مفارقات في مسألة الحصار
د. يوسف رزقة
في تصريح أخير لوكالة الغوث( الأنروا ) لافت للنظر، يقول : إن مشاريع إعادة الإعمار في غزة ستتوقف نهائياً بسبب تشديد الحصار على غزة، ووقف ( إسرائيل) مرور الشاحنات المحملة بالإسمنت و"الزلط" والحديد إلى غزة. من المعلوم أن الكميات التي دخلت مؤخراً من خلال ( كرم أبو سالم) لا تفي بأكثر من ٢٠٪ من حاجة القطاع الخاص في غزة. بينما كانت الأونروا تحصل على ما يلزمها لمشاريعها.
ومن المعلوم أن قطاع غزة كان يوفر جل ما يحتاجه من مواد الإعمار من خلال الأنفاق. لم يتم هذا في يوم وليلة، بل استغرق وقتا طويلا، وجهدا مضنيا، ودفع الشعب العديد من التضحيات ,خاصة ممن قضوا نحبهم تحت الأنفاق من أجل لقمة العيش، أو من أجل رفع شفرة الحصار عن رقبة الشعب، وتخفيف معاناته. الأنفاق ومهما قيل فيها من أقاويل خاطئة وتحريضية، فإنها لم تكن مسألة تجارية وأرزاقاً بالحلال فحسب، بل كانت مسألة سياسية ووطنية، تحكي تحدي الشعب الفلسطيني للعدوان والحصار.
ما كان وطنياً، وسياسياً، ورمزاً للتحدي، وللحصول على الرزق حتى من ثقوب الأرض، تعرض إلى تحريض غير مسئول من فسدة السلطة، و(إسرائيل)، حتى تم هدمها في أيام قليلة، ولم تعد عند من هدمها علامة على الوطنية، وغاب الواجب القومي والوطني والسياسي من المعركة مع الاحتلال. لذا نجد الاحتلال هو الأكثر فرحاً وارتياحاً لهدم الأنفاق.
قديما فشل العالم العربي في مقاطعة (إسرائيل)، وفي فرض الحصار عليها، رغم كثرة المؤتمرات التي عقدتها الجامعة العربية لهذا الغرض، بينما نجحت ( إسرائيل ) ودول عربية في فرض حصار مشدد على غزة بدون اجتماعات معلنة، وربما بدون سرية أيضاً، لأن الضحية فلسطيني، وليس الآخر الإسرائيلي، تصديقاً لمقولة "بأسهم بينهم شديد". غزة تستجدي رفع الحصار العربي، وتعلن عن قدرتها على تحدي الحصار الإسرائيلي، ولكن العرب الأقحاح يصمون آذانهم، وينامون ملء جفونهم، وألسنة المتضررين من الحصار تلهج بالدعاء على من آذاها، وباع شعب فلسطين لأميركا و(إسرائيل)، وهو يملك القدرة على رفع الحصار، أو تخفيفه.
في ضوء تشديد إجراءات الحصار، وفي ضوء غياب المبالاة العربية بنداءات غزة، فإن غزة لم تفقد بوصلتها العربية، والقومية، والوطنية، ولكن يؤلمها هذا الحال، ويؤلمها التذكير المتكرر بأن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية والإسلامية، حتى وإن بلغ اليأس لدى بعضهم إلى السؤال : أين هي الأمة العربية والإسلامية؟
الأونروا مؤسسة أممية، ومحايدة، ولا دخل لها بالسياسة أو الدين، وها هي ترفع صوتها من جديد,معلنة أن مشاريعها لإعادة إعمار بيوت الضعفاء والفقراء، ومن ثمة علينا على مقالتها، لكي يصل صوتها وصوت الشعب لمن يعنيهم الأمر في البلاد العربية، ذات القدرة على تفكيك الحصار، إذا ما امتلكت الإرادة لذلك.
د. يوسف رزقة
في تصريح أخير لوكالة الغوث( الأنروا ) لافت للنظر، يقول : إن مشاريع إعادة الإعمار في غزة ستتوقف نهائياً بسبب تشديد الحصار على غزة، ووقف ( إسرائيل) مرور الشاحنات المحملة بالإسمنت و"الزلط" والحديد إلى غزة. من المعلوم أن الكميات التي دخلت مؤخراً من خلال ( كرم أبو سالم) لا تفي بأكثر من ٢٠٪ من حاجة القطاع الخاص في غزة. بينما كانت الأونروا تحصل على ما يلزمها لمشاريعها.
ومن المعلوم أن قطاع غزة كان يوفر جل ما يحتاجه من مواد الإعمار من خلال الأنفاق. لم يتم هذا في يوم وليلة، بل استغرق وقتا طويلا، وجهدا مضنيا، ودفع الشعب العديد من التضحيات ,خاصة ممن قضوا نحبهم تحت الأنفاق من أجل لقمة العيش، أو من أجل رفع شفرة الحصار عن رقبة الشعب، وتخفيف معاناته. الأنفاق ومهما قيل فيها من أقاويل خاطئة وتحريضية، فإنها لم تكن مسألة تجارية وأرزاقاً بالحلال فحسب، بل كانت مسألة سياسية ووطنية، تحكي تحدي الشعب الفلسطيني للعدوان والحصار.
ما كان وطنياً، وسياسياً، ورمزاً للتحدي، وللحصول على الرزق حتى من ثقوب الأرض، تعرض إلى تحريض غير مسئول من فسدة السلطة، و(إسرائيل)، حتى تم هدمها في أيام قليلة، ولم تعد عند من هدمها علامة على الوطنية، وغاب الواجب القومي والوطني والسياسي من المعركة مع الاحتلال. لذا نجد الاحتلال هو الأكثر فرحاً وارتياحاً لهدم الأنفاق.
قديما فشل العالم العربي في مقاطعة (إسرائيل)، وفي فرض الحصار عليها، رغم كثرة المؤتمرات التي عقدتها الجامعة العربية لهذا الغرض، بينما نجحت ( إسرائيل ) ودول عربية في فرض حصار مشدد على غزة بدون اجتماعات معلنة، وربما بدون سرية أيضاً، لأن الضحية فلسطيني، وليس الآخر الإسرائيلي، تصديقاً لمقولة "بأسهم بينهم شديد". غزة تستجدي رفع الحصار العربي، وتعلن عن قدرتها على تحدي الحصار الإسرائيلي، ولكن العرب الأقحاح يصمون آذانهم، وينامون ملء جفونهم، وألسنة المتضررين من الحصار تلهج بالدعاء على من آذاها، وباع شعب فلسطين لأميركا و(إسرائيل)، وهو يملك القدرة على رفع الحصار، أو تخفيفه.
في ضوء تشديد إجراءات الحصار، وفي ضوء غياب المبالاة العربية بنداءات غزة، فإن غزة لم تفقد بوصلتها العربية، والقومية، والوطنية، ولكن يؤلمها هذا الحال، ويؤلمها التذكير المتكرر بأن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية والإسلامية، حتى وإن بلغ اليأس لدى بعضهم إلى السؤال : أين هي الأمة العربية والإسلامية؟
الأونروا مؤسسة أممية، ومحايدة، ولا دخل لها بالسياسة أو الدين، وها هي ترفع صوتها من جديد,معلنة أن مشاريعها لإعادة إعمار بيوت الضعفاء والفقراء، ومن ثمة علينا على مقالتها، لكي يصل صوتها وصوت الشعب لمن يعنيهم الأمر في البلاد العربية، ذات القدرة على تفكيك الحصار، إذا ما امتلكت الإرادة لذلك.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية