موقف و موقف.. و دم و دم
د. يوسف رزقة
حكومة الاحتلال تتجه نحو الاعتذار للحكومة التركية عن مهاجمة سفينة مرمرة التركية في البحر المتوسط وقتل عدد من المتضامنين على متنها. وكالات الأنباء التركية تنسب إلى أوباما ضغوطا على إسرائيل لكي تعتذر عن الجزء المتعلق (بالأخطاء التنفيذية). الاعتذار قد يتزامن مع زيارة أوباما إلى الأراضي المحتلة. قد لا يكون ما تقصده الوكالة التركية اعتذارا كاملا، ولكنه في الخاتمة اعتذار يتطابق مع الشخصية اليهودية التي ذكرها القرآن الكريم في كثرة التشقيقات والتقسيمات والمراوغة.
إذا حصل الاعتذار فهو يعبر عن رغبة في عودة العلاقة الطبيعية بين الطرفين، وهو أمر قد يحدث بشكل أو آخر، ولكن ما يهم التنبيه إليه في درس العلاقات الدولية أنه يقوم على أمرين على الأقل: الأول المصالح، فالمصالح المتبادلة بين دولة الاحتلال وتركيا كبيرة في التجارة والأمن، والنواحي العسكرية، وبعض هذه المصالح ما زالت تشتغل بوتيرة أقل. والثاني أن الموقف القوي والحازم يجبر الطرف الآخر على الالتزام باحترام تركيا وسياستها، لأن التغول عليها يستجلب تهديدا للمصالح، وتتحول حالة المصالح إلى حالة خصومة ونزاع. وأحسب أن السياسة التركية اشتغلت على العاملين (عامل المصالح- وعامل القوة) وستصل إلى ما تريد، بتدخل أوباما أو بدون تدخله.
في ظلال تناقل وكالات الأنباء لهذا الخبر نقلت بشكل مواز خبر استشهاد الأسير عرفات جرادات تحت التعذيب في سجون الاحتلال، ومن المؤكد أن القتل كان بسبب التعذيب وليس بنوبة قلبية، فالشهيد لا يتجاوز (29 عاما). والنوبات القلبية نادرة جدا في هذا السن، لاسيما أن الشاب لم يكن يعاني من أي من الأمراض.
قتل (جرادات) في أقبية السجون يتطلب اعتذارا، ويتطلب تحقيقا دوليا، حتى الآن لم تتبن الجهات الرسمية التي تقود الشعب الفلسطيني خطة تستند إلى قوة الحق، وقوة الشعب والجماهير للحصول على تحقيق دولي والحصول على اعتذار، يترتب عليه تعويض كامل الحقوق.
التعليق الذي صدر عن رئيس السلطة كما قالت الوكالات مؤسف، لأنه يقول فيه (إسرائيل تريد الفوضى، ولن نسمح لها بجرنا لذلك)؟!، هذا تعليق عجيب وغير مقبول: لأنه ينزع عامل القوة آنف الذكر من يد القيادة الفلسطينية والشعب للحصول على (تحقيق-واعتذار)، لأن القوة المتوفرة حاليا عند الشعب الفلسطيني هي المظاهرات والانتفاضة الشعبية، لأن فلسطين لا تملك عناصر القوة الأخرى التي تمتلكها تركيا. ووصف المظاهرات والاحتجاجات بالفوضى خطأ قيادي كبير على مستوى الرؤية والتشخيص، لأن من تظاهروا ورجموا قوات الاحتلال هم أولياء الدم، فجرادات شهيد فلسطيني. نعم فلسطيني وفقط. وبدون احتجاج ضد المحتل سنجد أنفسنا أمام شهداء آخرين تحت التعذيب.
إسرائيل بحسب الوكالات طلبت من السلطة التهدئة، وقدمت لها رشوة مالية، وفي هذا السياق جاء تصريح الرئيس أو قل هكذا سيفهمه خصوم الرئيس ولهم الحق في فهمهم، وكان يمكن الضغط على مصالح المحتل، وطلب اعتذار، كما فعل الدرس التركي الذي يحترم الدم التركي، والعلم التركي.
د. يوسف رزقة
حكومة الاحتلال تتجه نحو الاعتذار للحكومة التركية عن مهاجمة سفينة مرمرة التركية في البحر المتوسط وقتل عدد من المتضامنين على متنها. وكالات الأنباء التركية تنسب إلى أوباما ضغوطا على إسرائيل لكي تعتذر عن الجزء المتعلق (بالأخطاء التنفيذية). الاعتذار قد يتزامن مع زيارة أوباما إلى الأراضي المحتلة. قد لا يكون ما تقصده الوكالة التركية اعتذارا كاملا، ولكنه في الخاتمة اعتذار يتطابق مع الشخصية اليهودية التي ذكرها القرآن الكريم في كثرة التشقيقات والتقسيمات والمراوغة.
إذا حصل الاعتذار فهو يعبر عن رغبة في عودة العلاقة الطبيعية بين الطرفين، وهو أمر قد يحدث بشكل أو آخر، ولكن ما يهم التنبيه إليه في درس العلاقات الدولية أنه يقوم على أمرين على الأقل: الأول المصالح، فالمصالح المتبادلة بين دولة الاحتلال وتركيا كبيرة في التجارة والأمن، والنواحي العسكرية، وبعض هذه المصالح ما زالت تشتغل بوتيرة أقل. والثاني أن الموقف القوي والحازم يجبر الطرف الآخر على الالتزام باحترام تركيا وسياستها، لأن التغول عليها يستجلب تهديدا للمصالح، وتتحول حالة المصالح إلى حالة خصومة ونزاع. وأحسب أن السياسة التركية اشتغلت على العاملين (عامل المصالح- وعامل القوة) وستصل إلى ما تريد، بتدخل أوباما أو بدون تدخله.
في ظلال تناقل وكالات الأنباء لهذا الخبر نقلت بشكل مواز خبر استشهاد الأسير عرفات جرادات تحت التعذيب في سجون الاحتلال، ومن المؤكد أن القتل كان بسبب التعذيب وليس بنوبة قلبية، فالشهيد لا يتجاوز (29 عاما). والنوبات القلبية نادرة جدا في هذا السن، لاسيما أن الشاب لم يكن يعاني من أي من الأمراض.
قتل (جرادات) في أقبية السجون يتطلب اعتذارا، ويتطلب تحقيقا دوليا، حتى الآن لم تتبن الجهات الرسمية التي تقود الشعب الفلسطيني خطة تستند إلى قوة الحق، وقوة الشعب والجماهير للحصول على تحقيق دولي والحصول على اعتذار، يترتب عليه تعويض كامل الحقوق.
التعليق الذي صدر عن رئيس السلطة كما قالت الوكالات مؤسف، لأنه يقول فيه (إسرائيل تريد الفوضى، ولن نسمح لها بجرنا لذلك)؟!، هذا تعليق عجيب وغير مقبول: لأنه ينزع عامل القوة آنف الذكر من يد القيادة الفلسطينية والشعب للحصول على (تحقيق-واعتذار)، لأن القوة المتوفرة حاليا عند الشعب الفلسطيني هي المظاهرات والانتفاضة الشعبية، لأن فلسطين لا تملك عناصر القوة الأخرى التي تمتلكها تركيا. ووصف المظاهرات والاحتجاجات بالفوضى خطأ قيادي كبير على مستوى الرؤية والتشخيص، لأن من تظاهروا ورجموا قوات الاحتلال هم أولياء الدم، فجرادات شهيد فلسطيني. نعم فلسطيني وفقط. وبدون احتجاج ضد المحتل سنجد أنفسنا أمام شهداء آخرين تحت التعذيب.
إسرائيل بحسب الوكالات طلبت من السلطة التهدئة، وقدمت لها رشوة مالية، وفي هذا السياق جاء تصريح الرئيس أو قل هكذا سيفهمه خصوم الرئيس ولهم الحق في فهمهم، وكان يمكن الضغط على مصالح المحتل، وطلب اعتذار، كما فعل الدرس التركي الذي يحترم الدم التركي، والعلم التركي.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية