مدينة غساسة / المغرب الأقصى 1527م
زملائي صغار رام الله دون أن أسمي أحدا لأنكم متشابهون " إنِّ البقر تشابه علينا" أناشدكم من هنا من مدينة غساسة حيث مقامي ومآلي الذي لا يسر صديقا ولا عدوا.
زملائي الأعزاء ما أدري ما الذي يجمعني معكم بالرغم من بعد الجغرافيا والتاريخ فلا شك أن هناك آلاف الأميال تقصل بيننا ومئات السنين ولكن أظن أنَّ الذي يجمعنا هو أن أعدائي من القشتاليين سموني " شيكو " أي الصغير ولا شك أنَّ أعداءكم أو أصدقاءكم من الصهاينة والأمريكيين والبريطانيين يسمونكم الصغار لأنهم يعرفونكم جيدا ويعرفون حجمكم قد يكون الكثاير منكم جساما ولكنكم صغارٌ ، لم يأت أحد منكم بشكل شرعي كما يأتي الكبار وهم متأكدون أنكم صغار فهم يملون عليكم شروطهم التي لا يرضاها الأطفال فأنتم أصغر من الأطفال، فأطفال شعبكم رجال وأي رجال فمنهم محمد الدرة وفارس عودة وفارس أبو زنط وإيمان حجوووو...
زملائي الصغار خذوا نصيحة من تورط قبلكم : لقد فاوضت فرنادو وإزبيلا سنوات عديدة وفي كل مرة أتنازل بها عن القلاع والحصون وأرضخ لشروطهم ولم تمض سنوات حتى أصبحت محاصرا في مقاطعة غرناطة، لقد تنازلت عن كل البلاد التي فتحها أجدادي وعرضوا عليَّ شروطا ظاهرها الرحمة وباطنها سوء العذاب فوافقت وظننت أنهم صادوقون وبعد أن استسلمت لكل شروطهم بما فيها التنازل عن المسجد الجامع وقصر الحمراء مقابل أن أحكم غرناطة وأن يكون لأولادي بعض الامتيازات التجارية والأمنية ولكنهم بعد أن وقعت على شروط الصلح المذلة حتى تنكروا لي وأصبحوا يضايقوني وإمعانا في إذلاي سحبوا تراخيص الشركات التي أعطوها لأبنائي بما فيها شركة الاتصالات الوطنية!!وبعد أن كنت ملك غرناطة صرت منسقا أمنيا ألاحق المجاهدين والمرابطين وقد صدق فيَّ قول الشاعر :
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
وبعد مرور بضع سنوات انتشرت المستوطنات حول غرناطة انتشار النار في الهشيم ،وارتفع الصليب فوق المسجد الجامع وغيره ودقت أجراس الكنائس حتى أنهم تمادوا في إذلالي فخيروني وشعبي إما أن نتنصر وإما أن نرحل، عندها ولأول مرة عرضت الأمر على شعبي وأجريت استفتاء شعبيا فجاء نسبة الاقتراع مئة في المئة على الرحيل، طردت من غرناطة وخرجت مع الغرناطيين ذليلا مقهورا تاركا ابنتي الجميلة هناك حيث اشترط فرناندوا أن تتنصر ليضمها إلى جواريه حتى صدق فيَّ قول الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح لميت إيلام
ووقفت على تلة قريبة من غرناطة يومها بكيت فقالت لي أمي عائشة وقد كانت صادقة : إبك كالنساء ملكاَ مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجال» . يومها عرفت أنني أستحق لقب الصغير بل أصغر من الصغير .
وأما إذا سألتم عن الاختلاف بيننا فأظنها كثيرة أهمهما أنني كنت أعرف قدر نفسي وأعرف حجمي فلم أنزعج ممن يطلق علي لقب صغير فكنت أرى أنني استحق ذلك وأكثر وأما أنتم فلم تعترفوا بعد أنكم صغار تتنافخون شرفا على الفضائيات وما زلتم تدعون المقاومة والنضال وتبررون ما تقومون فيه من أجل بناء الدولة الفلسطينية المستقلة فاي دولة فلسطينية مستقلة بالله عليكم أخبروني !!!
وكما تعلمون فإنني بكيت يوم تسليم غرناطة وأصابني الغم والهم ،وقبل البكاء أطلقت زفرة سمعها عدوي قبل صديقي حتى أطلقوا على التلة تلة زفرة العربي، وأنتم بالرغم من هذه المخازي فإنكم تضحكون وتعربدون وأما بالنسبة للتنسيق الأمني فأقول لكم صادقا لم أستجب كثيرا لمطالبهم ؛ فلم أغتل أي غرناطي رضاء للقشتاليين ، ولم ألاحق شعبي وأسلمه لسجون قشتالة بل كنت حريصا على سلامتهم ولم أحاصر أي جزء من بلدي بل حوصرت واشتدَّ علي الحصار للخروج مع شعبي.
في ختام رسالتي أحب أن أخبركم بأن قبري غدا عتبة لأحد بيوت المدينة التي لجأت إليها يدوس فوقها الداخل والخارج ،وأنا هنا في قبري متألم جدا ,اشعر بالخزي والعار كلما داس فوقي مخلوق وأنا مشفق عليكم فمصيركم ليس أفضل من مصيري فأظن أن من فرط في القدس واللاجئين وساهم في حصار غزة سيكون مصيره على مزابل التاريخ وستلعنه الأجيال جيلا بعد جيل ، اسأولوا مجربا لا تسألوا خبيرا
أخوكم أبو عبد الله الصغير
المغرب العربي / غسانة
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية