من الخطأ تسمية ما يجري من إجرام في الضفة بأنه اعتقال سياسي !!
صلاح الدين الكاشف
كم يستفزني مصطلح ( الاعتقال السياسي في الضفة ) ، و لومي أكثر على من يكرره ، و هو يعطي قيمة لسلطة عباس و حكومة فياض المجرمة من حيث لا يدري ، و يساهم في تجميل صورتهما ..
كيف ينبغي معاملة المعتقل : يعامل الشخص الذي يتعرض لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن معاملة إنسانية وباحترام لكرامته الإنسانية الأصيلة ..
و تقوم السلطة المسئولة عن إلقاء القبض أو الاحتجاز أو السجن على التوالي ، بتزويد الشخص لحظة القبض عليه وعند بدء الاحتجاز أو السجن أو بعدهما مباشرة، بمعلومات عن حقوقه وبتفسير لهذه الحقوق وكيفية استعمالها. ..
يحظر استغلال حالة الشخص المحتجز أو المسجون استغلال غير لائق بغرض انتزاع اعتراف منه أو إرغامه على تجريم نفسه بأية طريقة أخرى أو الشهادة ضد أي شخص آخر .. و لا يعرض أي شخص أثناء استجوابه للعنف أو التهديد أو لأساليب استجواب تنال من قدرته على اتخاذ القرارات أو من حكمه على الأمور...
هذا أبسط تعريف يمكن أن يشار إليه ، و هو واجب على الأجهزة الأمنية القيام به حتى يتطابق مع ما تبثه من دعاية من أنها تحترم الإنسان و كرامته ...
لكن ... كيف تعتقل أجهزة عباس و ماذا تفعل : تمارس أجهزة عباس الذي يتكون منتسبوها من عناصر حركة فتح ، أي بمعنى أنها أجهزة تابعة لحركة فتح تنفذ سياساتها و أهدافها .. تمارس كل أشكال و أنواع الخروج عن القوانين و الأخلاق و الأعراف فيما يخص إهانة الإنسان و تعذيبه و سلب كرامته .. و هذا مقام ليس لسرد الأساليب أو الطرق التي تستخدمها أجهزة حركة فتح يوميا بحق المظلومين و أنصار حركة حماس في الضفة ..
· يختطف الشخص الذي تدعي أجهزة حرمة فتح بأنه ينتمي لحركة حماس من بيته أو عمله أو جامعته أو مدرسته بطريقة همجية دون إبراز أي وثيقة أو قرار يعطيها الحق القانوني في اعتقال هذا الشخص ، أي بمعنى أنه لو تعرض لضربة قاتلة أثناء اعتقاله ، فيمكن أن يترك مكانه أو يلقى من سيارة المختطفين ، و ليس هناك أحد يتحمل المسؤولية ، تماما كما تفعل العصابات المتحررة من قيم القانون و الأخلاق ...
· يدخل ذلك الشخص ـ المختطف ـ إلى أحد مراكز أجهزة حركة فتح ، يأتيه شخص يعرف نفسه أنه طبيب و يسأله عن صحته ، و بغض النظر عما يقوله المختطف أو يعانيه من أمراض ، فإن الإجراءات و العشوائية المخطط استخدامها ضد هذا الشخص تمضي على حالها دون الأخذ بعين الاعتبار للرأي الطبي ...
· ثم تبدأ رحلة إهانته و تعذيبه و هدر إنسانيته و كرامته .. يضرب و يهان و يعلق و يشبح .. يسلط عليه شراذم بلا كرامة أو قيمة ليسلبوه كرامته .. سباب و شتائم و للإله و الدين و الشرف و الانتماء .. لا أسلوب و لا منطق تحقيق ... لا استجواب و لا أسئلة و لا قانون .. فقط لا يعرفون غير : أين تخبئ السلاح ؟ ..
· تتوالى الأيام على هذا المسكين كأنها الدهر ... يتفنن الشراذم في تعذيبه و كأنه غير إنسان .. يبتكرون الأساليب و الطرق لزيادة ألمه .. حتى إذا شارف على الهلاك .. نقلوه للمستشفى سريعا .. و إذا قرر الأطباء إجراء عملية طارئة أو بحاجة للمبيت في المستشفى ، أقفلوا عائدين لكتابة ورقة الإفراج عنه لكي لا يتحملوا تكاليف علاجه ، ثم رابطوا على بوابة المستشفى حتى يتعافى و يخرج ثم يختطفوه مرة أخرى .. و تعاد الكرة ضد ...
· لا محامي و لا قانون و لا زيارات أهل سوى بضعة دقائق في المناسبات ، و لا مدة محددة للتحقيق أو الاحتجاز ، و لا أحد يضمن حياته أو مصيره ... الكل يحقق و الكل مسئول ..
هذا قليل من وصف حقيقة ما يجري ... ثم يقال : هذا ملف بسيط . لا ندري لماذا تصر حركة حماس عليه ،إنها لا تريد للحوار أن ينجح ،ملف المعتقلين ( السياسيين ) هو جزء من الاتفاق و ليس كله ، لماذا تجعلونه أولوية ... هذا منطقهم لأنهم لا يقدرون للإنسان قيمة أو كرامة ، و كأن التلاعب بأرواح الناس و استمرار تعذيبهم و تعليقهم أمر غير طارئ و سابق لأوانه ...
إن هذا الملف يجب أن يعطى القيمة الأولى ، و الأولوية الملحة من أجل وقف التعذيب و الاختطاف الذي يجري بطريقة ممنهجة على أيدي أجهزة حركة فتح في الضفة ، و يجب على حركة حماس أن تصر على موقفها أنه لا اتفاق دون تبييض سجون الضفة من المظلومين ، و عليها ألا تسمح لأعضاء المؤتمر السادس أو السابع أو التاسع بالتحرك شبرا واحدا ، حتى يعلموا و يشعروا أنهم يرتكبون فظاعات في الضفة و هي لن تمر دون مساءلة ، هؤلاء لا ينفع معهم سوى أن يذوقوا كما يحبون أن يطعموا ، و هذا مؤكد لسبب واحد ، و هو أن كل جهدهم و أجندتهم محكومة ضمن ما يريده الاحتلال و يرغب به ...
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية