مع الأمين/لأمين العام لحركة المقاومة الشعبية أبو قاسم دغمش لـ “مرآة الجزيرة”: لدينا ما يؤرق الاحتلال بمواجهة أي سيناريو تصعيدى

الجمعة 15 أبريل 2022

مع الأمين/لأمين العام لحركة المقاومة الشعبية أبو قاسم دغمش لـ “مرآة الجزيرة”: لدينا ما يؤرق الاحتلال بمواجهة أي سيناريو تصعيدى

مرآة الجزيرة- حوار يارا بليبل

كل من في الكيان المؤقت يخشى من الآتي، ترقب لمزيد من العمليات الفدائية التي باتت تثقل كاهل المستوطنين الصهاينة، بعد أن فقدوا ثقتهم بمسؤوليهم بالتوازي مع فقدانهم للأمن، فيما تفقد المؤسسة الأمنية لأدواتها الردعية والاستخبارية كما للهيبة. 

المأزق الحقيقي اليوم في الكيان الصهيوني يتمحور حول عامل المفاجأة وما قدمته العمليات من معطيات بعيدة كل البعد عن الوهم الذي أرادت القوى السياسية في الكيان إشاعته، ومخرجات كل ما ورد يثبت بأن فلسطين ولّادة. ولّادة للفكر المقاوم والعقل الحر، ولّادة لرافضي خطابات السلام كما التطبيع، ولّادة للوعيّ بالحلفاء وناكثي العهد وبائعي الأوهام والوعود والشعارات. 

عمليات ارتجالية فردية هزّت قمة المجتمعين في النقب، وأذاقت القليل من مر العلقم للصهاينة. فأعادت التصويب على أن المقاومة فكر وعهد، وأن حكومة نفتالي بينيت، قريبة الأجل، ومعها الأجهزة الاستخبارية غير قادران على التنبؤ بالعملية القادمة، فلم تجد إلّا بدعوة المستوطنين لسلاحهم الخاص سبيلاً ، أن “دافعوا عن أنفسكم بعد الآن”.

 تطورات متسارعة إذاً، تشهدها الساحة الفلسطينية تعكس مدى التوتر “الصهيوني” وتشتت القوى في التعامل معها، وفي ضوء كل ما شهدته الضفة الغربية المحتلة وأراضي الـ48 الفلسطينية المحتلة وضمن سلسلة “مع الأمين” حاورت مرآة الجزيرة الأمين العام لحركة المقاومة الشعبية أبو قاسم دغمش.

مرآة الجزيرة- حوار يارا بليبل

استهل أبو قاسم حديثه بالتعليق على العمليات الفدائية في فلسطين المحتلة وما خلفتها من حملات عقابية ضد الفلسطينيين مؤكداً على أن الصراع ضد العدو الصهيوني على أرض فلسطين لهو صراع ممتد حيث أن “العدوان مستمر بكافة أشكاله ضد شعبنا ولا يحتاج لأي مبرر أو ذريعة، بل بالعكس إن العمليات البطولية الأخيرة كانت جزء من الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال ضد شعبنا في كل مكان على أرض فلسطين واستباحته الدماء واقتحام المقدسات بشكل يدلل على حجم العدوان والنوايا الإجرامية الصهيونية”.

 وأضاف أن “الأوضاع لا يمكن ان ترى الهدوء طالما استمر العدوان والتهويد والاقتحامات، بل ستزيد وتشمل كل الساحات وبشتى الطرق والوسائل الممكنة لدى شعبنا لأنه حق له الدفاع عن نفسه في وجه العدوان”. 

ولفت الأمين العام لحركة المقاومة الشعبية في تطرقه إلى التصعيد الصهيوني في سجون الاحتلال الذي صاحب العمليات الفدائية، وكل ما يدور عن أفق المواجهة ومداها، مؤكدا عدم وجود حدود للصراع والمواجهة بين المقاومة في فلسطين والعدو الصهيوني، موضحاً أن “العدو ظنّ بإدخاله الأسرى ساحة الاشتباك السياسي والميداني عبر عدوانه عليهم داخل الأسر أنه قادر على الضغط وانتزاع المواقف السياسية والأمنية من المقاومة الفلسطينية، ولكن انقلب الأمر عليه ليصبح الأسرى الأبطال جزءاً مباشراً من حالة الاشتباك ضد العدو وورقة ضاغطة عليه لصالح شعبنا وأسرانا بشكل مباشر”. 

جنين بوابة الحرب

 أما في تناول ملف وعي الشباب الفلسطيني بأحقية قضيته على الرغم من الخطابات الداعية إلى السلام والتعاون الأمني كما حلّ الدولتين، اعتبر الشيخ أبو قاسم دغمش أن العدو يستهدف الضفة الغربية المحتلة بتعاون مباشر من التنسيق الامني للسلطة الفلسطينية، حيث ظن العدو ولسنوات ماضية أن فكر المقاومة وعملها هناك قد تم وأده.

 وأشار إلى حالات التشفّي الصهيوني الأولى التي سُجلت في مخيم جنين، حيث لطالما شكل المخيم “العنوان القادم بفعل واقعه النضالي وتركيبته الفصائلية، إذ ينشأ جيل من الشباب تربى على فكر المقاومة ولذلك نرى حالة الوحدة هناك مستمرة، وأن أي عدوان وجريمة إعدام بحق أي من ابطالها نرى سرعة الرد من أبناء المخيم باختلاف انتماءاتهم الحزبية، ما يجعل جنين دوما عاصمة المقاومة للضفة المحتلة”.

 وعن احتمالات توسع هامش المواجهة في جنين، أكد أبو قاسم على أن اقتحام جنين يعدّ بمثابة إعلان حرب يريدها العدو الصهيوني، كاشفا أن العدو الصهيوني “أُبلغ عبر الوسطاء ورسائل المقاومة الإعلامية بأن التجرؤ على اقتحام جنين أو الأقصى وارتكاب المجازر والاعتقالات بحق أهلنا هناك هو خط أحمر لا يمكن السكوت عليه، وأن كل شبر من فلسطين سينهض للدفاع وإسناد جنين كما القدس والضفة والداخل المحتل”.

 لدينا ما يؤرق الاحتلال

وفي سياق التطورات السريعة التي تسجلها الساحة الفلسطينية وسيناريوهات تصاعد المواجهة مع العدو الصهيوني، أكد أمين عام حركة المقاومة الشعبية على أن كتائب الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للحركة، تعد جزءا من فصائل المقاومة الفلسطينية، منوّها إلى أنه بالرغم من عدم توازن القوى على مستوى القدرات العسكرية مع ما يملكه العدو من آلة الحرب والقتل ” ولكن نحن حاضرون، كما في كل موجة تصعيد أو حرب ضد شعبنا نكون في الميدان عاملين مجاهدين وبمختلف التخصصات العسكرية المتاحة، نشارك اخواننا في الأجنحة العسكرية عبر غرفة العمليات المشتركة التي نتوحد في مظلتها وبقرارها الجماعي وإدارة المعركة وفي أي وقت ولحظة نحن على جاهزية تامة ولدينا ما يؤرق الاحتلال دوما بفضل الله”. 

أما لجهة حظوظ استثمار عدوى العمليات الفدائية على صعيد فصائل المقاومة، أكد أبو قاسم دغمش على وجود ثورة حقيقية في الضفة المحتلة والداخل، إلى جانب الإسناد من غزة.

 وأردف بالقول “وهنا كان الاستثمار الأكبر بوحدة الوطن جغرافيا وميدانيا وهذا ما لا يتوقعه العدو ويحاول إفشاله، ولكن نقول قد تحقق الانجاز وانطلق قطار العمليات والإسناد وهذا يؤسس لمرحلة جديدة في الصراع وسينتج خيرا نحو طريق التحرير”. 

التطبيع: مدخل لإقامة كيان يمتد من النيل إلى الفرات

وإزاء ما ظهر من محاولات الصهاينة في الاستثمار العسكري والأمني لاتفاقيات التطبيع الموقعة مع عدد من الدول “العربية”، وكان آخرها في ما سمي “قمة النقب”، بيّن أمين عام حركة المقاومة الشعبية الموقف من التطبيع باعتباره ” خيانة وخنجر مسموم في قلب فلسطين والقدس”، لافتا إلى أنه كان من الأولى بهم “دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته في وجه الاحتلال الصهيوني الذي يسعى لإقامة دولته من النيل الى الفرات”، موضحاً أن التطبيع يمثل المدخل لتحقيق الهدف الصهيوني. 

وتابع أبو قاسم: ” إن كل الدول المطبعة مع العدو هي اليوم لسان ناطق له، وكل المواقف الصادرة ضد شعبنا ومقاومته مرفوضة لأن التاريخ لم يرحم يوما من خان فلسطين والقدس”.

 لافتاً إلى أن المطلوب من “السعودية” العودة للعب دورها الداعم لنا بعيداً عن رعاية المواقف التي تحاول تشويه المقاومة وبطولاتها. 

وحول قمة النقب، اعتبر أبو قاسم أنها “كانت قمة الشر التي يريد من خلالها العدو ومن خلفه امريكا شرعنة العدوان ضد شعبنا وضد كل محاور المنطقة المناهضة والرافضة لوجود الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين”، وأضاف ” أرادوا من تلك القمة حماية الكيان في ظل التغيرات الإقليمية والدولية وضعف محور أميركا والصهاينة”.

“السعودية” تحارب من يدعم القضية الفلسطينية

وفي الحديث عن السجناء الفلسطينيين في “السعودية”، ومبادرة “أنصار لله” للإفراج عنهم مقابل تسليم الحركة للأسرى الطياريين السعوديين لديها أعرب أمين عام حركة المقاومة الشعبية عن رفضه استهجانه لمبدأ الاعتقال والحملة التي تمت في السعودية، مشيرا إلى مطالبتهم مرارا “بوقف سياسات النظام السعودي واطلاق سراح كل المعتقلين، ولكن للأسف أتى الرد السعودي بزيادة الاعتقالات ومحاربة من يمكن أن يساند شعبنا وقضيتنا”. 

ونوّه الشيخ دغمش إلى أن المبادرة اليمنية ” تؤكد حقيقة الواقع، بعد أن جسدت من يقف مع فلسطين ومن يقف ضدها. حيث أن “رفض الافراج عن المعتقلين لم يخدم سوى العدو الصهيوني الذي يسعى لبقاء الامة في تفرقة، وهو المستفيد الوحيد من ذلك”. 

وختم أمين عام حركة المقاومة الشعبية الشيخ أبو قاسم دغمش، حديثه بتناول الحالة الشعبية في كل من البحرين والجزيرة العربية وموقفها من القضية الفلسطينية كما ورفضها لتطبيع الأنظمة، بالتوازي مع كل ما تلقاه من حملات قمع للمعارضة السلمية قائلاً: ” نرسل تحياتنا الجهادية لكل أحرار العالم وأمتنا. 

إن ما نراه من شعبنا في البحرين وأبناء الجزيرة العربية ورفضهم لسياسات التطبيع الذي تمارسه حكوماتهم مع العدو الصهيوني وتنفيذ الحملات والأنشطة المختلفة لمناهضة التطبيع لهو سلوك يدلل على أن الوعي ما زال حاضرا في الأمة، ولا يمكن للظالمين وتبنيهم لممارسات القتل والترهيب أن يجعلوا من الحقائق والثوابت قابلة  للتغير، فقضية فلسطين تمثل الثابت في هذه الأمة، وكل المطبعين والخونة مع العدو الصهيوني يعكسون المتغيّر وسيسجلهم التاريخ كتاريخ أسود”.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية