار في الحدائق أو غسل الصحون في المطاعم أو جمع القمامة، فهذا الأمر يبدو اليوم شائنا ولكنه مع الزمن سيبدو مقبولا ومعقولا والضرورات تبيح المحظورات، تماما مثلما كان الحال بالنسبة للعمل داخل الخط الأخضر!
الوضع جد خطير، وسلوتنا أن الاحتلال زائل والاستيطان إلى اندثار، وهذا صحيح ولكنه يحتاج إلى عمل دءوب، وإلى جهد كبير جدا، وإلا فإن مصير فلسطين قد يكون مثل مصير الأندلس؛ فالأرض تصغر وتتآكل من تحتنا وعن اليمين وعن الشمال، وللتذكير لا للإعلام والإخبار فإن الاستيطان ليس مشروعا ينفرد به نتنياهو دون سواه، فهذا الأمر هو لب الفكر الصهيوني، وما يميز نتنياهو عن غيره هو التفكير بصوت عال، فهذا مشروع قائم على الاستيطان والاقتلاع والإحلال، بأحزاب اليمين واليسار والوسط، ومن يعتقد أو يظن غير ذلك فهو بحاجة إلى دورات مكثفة لدراسة طبيعة الحركة الصهيونية، مع أن جولة لمدة ساعة أو أكثر تغني عن كل الدورات والدراسات!
(4)تشرذم فكري وسياسي
كثيرا ما سمعنا وقرأنا عن الجدل البيزنطي؛ ويقال بأن العثمانيين بقيادة السلطان محمد الفاتح-رضي الله عنه- كانوا يحاصرون بيزنطة(القسطنطينية) فيما كان الكهنة والناس في داخلها يتناقشون حول أمور أخرى لا تتعلق بحصار مدينتهم؛ كالجدل حول الملائكة أهم ذكور أم إناث، والجدل حول عدد الشياطين التي يمكنها أن تقف على رأس دبوس...وهكذا؛ وحالنا اليوم يبدو أسوا لأن من يحاصرنا ويبتلع أرضنا ليس بأخلاق محمد الفاتح، و انشغلنا بما لا شأن له بقضيتنا ولا بمستقبل وجودنا فوق أرضنا، ولا يقتصر الأمر على الانقسام وما تركه من جدل يولد جدلا حول كل شيء إلا الأرض التي تضيع منا، بل إن النخب والقواعد الشبابية وبعض الكتبة وجزء من الوعاظ نسوا حال الشعب والأرض وانغمسوا في أمور أخرى؛ فما معنى أن ننشغل بخلاف المذاهب كالخلاف السني-الشيعي الذي ليس له أصلا مقومات موضوعية عندنا بحكم تركيبة شعبنا؟ وما الفائدة من الخوض في جدل حول حكم النقاب وجمع الصلوات ووو...ويمكن لمن لا يصدقني عمل جولة لمدة نصف ساعة في مواقع الإنترنت أو ركوب وسيلة نـقل عامة أو الجلوس لمدة ربع ساعة وحضور نقاش في بيت فرح أو كره؛ فالتشرذم الفكري سيد الموقف وقليلا ما تطرح قضية الأرض إلا من باب «عد العصي» دون أي اقتراح ولو كان غير عملي حول سبيل الخلاص!
فالأرض هي جوهر الصراع وأساسه وكل ما سوى الأرض في تفصيلات وتفرعات وتشعبات ومخرجات الصراع أمور ثانوية، وحين تضيع منا الأرض، أو بالتعبير البلدي «لما يشلطونا أرضنا» فلن يرحمنا قريب أو بعيد وسنصبح أحاديث، ولا داعي للتذكير أن الجزء الأكبر من الأرض ضاع، فليس أقل من الحفاظ على ما بقي منها!
(5)الوعي والفهم
الرأي قبل شجاعة الشجعان، والوعي لطبيعة وحقيقة الصراع تسبق أي شيء آخر، فهل نحن في حالة وعي ونضوج جمعي حول الصراع؟ كلا طبعا، بل حتى على مستوى النخبة هناك من غرق في تهويمات لا تنم عن وعي أو دراية؛ فالوعي يتطلب أن يشعر أي شخص سواء القريب من المستوطنات أو البعيد عنها أن الأمر يعنيه شخصيا، وأن الخطر الداهم يتهدده هو وأسرته، ولا عاصم له إن تحلّى باللامبالاة ولبس لباس التواكل.
وبعد الوعي والفهم لحقيقة الصراع سيقرر الناس ما يصنعون دون وصاية أو نصيحة؛ فالوعي الجمعي سيحركهم ويرسم خياراتهم و تكتيكاتهم الموصلة للهدف الاستراتيجي وهو تخليص الأرض والإنسان من الورم السرطاني الاحتلالي، وبعد الوعي لن يحتاج الناس لمن يقول لهم:قاوموا أو طريقة المقاومة!
ورغم آليات الوعي وأدواته المتوفرة عندنا إلا أن النتيجة محبطة، لماذا يا ترى؟لعل الانشغال بتوفير لـقمة العيش المرّة وتعقيدات الحياة اليومية الصعبة هي السبب، أو أهم الأسباب، فكيف تطلب من مدين أو متبطّل الوعي لمصير وطن؟ على كل ربما يكون المال موضوع مقال قادم إذا شاء المولى سبحانه.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية