منظمات دولية في الفلك الصهيوني
ماجد أحمد أبو مراد
شهدت الساحة الإعلامية ووسائل الإعلام المحلية منها والدولية في الآونة الأخيرة العديد من المواقف العلنية الرسمية وشبه الرسمية لشخصيات ومؤسسات أممية ومنظمات دولية كبيرة ومعتبرة -إن صح التعبير- هذه المواقف والتصريحات يُفهم من مجملها مناصرة تلك المؤسسات والمنظمات والشخصيات للكيان ،ودعم مواقفه وتوجهاته السياسية، ويشتم منها وممن أطلقها رائحة التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ونسيان عذاباته ،والتحيز الواضح لصالح الاحتلال، على حساب آهات شعبنا وجراحاته.
وهنا نتوقف قليلا عند المحاولات المتكررة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتي حاولت تغيير اسمها لتحذف كلمتي الإغاثة والتشغيل لتصبح فقط وكالة خدمة اللاجئين مما يعني فرقا واسعا في المضمون والجوهر وفي المسمى والمظهر كذلك ،وتذرعها دوما بحجج واهية كالعجز بالموازنة ونقص الموارد المالية لتتمكن من تقليص خدماتها الاجتماعية والصحية والتموينية المقدمة لفقراء اللاجئين بالمخيمات الفلسطينية، إن الفرق بين الاسم والشعار الحالي والمقترح للوكالة كبير وشاسع ،إذ أن الخدمة وهي محور المسمي الجديد والتي حاولت الوكالة الوصول إليه واعتماده تعني أنه بمقدور المنظمة التعامل مع اللاجئين بمعزل عن تشغيل الآلاف منهم ببرامجها المختلفة وغير ذلك من الاستحقاقات التي من الممكن أن تتهرب منها وكالة الغوث حال اعتماد التسمية الجديدة.
ومما يثير الاشمئزاز لدي المراقبين والمتابعين والغيورين على مصالحنا الوطنية على حد سواء تصريحات مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف "أيف داكور" حول الجندي الإسرائيلي شاليط الأسير لدى فصائل المقاومة بغزة ،والتي تجاهل فيها معاناة ما يزيد عن ( 7000 ) أسير فلسطيني بسجون الاحتلال، يعانون العزل الانفرادي والامتهان لكرامتهم الإنسانية، ومنعهم من الزيارة، وتجاوز كل ذلك ليطالب المقاومة ضرورة السماح بزيارة شاليط ،وتقديم من الأدلة ما يثبت أنه على قيد الحياة ،وتتم معاملته بشكل لائق من الناحية الإنسانية، أما أسرانا فلا عزاء لهم ولا نصير لقضيتهم، والغريب في هذا الأمر تساوق العديد من الجمعيات العاملة بحقل حقوق الإنسان مع الدعوات الصادرة عن جهات صهيونية والداعية لإطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الوحيد لدي المقاومة.
وعن تحيز الأمم المتحدة ومجلس الأمن فحدث ولا حرج حيث التعامي عن حقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه العادة، ومجاملة الاحتلال على حساب شعبنا المكلوم ،وتعطيل كافة قرارات المجلس المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبقائها فقط حبرا على ورق دون حتى محاولة اللجوء لتنفيذها أو تنفيذ جزء منها ،لأن الكيان فوق القانون في نظر المؤسسة الأممية الكبرى ومجلس الأمن وإن لم يعلنوا ذلك صراحة، وأخر تلك السخافات كانت ما صدر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" عندما أرادت أن تتحسس نبض الشارع بإعلانها أن القدس إنما هي عاصمة موحدة للكيان وإلي الأبد، ثم سرعان ما سحبت هذا التصريح وتبرأت منه بعدما رأت التحركات الشعبية المستنكرة للأمر.
قراءتي المتواضعة لكل التصريحات والمواقف التي أتينا على ذكر بعضها بالسطور السابقة ،بالإضافة للموقف الصامت لتلك المؤسسات في كثير من الأحيان تجاه تصرفات الاحتلال المخالفة لأبسط القواعد الإنسانية والأعراف الدولية كما حدث مع سفينة الكرامة التي اقتادتها بحرية الاحتلال بعد الاستيلاء عليها في عرض البحر بالقوة لميناء أسدود بفلسطين المحتلة، ومن قبلها ما حدث مع أسطول الحرية " 1 " ،وما لا حصر له من المواقف والتصرفات المشابه ، كل ذلك ليعبر وبوضوح عن سيطرة اللوبي الصهيوني وقبضته المحكمة على المنظمات والمؤسسات محور حديثنا بهذا المقال والتي كان من الأجدر أن تسمي صهيونية بدلاً من تسميتها زورا وبهتانا بمنظمات دولية أو أممية وما هي كذلك، وإن كان لها أنشطة إنسانية في بعض الدول.
ولو أردنا البحث عن حلول في الأفق لوجدنا خيار إيجاد جهة إسلامية فاعلة وناظمة للعمل الجماعي بعيدا عن ضيق الحزبية أو الطائفية ،هو أفضل السبل وأقصر الطرق للتواصل والتأثير على الساحة الدولية، فلماذا -على سبيل المثال- لا تشكل الجاليات المسلمة بالغرب عموما وبالولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص تجمعات وكيانات لها سواء اقتصادية أو اجتماعية، ولماذا لا يكون لها منابر إعلامية تحمل همومنا وتدافع عن قضايانا وتفضح ممارسات عدونا ،كما هو الحال لدي اللوبي الصهيوني الذي يمتلك إمبراطوريات إعلامية ضخمة متفرقة بأنحاء المعمورة، وإلي أن يصبح لنا لوبي مسلم يمتلك من المال والإعلام وغيرها من أوراق ونقاط القوة ما يمتلك ويستطيع التأثير على الحكومات والمنظمات والهيئات الدولية ،حينها سيكون من الممكن العمل وبسهولة لخدمة قضايا الشعوب المسلمة والمستضعفة وشعبنا الفلسطيني وكافة الفئات المهمشة
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية