نتنياهو لرئاسة الحكومة وحزبه لخسارة الانتخابات
هشام منور
تبدو المنافسة على الانتخابات البرلمانية المقبلة في (إسرائيل) حامية الوطيس على الرغم من وضوح نتائجها مسبقاً ومعرفة خريطة تكتلات الأحزاب المشاركة في السباق الانتخابي وما قد تفرزه صناديق الاقتراع.
وعلى الرغم من مخاوف النخب السياسية في (إسرائيل) من مشروع السلطة الفلسطينية المقدم إلى مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال وإعلان استقلال دولة فلسطين، إلا أن هذه المخاوف سرعان ما تتبدد أمام ثقة الحكومة الإسرائيلية بالتأييد الأمريكي والغربي الذي قد يجهض المشروع بالفيتو المعروف في مجلس الأمن.
وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اعتبر في سياق حملته الانتخابية ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن "السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والتي تقضي بإبقاء الوضع القائم، قد فشلت". فيما يخص الأوضاع بالضفة الغربية والعلاقة مع السلطة الفلسطينية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن ليبرمان، تحذيره من مغبة "تدهور العلاقات بين (إسرائيل) والاتحاد الأوروبي ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين". ولفتت الإذاعة إلى أن ليبرمان، أشار في لقاء مغلق مع رجال أعمال في جامعة (تل أبيب)، إلى "أهمية العلاقات الإسرائيلية الأوروبية ". فأكثر ما يهم الكيان هو علاقاته الدولية مع دول الاتحاد الأوروبي التي تعترف باستقلال فلسطين يوماً بعد يوم، ولو على نحو خجول في برلماناتها.
وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي، أن "استمرار الجمود السياسي قد يفضي إلى فرض عقوبات اقتصادية أوروبية على (إسرائيل)".
قرار نتنياهو بوقف مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين في أبريل/ نيسان الماضي، دفع بالعديد من البرلمانات الأوروبية إلى مطالبة حكوماتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، فضلاً عن قيام الاتحاد الأوروبي بفرض قيود على منتجات المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها ليبرمان انتقادات مماثلة إلى سياسة نتنياهو، إذ سبق ووجه ذات الانتقادات قبل نحو أسبوع.
ولكن مصادر في حزب "الليكود" اليميني الذي يقوده نتنياهو، اعتبرت أن الانتقادات التي يوجهها ليبرمان إلى السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء "تدل على أن وزير الخارجية يميل إلى معسكر اليسار".
ونقلت الإذاعة نفسها، عن هذه المصادر (التي لم تسمها) قولها: إن "من يصوت لصالح ليبرمان يدعم فعلاً حكومة يسارية برئاسة تسيبي ليفني (زعيمة حزب الحركة الوسطي، ووزيرة العدل المقالة)، ويتسحاق هيرتسوغ (زعيم حزب العمل المعارض)، وإقامة دولة إرهاب فلسطينية بمحاذاة القدس، وتل أبيب، وكفار سابا".
وتظهر استطلاعات الرأي العام الإسرائيلية الأخيرة أن الكتلة التي يقودها هيرتسوغ وليفني باتت أقوى من حزب "الليكود" في حال جرت الانتخابات البرلمانية اليوم.
ولم تتضح حتى الآن ميول ليبرمان بشأن موقفه من ائتلافات حكومية تعقب الانتخابات المقررة في مارس/ آذار المقبل، إلا أنه سبق وأن قال الأسبوع الماضي: إنه "لا يفرق بين أي من الكتل عندما يتعلق الأمر بتشكيل الحكومة القادمة".
بالمقابل، أظهر استطلاع للرأي ارتفاع نسبة التأييد لنتنياهو في رئاسة الحكومة، وانخفاضها في عدد مقاعد حزبه في الكنيست (البرلمان) بحيث حل في المرتبة الثانية.
وبين استطلاع أجرته شركة أبحاث "بال"، لصالح القناة العاشرة الإسرائيلية، أن "38% من المستطلعين يفضلون نتنياهو في رئاسة الحكومة، في المقابل يفضل 32% رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ، و30% ما يزالون لا يعرفون توجهاتهم بعد".
وحول السؤال عن الشخصية التي يمكنها معالجة نسب الفقر المرتفعة حصل القيادي السابق في حزب الليكود موشيه كحلون على 33%، وهرتسوغ على 22%، بينما حصل نتنياهو على 15%، فيما حصل يائير لبيد رئيس حزب "يوجد مستقبل" على 15%، ووزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان على 4%.
وحول أوزان المقاعد في الكنيست الإسرائيلي القادم، تفوقت القائمة المشتركة لحزب "العمل" و"الحركة" بقيادة (هرتسوغ وتسيبي ليفني) بحصولها على أكبر عدد من المقاعد 22، بينما حصل "الليكود" على 21 مقعدا، و"البيت اليهودي" على 17 مقعدا.
عضو الكنيست الإسرائيلي السابق والقيادي في حزب الليكود داني دانون، بدأ من جهته في جمع توقيعات لأعضاء لجنة الانتخابات المركزية بهدف منع النائبة العربية حنين زعبي من خوض انتخابات الكنيست القادمة.
وقالت القناة الأولى الإسرائيلية: "شرع دانون بجمع توقيعات أعضاء لجنة الانتخابات المركزية لمنع النائبة العربية حنين الزعبي من الترشح للانتخابات القادمة". وأضافت القناة أن "دانون أعاد سبب تحركه إلى تصريحات أطلقتها الزعبي أثناء الحرب على غزة ضد إسرائيل". ووصفت الزعبي الحرب على غزة بـ"الإجرامية"، ورفضت إدانة مقاومة الشعب الفلسطيني ووصفته بـ"الدفاع عن النفس".
ورغم أن جمع توقيعات ثلث أعضاء لجنة الانتخابات هو لازم لهذا الإجراء، إلا أن لجنة الانتخابات المركزية تتكون من رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية وممثلين عن كافة الكتل البرلمانية الإسرائيلية.
قد يربح نتنياهو حرب كرسي رئاسة الوزراء دون منافسة تذكر، لكن حزبه المترنح تحت وطأة الانشقاقات والتكسرات السياسية لن يكون قادراً على دعمه في منصبه كثيراً ما لم يعد دوامة التحالفات التي أفضت إلى حل الحكومة السابقة، وهو ما يعني أن الحكومة المقبلة لن يكتب لها الاستمرار طويلاً كما هو متوقع.
هشام منور
تبدو المنافسة على الانتخابات البرلمانية المقبلة في (إسرائيل) حامية الوطيس على الرغم من وضوح نتائجها مسبقاً ومعرفة خريطة تكتلات الأحزاب المشاركة في السباق الانتخابي وما قد تفرزه صناديق الاقتراع.
وعلى الرغم من مخاوف النخب السياسية في (إسرائيل) من مشروع السلطة الفلسطينية المقدم إلى مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال وإعلان استقلال دولة فلسطين، إلا أن هذه المخاوف سرعان ما تتبدد أمام ثقة الحكومة الإسرائيلية بالتأييد الأمريكي والغربي الذي قد يجهض المشروع بالفيتو المعروف في مجلس الأمن.
وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اعتبر في سياق حملته الانتخابية ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن "السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والتي تقضي بإبقاء الوضع القائم، قد فشلت". فيما يخص الأوضاع بالضفة الغربية والعلاقة مع السلطة الفلسطينية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن ليبرمان، تحذيره من مغبة "تدهور العلاقات بين (إسرائيل) والاتحاد الأوروبي ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين". ولفتت الإذاعة إلى أن ليبرمان، أشار في لقاء مغلق مع رجال أعمال في جامعة (تل أبيب)، إلى "أهمية العلاقات الإسرائيلية الأوروبية ". فأكثر ما يهم الكيان هو علاقاته الدولية مع دول الاتحاد الأوروبي التي تعترف باستقلال فلسطين يوماً بعد يوم، ولو على نحو خجول في برلماناتها.
وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي، أن "استمرار الجمود السياسي قد يفضي إلى فرض عقوبات اقتصادية أوروبية على (إسرائيل)".
قرار نتنياهو بوقف مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين في أبريل/ نيسان الماضي، دفع بالعديد من البرلمانات الأوروبية إلى مطالبة حكوماتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، فضلاً عن قيام الاتحاد الأوروبي بفرض قيود على منتجات المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها ليبرمان انتقادات مماثلة إلى سياسة نتنياهو، إذ سبق ووجه ذات الانتقادات قبل نحو أسبوع.
ولكن مصادر في حزب "الليكود" اليميني الذي يقوده نتنياهو، اعتبرت أن الانتقادات التي يوجهها ليبرمان إلى السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء "تدل على أن وزير الخارجية يميل إلى معسكر اليسار".
ونقلت الإذاعة نفسها، عن هذه المصادر (التي لم تسمها) قولها: إن "من يصوت لصالح ليبرمان يدعم فعلاً حكومة يسارية برئاسة تسيبي ليفني (زعيمة حزب الحركة الوسطي، ووزيرة العدل المقالة)، ويتسحاق هيرتسوغ (زعيم حزب العمل المعارض)، وإقامة دولة إرهاب فلسطينية بمحاذاة القدس، وتل أبيب، وكفار سابا".
وتظهر استطلاعات الرأي العام الإسرائيلية الأخيرة أن الكتلة التي يقودها هيرتسوغ وليفني باتت أقوى من حزب "الليكود" في حال جرت الانتخابات البرلمانية اليوم.
ولم تتضح حتى الآن ميول ليبرمان بشأن موقفه من ائتلافات حكومية تعقب الانتخابات المقررة في مارس/ آذار المقبل، إلا أنه سبق وأن قال الأسبوع الماضي: إنه "لا يفرق بين أي من الكتل عندما يتعلق الأمر بتشكيل الحكومة القادمة".
بالمقابل، أظهر استطلاع للرأي ارتفاع نسبة التأييد لنتنياهو في رئاسة الحكومة، وانخفاضها في عدد مقاعد حزبه في الكنيست (البرلمان) بحيث حل في المرتبة الثانية.
وبين استطلاع أجرته شركة أبحاث "بال"، لصالح القناة العاشرة الإسرائيلية، أن "38% من المستطلعين يفضلون نتنياهو في رئاسة الحكومة، في المقابل يفضل 32% رئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ، و30% ما يزالون لا يعرفون توجهاتهم بعد".
وحول السؤال عن الشخصية التي يمكنها معالجة نسب الفقر المرتفعة حصل القيادي السابق في حزب الليكود موشيه كحلون على 33%، وهرتسوغ على 22%، بينما حصل نتنياهو على 15%، فيما حصل يائير لبيد رئيس حزب "يوجد مستقبل" على 15%، ووزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان على 4%.
وحول أوزان المقاعد في الكنيست الإسرائيلي القادم، تفوقت القائمة المشتركة لحزب "العمل" و"الحركة" بقيادة (هرتسوغ وتسيبي ليفني) بحصولها على أكبر عدد من المقاعد 22، بينما حصل "الليكود" على 21 مقعدا، و"البيت اليهودي" على 17 مقعدا.
عضو الكنيست الإسرائيلي السابق والقيادي في حزب الليكود داني دانون، بدأ من جهته في جمع توقيعات لأعضاء لجنة الانتخابات المركزية بهدف منع النائبة العربية حنين زعبي من خوض انتخابات الكنيست القادمة.
وقالت القناة الأولى الإسرائيلية: "شرع دانون بجمع توقيعات أعضاء لجنة الانتخابات المركزية لمنع النائبة العربية حنين الزعبي من الترشح للانتخابات القادمة". وأضافت القناة أن "دانون أعاد سبب تحركه إلى تصريحات أطلقتها الزعبي أثناء الحرب على غزة ضد إسرائيل". ووصفت الزعبي الحرب على غزة بـ"الإجرامية"، ورفضت إدانة مقاومة الشعب الفلسطيني ووصفته بـ"الدفاع عن النفس".
ورغم أن جمع توقيعات ثلث أعضاء لجنة الانتخابات هو لازم لهذا الإجراء، إلا أن لجنة الانتخابات المركزية تتكون من رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية وممثلين عن كافة الكتل البرلمانية الإسرائيلية.
قد يربح نتنياهو حرب كرسي رئاسة الوزراء دون منافسة تذكر، لكن حزبه المترنح تحت وطأة الانشقاقات والتكسرات السياسية لن يكون قادراً على دعمه في منصبه كثيراً ما لم يعد دوامة التحالفات التي أفضت إلى حل الحكومة السابقة، وهو ما يعني أن الحكومة المقبلة لن يكتب لها الاستمرار طويلاً كما هو متوقع.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية